انتقالي حضرموت يرفض استقدام قوات أخرى لا تخضع لسيطرة النخبة    فيديو صادم يهز اليمن.. تعذيب 7 شباب يمنيين من قبل الجيش العماني بطريقة وحشية ورميهم في الصحراء    فضيحة: شركات أمريكية وإسرائيلية تعمل بدعم حوثي في مناطق الصراع اليمنية!    "حرمان خمسين قرية من الماء: الحوثيون يوقفون مشروع مياه أهلي في إب"    أرواح بريئة تُزهق.. القتلة في قبضة الأمن بشبوة وتعز وعدن    حرب وشيكة في الجوف..استنفار قبلي ينذر بانفجار الوضع عسكرياً ضد الحوثيين    صحفي يكشف المستور: كيف حول الحوثيون الاقتصاد اليمني إلى لعبة في أيديهم؟    رفض فئة 200 ريال يمني في عدن: لعبة القط والفأر بين محلات الصرافة والمواطنين    المجلس الانتقالي يبذل جهود مكثفة لرفع المعاناة عن شعب الجنوب    عن ماهي الدولة وإستعادة الدولة الجنوبية    الوضع متوتر وتوقعات بثورة غضب ...مليشيا الحوثي تقتحم قرى في البيضاء وتختطف زعيم قبلي    الدبابات الغربية تتحول إلى "دمى حديدية" بحديقة النصر الروسية    إنجاز عالمي تاريخي يمني : شاب يفوز ببطولة في السويد    مسلحو الحوثي يقتحمون مرفقًا حكوميًا في إب ويختطفون موظفًا    حرب غزة.. المالديف تحظر دخول الإسرائيليين أراضيها    عن الشباب وأهمية النموذج الحسن    بحضور نائب الوزير افتتاح الدورة التدريبية لتدريب المدربين حول المخاطر والمشاركة المجتمعية ومرض الكوليرا    - الصحفي السقلدي يكشف عن قرارات التعيين والغائها لمناصب في عدن حسب المزاج واستغرب ان القرارات تصدر من جهة وتلغى من جهة اخرى    شرح كيف يتم افشال المخطط    بدء دورة تدريبية في مجال التربية الحيوانية بمنطقة بور    "أوبك+" تتفق على تمديد خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و439 منذ 7 أكتوبر    ولي العهد الكويتي الجديد يؤدي اليمين الدستورية    رصد تدين أوامر الإعدام الحوثية وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف المحاكمات الجماعية    الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    أولى جلسة محاكمة قاتل ومغتصب الطفلة ''شمس'' بعدن    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    القبض على أكثر من 300 أجنبي في مديرية واحدة دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يجب على المعارضة المسئولة أن تكون على رأس حراك سلمي في طول وعرض البلاد
نشر في رأي يوم 24 - 11 - 2009

عند استعراضنا لمحطات حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" ومراحله السياسية أين تقفون اليوم؟ هل حزبكم حزب معارض أم أنه متحالف مع الحزب الحاكم؟
- أولاً أهنيء شعبنا اليمني والأمة العربية والإسلامية بشهر الحج وعيد الأضحى وعيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر، أما عن حزبنا، فنحن أول حزب في جنوب الجزيرة العربية، حيث تأسس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" في عام 1951م في عدن. في ظل ظروف كانت مختلفة عما هي عليه اليوم حيث كان الاحتلال البريطاني، و 23 سلطنة وإمارة وكان النظام المتوكلي في الشمال.
كان لحزبنا دور رائد وطليعي في إذكاء مشاعر الوطنية في تلك المنطقة من الجزيرة العربية, كان ذلك الدور في النضال السلمي والكفاح المسلح، وأوصل قضية الجنوب العربي كقضية تحرير، وأوصل صوت 23 مشيخة وسلطنة وإمارة إلى الأمم المتحدة، وصدرت قرارات بهذا الشأن، وجاء يوم الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، في ظروف مختلفة وتولت السلطة الجبهة القومية أو طرف من أطراف النضال الوطني في ذلك الحين. هذا الأمر أجبرنا على أن نكون خارج البلاد في المنفى وأجبر أهلنا في الداخل على أن يتعاملوا مع وضع جديد لا يسمح بالعمل السياسي وعانينا في الداخل والخارج إلى أن تطورت الأمور وسارت في مجاري مختلفة إلى أن أعلنت الوحدة 1990م، وكنا كحزب من أول الأحزاب ومن أول القوى التي باشرت في دعم هذا الإنجاز في ظل ظروف جديدة، وأتينا إلى صنعاء وكان من اللازم أن يتحول اسم الحزب، إلى حزب رابطة أبناء اليمن، بسبب تغير المعادلة السياسية، فمن قبل كان عمل حزبنا ونشاطه يقتصر على الجنوب، أما بعد الوحدة فأصبح النشاط شاملاً للجنوب والشمال.
كان طرح حزبنا دائماً، منذ التكوين إلى اليوم، يراعي المصالح الوطنية العليا، وكان روادنا وقياداتنا تنأى عن الدخول في المغامرات السياسية، ولكن كان الظرف الذي كان يحيط بنا في كل مرحلة يحتِّم علينا الموقف السياسي الذي ينبغي أن يتخذ.
يعني أنت تقول أن الموقف السياسي المتغير هو الذي كان يستدعي تغيير موقفكم، كنتم للجنوب قبل الوحدة ، هل يعني أن ذلك ما قد يراه البعض في هذه المواقف أو التضارب أنه تعبير عن موقف سياسي مختلف أو محيط؟
- الذي يتتبع موقف حزبنا سيجد أن هذه المواقف نابعة من معطيات كل مرحلة بعينها.
عندما كان الاحتلال وكانت هناك 23 سلطنة وكنا نحن والجيل الثاني في حزب رأي، كان طرحنا المنطقي أن يتحقق جلاء الاستعمار وتحقيق وحدة 23 سلطنة ومشيخة وإمارة في كيان سياسي واحد. إذا كانت الظروف حينها مهيأة في الشمال فيمكن أن تقوم الوحدة المنشودة ولكن وحدة الند للند. ولم تكن الرابطة تؤمن بأن هناك فرعاً وأن هناك أصلاًأو ضماً وإلحاقاً. كانت دعوة الرابطة أن وحدة اليمن مشروع حضاري ينبغي أن تبنى بالتوافق وروح الأخوة والمساواة. هذا هو طرح قادة الرابطة عند التكوين واليوم.
نحن نرى اليوم أن الوحدة اليمنية قد تحققت بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام، لم يؤخذ رأينا حينها، ولكننا كنا فرحين بهذا الإنجاز الكبير. وكنا نأمل أن يجد هذا المشروع رعاية من الحزبين الحاكمين حينها، ليتحول الإنجاز اليمني إلى بداية حقيقية لدولة مدنية حديثة يسود فيها العدل والديمقراطية الحديثة ولكن للأسف هذا المشروع الذي ولد في 90 لم يجد العناية اللازمة، وهو الأمر الذي أدى إلى حرب 94م.
فيما يتعلق بحرب 94، نحن في الرابطة لم نكن طرفاً أساسياً في الأمر، كان الصراع بين الحزبين الحاكمين، وكنا نحاول أن نجنب البلد وصول الأمر إلى عملية الحرب، وأيضاً نجنبه أن الوصول إلى مرحلة الانفصال. كان للحزب مع بقية القوى السياسية دور لمحاولة أن لا تصل الأمور إلى حد الانفجار، وكان من ضمن هذا الدور أن نصل للوفاق الذي اتفق عليه وتمثل في وثيقة العهد والاتفاق حينها، ولكن للأسف هذه الوثيقة لم تجد طريقها للتطوير، لأنه لم يكن هناك نوايا حقيقية لتنفيذها.
أنتم سافرتم بعد أحداث الحرب.. قيادات الحزب بقت في الخارج لمدة 12 عاماً وكونتم في الخارج جبهة موج ما الذي دفعكم للعودة؟ هل كانت هناك صفقة كما قال البعض وبناءً على ذلك ساندتم الرئيس على عبدالله صالح في انتخابات 2006 على مرشح المعارضة؟
- نحن عندما أعلنا موقفنا في 94 أعلناه عندما وصلت الأزمة إلى مفترق طرق, ولم نجد هناك ما يؤشر إلى رغبة حقيقية في الإصلاح السياسي المنشود وفي بناء الدولة اليمنية الحديثة، وفي وضع البذور الحقيقية السليمة والصحيحة للتجربة الديمقراطية.
تفاقمت الأمور بين الطرفين الحاكمين، ونحن كنا نطرح مع غيرنا من القوى السياسية مشروعا للإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، ولكن هذا الأمر لم يتحقق. وقيدت البلد كلها إلى زاوية أدت إلى انفجار الحرب في 94، وعندما انفجرت، كنت والأخ رئيس الحزب عبد الرحمن الجفري وغيرنا من أعضاء لجنة الحوار، ذهبنا إلى عدن حينها في محاولة أن لا تصل المسألة لدرجة الانفجار، وكنا نطرح دائما أن الذي يبدأ بالحرب هو الذي يبدأ بالانفصال. ولا أريد أن أعود إلى ذلك. لأنها تجربة يجب أن تقيم من الناس المحايدين. ومن المصلحة أن نقف اليوم أمام ما ينبغي أن يحدث اليوم، ويحدث غداً، ونحن أصحاب مشروع للإصلاح في اليمن.
لم تجب على سؤالي حول ظروف العودة ومناصرة الرئيس صالح؟
- عندما أجبرنا على الخروج في 94 طرحنا خياراً لنا كحزب ولحركة المعارضة حينها التي كانت تسمى موج، أن يكون العمل في إطار الوحدة والعمل السلمي، ونشرنا المشروع وطرحنا مخارج وعدة مقترحات لإصلاح سياسي شامل ولمصالحة وطنية حقيقية حينها، عندما كنا نطرح القضايا لم يسمع الأخوة في صنعاء للمقترحات، وكنا نحاول أن نسمع الجميع ونوصل صوتنا بأن البلد لا يمكن أن يكون لطرف واحد، ولكن لا بد أن تتكاتف كل الجهود لنحقق الإصلاح المنشود. عندما خرجنا في 94 لم يكن أحد يسمع لما نطرح. وتطورت الأمور إلى أن وصلنا لمرحلة الانتخابات في 2006م.
نطرح مسألة الإصلاحات الشاملة وإصلاح الخلل، كان يقال لنا قبل 2006م، بأن الأمور على ما يرام وليس هناك ما يجب أن يمكن إصلاحه، ولكن عندما وصل الأمر إلى ذروة الاستعدادات للعملية الانتخابية، تم التواصل مع الحزب الحاكم ومع الرئيس علي عبدالله صالح أيضاً، وكان هناك اتفاق بأن البلاد بحاجة إلى جهود وتكاتف لإصلاحات شاملة.
-المذيعة مقاطعة- وهذا ما وعد به الرئيس صالح .... وسأستمع إلى تقييمك وهل ترون أن النظام أوفى بالشروط التي اتفقتم عليها .... وما موقفكم من الوحدة ومن الحراك؟
- أود أن أعبر عن بالغ أسفي لما يحدث في اليمن. في صعدة وفي الجنوب وهذا قد يؤدي، ما لم تحقق مطالبهم بشكل عقلاني ومدروس، إلى أزمة، ليست لصالح البلاد. وبالتالي نحن كحزب يمني وطني لنا تجربة في هذه البلاد، رأينا ان الوطن وصل لمرحلة يستدعي بالفعل أن تقف كل القوى السياسية، وأن نترفع عن الحسابات الضيقة وأن نبحث عن مخرج لبلادنا. نحن قلنا ونقول ونكرر إن ما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة لغياب المشاركة الحقيقية في الثروة والسلطة وغياب الديمقراطية المحققة للتوازن وغياب التنمية المستدامة.
هل تحققت وعود النظام لكم عند العودة؟
- لا لم تتحقق الوعود ونحن لسنا بصدد تسجيل الأهداف كل في مرمى الآخر، نحن نشعر أن البلد يمر بظرف صعب ودقيق ويستدعي حواراً وطنياً مسئولاً، نحن عندما عدنا كان لدينا طموحات كبيرة وواسعة بأن تبدأ مسيرة الألف ميل، وتبدأ بناء الدولة المدنية الحديثة، ولدينا مشروع كحزب، أعلناه في 2005 للإصلاحات السياسية.
موقفكم من الجنوب... والحراك؟
- نحن قدمنا مشروعاً شاملاً للإصلاح في نوفمبر 2005م، قبل أن نعود. يستند المشروع إلى سبعة أعمدة لإصلاح شامل في عموم اليمن، بداية بالحكم المحلي، بعد ذلك طرحناه في مبادرتنا الوطنية في يونيو 2009 الفيدرالية التي نعتقد أنها هي المخرج كنظام سياسي بعد أن أثبتت التجربة للحكم المركزي أو الدولة البسيطة فشلها في ال19 سنة السابقة، تنطلق الفيدرالية كمدخل لإصلاحات شاملة، هذه المبادرة لا تستند على موضوع الفيدرالية ولكنها ضمن منظومة متكاملة رأينا أن تجتمع كل القوى السياسية تحت مظلة حوار وطني مسئول للخروج من الأزمة.
لماذا تعارض الحكومة في اليمن هذه الفكرة وحولها إجماع سياسي و حولهاحوار من قبل القوى الأخرى؟
- نحن عندما رأينا أن الأمور وصلت إلى نوع من التجمد السياسي، أعلنا هذه المبادرة في يونيو 2009 وقلنا من الضروري بمكان أن تلتقي كل القوى السياسية المؤثرة في حوار وطني شامل، نجتمع ولا يقصى أحد، يأتي ممثلون عن الحوثيين وممثلون عن الحراك الجنوبي والمعارضة في الخارج وكل القوى المؤثرة في الساحة السياسية، ونجتمع معاً ونتحاور ونخرج بمخارج عملية، عندها تتكون حكومة وحدة وطنية.
ونعتقد نحن في الرابطة، أن الفيدرالية هي المخرج الوحيد الآن.
ما موقف النظام الحاكم؟؟
- للأسف النظام الحاكم الى الآن لم نلمس منه جدية في تعاطيه لكثير من الأمور، نحن كنا نأمل أن النظام الحاكم بالذات سيلتقط هذه الفرصة، ونجتمع معاً ونبحث شأننا اليمني كناس عقلاء ونبحث مصلحة البلد ثم بعد ذلك نتفق على المحاور والمخارج الطبيعية للأزمة وهي كما نتصورها كحزب عدم وجود الدولة و عدم وجود أي جدية ومخارج حقيقية لأي حوار.
هناك حوار بين المعارضة من المهم أولاً...
- فيما يتعلق بمعظم القضايا الرئيسية في الساحة السياسية في اليمن أعتقد لا توجد فجوة كبيرة في إطار المعارضة، على سبيل المثال نحن في الرابطة طرحنا مشروع الإصلاح الشامل ولم نجد تعارضاً كبيراً عند الأخوة في بقية أحزاب المعارضة. ثم بعد ذلك طرحنا مبادرة الفيدرالية ثم جاء الأخوة في اللقاء المشترك وأخذوا بالفيدرالية كأحد المخارج الثلاثة التي وضعوها في مشروعهم، إما حكم محلي كامل الصلاحيات أو واسع الصلاحيات أو الفيدرالية. وبالتالي الفيدرالية هي أحد القضايا التي نحن في المعارضة متفقون عليها.. يبقى بعد ذلك الحزب الحاكم، نحن نأمل من الحزب الحاكم بحكم أنه بيده المفاتيح الأساسية في البلاد يستطيع أن يجد مخارج للمشكلة التي نعاني منها في هذه البلاد، أو يستطيع أن يسد الأبواب، وبالتالي تتجه البلاد إلى اتجاه لا يحمد عقباه، نحن عندما عدنا قبل ثلاث سنوات، لم يكن هناك حرب في صعدة، ولم يكن هناك حراك. ما يجري في صعدة نحن نتألم لكل قطرة دم تراق ....
ما موقفكم.. من حرب صعدة وتدخل السعودية؟
- ما يجري بشكل عام في صعدة نحن نتألم لكل قطرة دم تراق من أي يمني سواء كان من أفراد الجيش أو من المواطنين، ونتمنى على الجميع ممن له يد في هذه الكارثة أن يسرع إلى وقف القتال و تحكيم العقل والحوار، لأنه المنطق وهو الشيء الطبيعي الذي سيتم.
أما فيما يتعلق بتدخل المملكة العربية السعودية، الحقيقة قد يكون حديثي مجروحاً في هذا الإطار، لأن نحن من الأحزاب اليمنية ومن البدايات الأولى، التي رأت أنه من الضرورة بمكان أن تكون لبلادنا علاقات إستراتيجية مع الجارة الكبرى السعودية، الأمر الثاني هذه الدولة احتضنتنا لأكثر من ثلاثين سنة، عندما كنا في المنفى قبل الوحدة وبعد حرب 94م، وبالتالي سنترك العواطف ونتكلم كلاماً سياسياً، نحن نعتقد أن أي إشكال يؤدي إلى الإساءة إلى علاقة اليمن مع المملكة العربية السعودية، هذا الأمر لا يخدم المصلحة اليمنية، وبالتالي فإننا نعتقد أن السعودية لها الحق في الدفاع عن نفسها وأرضها ... ، وفي الوقت نفسه إنه لمن الخطورة أن نترك الأمور تتطور إلى أن تتحول بلادنا إلى ساحة لصراع إقليمي، وفي نفس الوقت نعتقد أن التدخل الإيراني في الشأن اليمني أمر غير منطقي وغير مقبول، ولكن قبل أن نلوم هذا الطرف أو ذلك، يجب أن نلوم أنفسنا نحن. هذا البيت اليمني إذا ما أحسنا بناءه وأحكمنا مداخله ومخارجه و أقمنا فيه الحياة الكريمة السليمة، لما جاءت فرصة لأحد أن يتدخل.
تدخل السعودية هل يعد انتهاكا للسيادة الوطنية؟
- نحن نعتقد أن السعودية كما تابعنا، قد دافعت عن أرضها عندما تم تجاوز الحدود من قبل أطراف يمنية، هذا أعتقد أنه حق مشروع. أما إذا كان الأمر اعتداء على السيادة والأراضي اليمنية فهذا الأمر يختلف, لكن الذي حصل أن جماعات يمنية دخلت الأراضي السعودية وبالتالي السعودية دافعت عن نفسها. وبالتأكيد دفاع السعودية عن نفسها حق مشروع ليس فيه شك.
هل هذا يمثل الصمت الرسمي تجاه تدخل السعودية... لم تعلق ولم تدين...ما تعليقك؟
-أي اعتداء على بلادنا لا أحد يقبل به ،ولا أي يمني يقبل بالاعتداء على اليمن، لكن حتى إلى اليوم، الذي حصل أن جماعات يمنية دخلت للحدود السعودية، والسعودية دافعت عن نفسها.
ماذا عن قول البعض إنكم في أحضان الرئيس؟
- أولاً فيما يتعلق برأي البعض حول أننا نحن في حضن الرئيس، أو حضن الحزب الحاكم، هم لم يتابعوا الأحداث، نحن طرحنا مبادرة الإصلاحات الشاملة في 2005م، ومن ثم طرحنا في 2009م مبادرة الفيدرالية ولو تم الأخذ بهذه المبادرات لما وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه.
الأمر الثاني، عندما وجدنا أنه لا جدية في الحوار أقدمنا على خطوة أخرى في يوليو الماضي، وهي المبادرة الوطنية التي مفتاحها الفيدرالية كحل يحافظ على الوحدة اليمنية ويجنبنا أي مزالق مستقبلية. نحن حزب معارض لدينا مشروع كامل للإصلاح، لكن للأسف لم نجد من الطرف الآخر أي استجابة ملموسة وعملية في التعاطي مع هذا الأمر.
فيما يتعلق بالحراك، نحن نعتقد أن الحراك انطلق نتيجة لغبن ونتيجة لشعور بالظلم وشعور بالقهر، وإلا هؤلاء الذين يخرجون الآن بالآلاف هم ذاتهم الذين خرجوا في عام 90 ينادون بالوحدة، لماذا تغير الموقف. لا بد أن هناك أمراً خطيراً وكبيراً قد جعلهم ينتقلون من النقيض إلى النقيض. نحن نحترم كل رأي في اليمن ولا نلغي أحداً. نحن نزعم، وهذا رأي شخصي أن الأغلبية في الجنوب ما زالت صامتة حتى الآن. وكلما ظل موقف الدولة والحزب الحاكم الذي لا يقدم على أي إصلاح حقيقي ملموس، كلما تزداد المناداة بفك الارتباط، وهذا الأمر هو الذي نخشاه، بأنه سيؤدي إلى تمزق اليمن كلها، لأنه لن يحصل انفصال في الجنوب، ولاانفصال في الشمال فقط، سوف تدخل بلادنا في دوامة، وإلى تشظي لن تتأثر به بلادنا وحسب، وإنما يتأثر الإقليم والعالم كله.
وهنا نوجه دعوة للحزب الحاكم أن يستمع إلينا بدرجة أساسية، وتستمع إلينا كل القوى السياسية، لأنه لم تعد هناك مجال للمكايدة السياسية والحسابات الصغيرة، ينبغي أن نصغي جميعاً للمصلحة الوطنية العليا وأن نجتمع في حوار وطني مسئول لا يستثنى منه أحد.
الحكومة لا تستمع لكم كمعارضة. لأنها لا تعتقد أنكم مؤثرون في الشارع؟
- المطالبة بالإصلاح في اليمن ليس أمراً مطروحاً من قبل حزب الرابطة. الأمر مطروح ومطلوب من كل القوى السياسية. ولو كان هناك جدية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي أشرنا إليها، بجدية لتحقيق المواطنة السوية المرتكزة على أسسها الثلاثة، ولو كان هناك استماع حقيقي لما طرحناه وطرحته القوى السياسية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. الآن لسنا في جدل من هو القوي ومن هو الضعيف. هذه البلاد هي بلادنا ولن ينقذها إلا نحن، سواء كنا صغاراً أو كباراً. ولا يمكن أن يترك الأمر لطرف حتى الحزب الحاكم. نحن نقول إن بلادنا بحاجة لكل الأطراف السياسية. نحن صوت المنطق وصوت العقل، وينبغي أن يسمع لصوت المنطق والعقل، وما زالت الفرصة سانحة لسماع هذا الصوت. أنا أخشى أن نصل إلى مرحلة لا يوجد فيها متسع لسماع هذا الصوت، وبالتالي ستكون الخسارة شاملة لكل اليمن والإقليم أيضاُ، وعليه نقول كحزب معتدل وسطي مسئول مسئولية وطنية، لسنا بصدد أن نقدم سجلاً لما عملنا وما ينبغي أن يعمل. نحن الآن في مرحلة تستدعي منا أن نقف بمسئولية وطنية وكل القوى المؤثرة في الساحة يجب أن تقف وتراجع نفسها ونضع المخارج لهذه الأزمة التي نعاني منها جميعا. إذا لم يسمع هذا الصوت فإننا مقبلون للأسف على كارثة كبيرة وأتمنى أن لا نصل إليها.
كونكم تنتمون إلى الجنوب ولكم تأريخ هل يمكنها أن تجعلكم طرفا يتوسط بين الحكومة وبين هذه الحركات؟
- نحن لسنا وسطاء، نحن طرف أساسي في الساحة اليمنية، نحن قدمنا مشاريع حقيقية للإصلاح السياسي في اليمن، نحن قدمنا مشاريع آخرها الفيدرالية التي أشرت إليها، وبالتالي نحن طرف أصيل في المعادلة. وإذا كان صوت العقل والمنطق هو الذي سيفتح ثغرة في الجدار، فنفتخر أن نكون نحن ذلك الصوت. أما أن نكون وسيطاً بين هذا وذلك، فهذا الأمر ليس وارداً لأننا طرف رئيسي في القضية.
هل تدعمون الحوثيين كما قال أحد المشاركين ومن وراء جدار...
- هذا الأمر غير صحيح، نحن منذ بداية مشكلة صعده، أعلنا موقف حزبنا صريح وواضح، إننا ضد أن يحمل المواطن السلاح في وجه الدولة، وفي المقابل ضد أن تستخدم الدولة العنف ضد المواطن، لا مخرج إلا أن يكون هناك الحوار هو سيد الموقف، أن يعترف كل بالآخر، وإذا ما سادت روح التفاهم وروح الحوار وروح المسئولية الوطنية فسوف نجد مخرجاً. أما أنه ليس لنا موقف فهذا كلام غير صحيح.
هل ترى بالفعل أن اليمن في طريقه قد تخرج عن السيطرة وربما لو عمل استبيان للجنوبيين يمكن أن لا تكون النتيجة لصالح الوحدة؟
- أصدقك القول .. هناك خوف ورعب مما يجري في بلادنا، والذي يخيفنا أكثر أننا لا نجد ملامح جادة للتعاطي مع هذه المشكلة بالشكل الذي ينبغي أن يكون. إذا استمرت الأمور بهذا الشكل؛ الحزب الحاكم متمترس وراء قوته ووراء السلطة، ويحاول أن يبسِّط الأمور ويحاول أن يقصي هذا أو ذاك. وفي نفس الوقت قوى مختلفة في الساحة السياسية تطرح الكثير من المخارج والأطروحات. إذا استمر الأمر بهذا الشكل، فكل يوم يمضي فهو خسارة على بلادنا، أي تأجيل للحوار الوطني الجاد المسئول الذي تلتقي فيه كل القوى الوطنية في الحياة السياسية، أي تأجيل لهذا الحوار، يؤدي إلى المزيد من الاشتعال سواء في صعدة سواء أو الجنوب.
ولا يجب أن ننسى في الحقيقة أمراً آخر، كثيرون لا يأبهوا به، وهو الحالة الاقتصادية المتردية التي يعيشها الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا.
هل ينبغي على المعارضة أن تطرح المبادرات على السلطة وحسب؟
- حقيقة الأمر، ينبغي على المعارضة، أن لا تطرح فقط المبادرات أو المقترحات. في مرحلة معينة عندما تسد الأبواب، هناك الطريق الآخر والذي كنا نأمل أن لا نصل إليه خشية أن تفلت الأمور على الجميع، لكن إذا استمر الحزب الحاكم في عدم التصدي بجدية و مسئولية لمشاكل الوطن، الواجب على المعارضة المسئولة أن تكون على رأس الحراك السلمي في طول البلاد وعرضها، حتى يدرك النظام أن هناك مشكلة حقيقية في البلاد، وأن يصغي لمطالب الناس ونخرج من هذا الوضع المأزوم. هذه مهمة من أهم أولويات المعارضة الجادة, لا أريد أن أجلد الذات، ولكن أريد أن أؤكد أن حركة المعارضة في اليمن هي حركة ليست لديها تقاليد كبيرة وهي تجربة في طور النمو، ولكن علينا إذا استمرت الأمور في هذا التأزم وفي هذا الانسداد، أن نتحمل مسئوليتنا الوطنية الحقيقية، وأن نكون على رأس حراك سلمي فعلا يجبر الحاكم إلى أن يستمع لمطالب عادلة وحقيقية تهدف إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة، وإلى نظام يحقق الأمن والاستقرار والعدل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.