هذان الأفطسان يغزوان العالم بالسِّلع والبضائع والمنتجات التي لا تُعدُّ ولا تُحصى!! هذان الشعبان، هاتان الأمتان.. يأجوج ومأجوج، يكتسحان شعوب الأرض وأُمم الدنيا، بالآلات والمعدات التي بها قوام الجِنَّة والناس!! ماردان أصغران يلونان القارات بمختلف الألوان والنكهات... لإيلاف هاتين القوميتين رحلة الشتاء والصيف، والربيع والخريف!! مليار وسبعمائة مليون نسمة، مضافاً إلى هذا الرقم ثلاثمائة مليون نسمة، يتوزعون على الصين واليابان وحدهما؛ هم فقط من أناروا الأرض وعمروها!! عالمان لوحدهما.. كَوْنان مستقلان بذاتيهما.. رأسا تنين.. شوكتا اقتصاد.. يا لهما من واجهتي تقدم وحضارة.. الصين تعبّ الأرجاء بكل شيءٍ، من الإبرة إلى اللعبة إلى الحاسوب إلى الماطور، بأثمان قريبة المنال سهلة المتناول.. واليابان تبري الأنحاء بري الجودة والإتقان... دولتان عظيمتان هما حقاً،، تناهزان أعمار الخليفة منذ الأزل.. التاريخ يحدثنا عن فارس والروم،، عن العرب والعجم؛ وهما تحدثاننا وتحدثان التاريخ عن استثمارهما للإنسان. هاتان دولتان بمائتي دولة.. إنهما ورشتا عمل وإنجاز، تحولان الكرة الأرضية إلى قطعة صلصال أو قطعة شوكولاتة!! وطنان يعتمران الآفاق، وينتعلان الجغرافيا ويمضيان إلى سُبل النجاح بصمت واقتدار.. هما طرفا المعادلة، ورمزا حلِّها.. هما فرسا الرهان، وكفتا الميزان.. الصين واليابان.. الصين واليابان.. الصين واليابان!! أين منهما عشرون دولة عربية ونيف؟!!.. أين منهما بلدان تعج بالفقر والجوع والمرض، بالبطالة والعطالة، بالويل والثبور وشهادات الزور؟!! الصين واليابان ينثران الابتكارات والاختراعات ويجوبان العالم بأسره بالصناعات والخبرات، كل ذلك في غمرة انشغالنا بمباراة مصر والجزائر وتهافت التهافت الذي أعقبها وكأنها مسطرة ترسيم المصير أو بوصلة تحديد وجهة التاريخ الحديث!! ماذا يمكن أن يُقال عن ورطة شعوب الوطن العربي والعالم الإسلامي بين فكي مرمى؟! الصين واليابان احتربتا زمناً، ثم هاهما تتألقان في التصفيات السلمية، وتفردان ذراعيهما للشرق والغرب.. اللهم فبارك لنا في صيننا، وبارك لنا في ياباننا!!