المحطات التاريخية الكبرى تصنعها الإرادة الوطنية الحرة    مهام العليمي وبن مبارك في عدن تعطيل الخدمات وإلتقاط الصور    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    حرب غزة تنتقل إلى بريطانيا: مخاوف من مواجهات بين إسلاميين ويهود داخل الجامعات    ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    العدالة تنتصر: قاتل حنين البكري أمام بوابة الإعدام..تعرف على مراحل التنفيذ    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    في اليوم 216 لحرب الإبادة على غزة.. 34904 شهيدا وأكثر من 78514 جريحا والمفاوضات تتوقف    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    الحوثي يدعو لتعويض طلاب المدارس ب "درجات إضافية"... خطوة تثير جدلا واسعا    مراكز مليشيا الحوثي.. معسكرات لإفساد الفطرة    ولد عام 1949    الفجر الجديد والنصر وشعب حضرموت والشروق لحسم ال3 الصاعدين ؟    فرصة ضائعة وإشارة سيئة.. خيبة أمل مريرة لضعف استجابة المانحين لليمن    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    أمين عام حزب الشعب يثمن موقف الصين الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    منذ أكثر من 70 عاما وأمريكا تقوم باغتيال علماء الذرة المصريين    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    رئيس مجلس القيادة يكرّم المناضل محمد قحطان بوسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    المحكمة العليا تقر الحكم بإعدام قاتل الطفلة حنين البكري بعدن    اعتدنا خبر وفاته.. موسيقار شهير يكشف عن الوضع الصحي للزعيم ''عادل إمام''    الأسطورة تيدي رينير يتقدم قائمة زاخرة بالنجوم في "مونديال الجودو – أبوظبي 2024"    تصرف مثير من ''أصالة'' يشعل وسائل الإعلام.. وتكهنات حول مصير علاقتها بزوجها    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    وفاة الشيخ ''آل نهيان'' وإعلان لديوان الرئاسة الإماراتي    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم الخميس    تصاعد الخلافات بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر والأخير يرفض التراجع عن هذا الاشتراط !    بعد وصوله اليوم بتأشيرة زيارة ... وافد يقتل والده داخل سكنه في مكة    جريمة مروعة تهز مركز امتحاني في تعز: طالبتان تصابا برصاص مسلحين!    قصر معاشيق على موعد مع كارثة ثقافية: أكاديمي يهدد بإحراق كتبه    دوري ابطال اوروبا .. الريال إلى النهائي لمواجهة دورتموند    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغرب فضائح السياسة الأمريكية..التعاليم التوراتية تتحكم بمستقبل كوكب الأرض
نشر في لحج نيوز يوم 24 - 06 - 2010

مؤلف هذا الكتاب هو الصحفي الفرنسي (جان كلود موريس), الذي كان يعمل مراسلا حربيا لصحيفة (لو جورنال دو ديماش) للمدة من 1999 إلى 2003. ويتناول في كتابه هذا اخطر أسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي (جورج بوش الابن) والرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك), والتي كان يجريها الأول لإقناع الثاني بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق عام 2003 , بذريعة القضاء على (يأجوج ومأجوج) الذين ظهرا في منطقة الشرق الأوسط, وتحقيقا لنبوءة وردت في الكتب (المقدشة), ونلفت الانتباه هنا إلى إن لفظ "مقديش" بالشين, يعود إلى المصطلح الأكدي الوثني "قديشتو" للتعبير عن كاهنات الدعارة في معبد "مردوخ".
يقول المؤلف (جان كلود موريس) في مستهل كتابه الذي يسلط فيه الضوء على أسرار الغزو الأمريكي للعراق: ((إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جدا, وان اعتقادك ليس في محله)), فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل, بل هي خارج حدود الخيال, وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية, ولا يمكن أن تطرأ على بال الناس العقلاء أبدا, فقد كان الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش الابن) من اشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية, وكان مهووسا منذ نعومة أظفاره بالتنجيم والغيبيات, وتحضير الأرواح, والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة, وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة, وفي مقدمتها (التوراة), ويجنح بخياله الكهنوتي المضطرب في فضاءات التنبؤات المستقبلية المستمدة من المعابد اليهودية المتطرفة. ويميل إلى استخدام بعض العبارات الغريبة, وتكرارها في خطاباته. من مثل: (القضاء على محور الأشرار), و(بؤر الكراهية), و(قوى الظلام), و(ظهور المسيح الدجال), و(شعب الله المختار), و(الهرمجدون), و(فرسان المعبد), ويدعي انه يتلقى يوميا رسائل مشفرة يبعثها إليه (الرب) عن طريق الإيحاءات الروحية, والأحلام الليلية.
وكشف الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) في حديث مسجل له مع مؤلف الكتاب عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي, قائلا: (تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003 , فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق, مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار "يأجوج ومأجوج" , مدعيا إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط, قرب مدينة بابل القديمة, وأصر على الاشتراك معه في حملته الحربية, التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة, ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس, الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل).
ويقول (شيراك): هذه ليست مزحة, فقد كنت متحيرا جدا, بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة, التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم, ولم اصدق في حينها إن هذا الرجل بهذا المستوى من السطحية والتفاهة, ويحمل هذه العقلية المتخلفة, ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة, التي سيحرق بها الشرق الأوسط, ويدمر مهد الحضارات الإنسانية, ويجري هذا كله في الوقت الذي صارت فيه العقلانية سيدة المواقف السياسية, وليس هناك مكان للتعامل بالتنبؤات والخرافات والخزعبلات والتنجيم وقراءة الطالع حتى في غابات الشعوب البدائية, ولم يصدق (جاك شيراك), أن أمريكا وحلفائها سيشنون حربا عارمة مدفوعة بتفكير سحري ديني ينبع من مزابل الخرافات المتطرفة, وينبعث من كهوف الكنيسة الانجليكانية, التي مازالت تقول : (كانت الصهيونية أنشودة مسيحية ثم أصبحت حركة سياسية).
" وبمناسبة الحديث عن الكنائس لابد لنا من تقديم خالص الاحترام والتقدير لكنائسنا الأرثوذكسية والسريانية والقبطية والكلدانية والكاثوليكية والبروتستانتية, التي عرفناها بمواقفها النبيلة الداعية إلى التسامح والمحبة والتلاحم والألفة, ومواقفها الشجاعة في استنكار وشجب الجرائم الصهيونية والماسونية والشيطانية ", ويرى المؤلف إن الموقف الفرنسي الرسمي والشعبي كان واضحا في معارضته لتلك الحرب, ومنزعجا من محاولات بوش الغبية لتبرير حربه على العراق وربطها بالنبوءات الكهنوتية المتعصبة، ويردف المؤلف قائلا: لم يصدق شيراك أذنه عندما اتصل به بوش قبيل الحرب على العراق بأسابيع, ليقنعه بالتراجع عن معارضته الشرسة, مؤكداً له مرة أخرى أن هذه الحرب تستهدف القضاء على (يأجوج ومأجوج), الذين يعملان على تشكيل جيش إسلامي من المتطرفين في الشرق الأوسط لتدمير إسرائيل والغرب, وكم كانت دهشة (شيراك) عظيمة عندما سمع (بوش) يخبره في مناسبة أخرى عبر الهاتف, ويقول له حرفيا: ((أنه تلقى وحيا من السماء لإعلان الحرب على العراق, لأن يأجوج ومأجوج انبعثا من جديد في العراق, وهو في طريقه إلى مطاردتهما, لأنهما ينويان تدمير الغرب المسيحي), وشعر (شيراك) حينها بالخجل والفزع من هذا التبرير السخيف, ومن هذه السذاجة والصفاقة, لكنه لم يكن يتصور أبدا, إن تطرف بوش وميوله الدينية نحو تحقيق نبوءات التوراة على ارض الواقع, يقودانه إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات التاريخية الكارثية, وازدادت مخاوف (شيراك) عندما صار (بوش) يعيد تكرار الإشارة إلى (يأجوج ومأجوج) في مؤتمراته الصحفية والسياسية.
يذكر المؤلف أن (جاك شيراك) وجد نفسه بحاجة إلى التزود بالمعارف المتوفرة بكل ما تحدثت به التوراة عن يأجوج ومأجوج, وطالب المستشارين بمعلومات أكثر دقة من متخصصين في التوراة, على أن لا يكونوا من الفرنسيين, لتفادي حدوث أي خرق أو تسريب في المعلومات, فوجد ضالته في البروفسور (توماس رومر), وهو من علماء الفقه اليهودي في جامعة (لوزان) السويسرية, وأوضح البروفسور: إن يأجوج ومأجوج ورد ذكرهما في سفر (التكوين), في الفصلين الأكثر غموضا, وفيهما إشارات غيبية, تذكر: ((أن يأجوج ومأجوج سيقودان جيوش جرارة لتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود, وعندئذ ستهب قوة عظمى لحماية اليهود, في حرب يريدها الرب, وتقضي على يأجوج ومأجوج وجيشيهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة)), ثم يتابع المؤلف كلامه, قائلا: إن الطائفة المسيحية التي ينتمي إليها بوش, هي الطائفة الأكثر تطرفا في تفسير العهد القديم (التوراة), وتتمحور معتقداتها حول ما يسمى بالمنازلة الخرافية الكبرى, ويطلقون عليها اصطلاح (الهرمجدون), وهي المعركة المنتظرة, التي خططت لها المذاهب اليهودية المتعصبة, واستعدوا لخوضها في الشرق الأوسط, ويعتبرونها من المعارك الحتمية الفاصلة, وكان سفهاء البنتاغون, الذين امتلأت قلوبهم بالحقد والكراهية, ضد الإسلام والمسلمين. وشحنت صدورهم بروح الانتقام, يجهدون أنفسهم بمراجعة الكتب السماوية المحرفة, ويستمعون إلى هذيان الحاخامات والقساوسة والمنجمين. فتراهم منكبين على تفسير النصوص الإنجيلية والتوراتية المزيفة. يساندهم في هذه المهمة الغبية فريق متكامل من السحرة والمشعوذين والمختلين عقليا. ويستنبطون سيناريوهات حروبهم الاستعلائية والاستباحية من شخبطات سفر التكوين وسفر حزقيال, والتلمود والزوهار والطاروط. ويستشهدون بها في خطاباتهم وحملاتهم الإعلامية. ويعتمدون عليها في صياغة بيانات معركة (الهرمجدون Armageddon) قبل وقوعها, لا قدّر الله, و(الهرمجدون) كلمة عبرية مكوّنة من مقطعين. (هر) أو (هار) بمعنى جبل, و(مجدون) : اسم واد في فلسطين. يقع في مرج ابن عامر, وكلمة (هرمجدون) تعني : جبل مجدون. . وبصرف النظر عن مدلول الكلمة, فأنها ترمز إلى الحرب العدائية, التي تخطط لها أمريكا وزبانيتها, ونحن نقف اليوم على أعتاب اندلاع حروب جديدة تستهدف تدمير الشرق الأوسط برمته, والهرمجدون عقيدة فكرية شاذة, ولدت من ترهات الأساطير الغابرة, وانبعثت من رماد النبوءات الضالة, فهي عقيدة شريرة خطيرة ومعدية. تغلغلت في قلب أكثر من 1200 كنيسة انجليكانية, والهرمجدون أكذوبة كبرى رسّخها أعداء الإسلام في وجدان الأمة الأمريكية, حتى أصبح من المألوف جدا سماع هذه الكلمة تتردد في تصريحات الرؤساء, والقادة في القارتين الأوربية والأمريكية, فقد قال الرئيس الأمريكي الأسبق (رونالد ريغان) عام 1980 : (( أننا قد نكون من الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون. )), وصرح خمس مرات باعتقاده بقرب حلول معركة (هرمجدون), وقال (جيمي سواجرت) : (( كنت أتمنى أن استطيع القول, أننا سنحصل على السلام. ولكني أومن بأن الهرمجدون قادمة, وسيخاض غمارها في وادي مجدون, أو في بابل. أنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون. أن ذلك لن يحقق شيئا. فهناك أيام سوداء تلوح في الأفق. )).
وقال زعيم الأصوليين المسحيين (جيري فلويل) : (( أن الهرمجدون حقيقة. إنها حقيقة مركبة, ولكن نشكر الرب إنها ستكون المنازلة النهائية )), وقال القس المسيحي الأصولي (كين بوغ) : ((أن المليارات من البشر سوف يموتون في هرمجدون)), وقال (سكوفيلد) : ((أن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحبوا بهذه الواقعة. فبمجرد ما تبدأ معركة الهرمجدون. فان المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب. وأنهم لن يصابوا بأي ضرر من هذه الحرب الساحقة الماحقة, التي تجري تحتهم)), ولسكوفيلد إنجيل خاص به. شحنه بكل الخرافات والسفسطات الفاسدة, المنحازة لليهود والصهيونية, وقالت الكاتبة الأمريكية (جريس هالسال) : (( أننا نؤمن تماما أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى الهرمجدون )), وذكرت (غريس) في كتابها (النبوءة والسياسة), الذي نشرته لها مؤسسة (سن لنسن) عام 1985 : (( أن 61 مليون أمريكي. يستمعون بانتظام إلى مذيعين يبشرون على شاشات التلفزيون بقرب وقوع معركة الهرمجدون, وبأنها ستكون معركة نووية فاصلة)), ويقدم الكاهن (جاك فان ايمب) برنامجا أسبوعيا تبثه 90 قناة تلفزيونية, و 43 محطة إذاعية. بينما يصل برنامج (جيمس دوبسن) التلفزيوني إلى أكثر من 28 مليون مشاهد. أما شبكة (CBN), التي يديرها الكاهن المتعصب (بات روبرتسون), فهي الأوسع نفوذا وتأثيرا في أمريكا, وجندت المنظمات الظلامية الشيطانية (80) ألف قسيس, و (20) ألف مدرسة لاهوتية, و (200) كلية لاهوت, ومئات المحطات التلفزيونية. لنشر عقيدة (الهرمجدون), وإقناع الناس وتلاميذ المدارس الابتدائية بحتمية وقوع المنازلة الكبرى في الشرق الأوسط, ومما يثير الفزع أن تلك القوى الشيطانية تمتلك السلطة والنفوذ وصناعة القرار في أمريكا. ولها القدرة على فرض سيطرتها على الحكومتين البريطانية والاسترالية, وحذرت مجلة (لونوفيل اوبسرفاتور), الفرنسية, من تنامي هذه العقيدة الجديدة المتطرفة. وذكرت أن الرئيس (بوش), المؤمن جدا بهذه العقيدة الشاذة, اتصل بالرئيس الفرنسي (شيراك) ذات مرة, لحثه على مؤازرته في غزو العراق. قائلا له : (( اسمع يا صديقي شيراك. لقد أخذت على عاتقي تخليص العالم من الدول المارقة والشريرة, وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة لخوض معركة الهرمجدون هناك)), ومما يؤسف له أن بعض رجالات الدين والسياسة في العالمين العربي والإسلامي, من هواة التمزيق والتفرقة, تطوعوا للقيام بهذه المهمة, من دون أن تجندهم أمريكا. ووصل الغباء ببعضهم إلى الاعتقاد بان معركة الهرمجدون سوف تقع بين أمريكا وإيران. أو أنها ستستهدف جنوب لبنان, القريب من وادي (مجدون). بمعنى أن (الشيعة) هم وحدهم الذين سيواجهون هذه المعركة الصاروخية الطاحنة. وهذا يفسر قيام بعض الفضائيات العربية بعرض فلم (هرمجدون ARMAGEDDON) في الساعات الأولى للغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان. ويبدو أن تلك الفضائيات تبرعت بعرض الفلم, من دون أن تعير أية أهمية لحجم مسئوليتها التاريخية, والأخلاقية, والدينية لعرض ذلك الفلم في تلك الليلة الدامية, التي شنت فيها إسرائيل حربها العدوانية الواسعة على لبنان. .
وهناك فريق آخر من المغفلين يعتقد, بان معركة الهرمجدون تعبر عن الصراع الفلسطيني بين (فتح) و (حماس). وظهرت في عالمنا الإسلامي فرق متخصصة بالتفجير والتفخيخ والنسف والتدمير والاغتيالات وإشاعة العنف والفوضى. بينما راحت أمريكا تواصل إبحارها نحو مستنقعات المفاهيم الدينية الملفقة. ففقدت احترامها على الصعيد العالمي. ولم تعد لديها أية أسس سليمة تستند عليها في تبرير تدخلاتها الخارجية السافرة, سوى تكهنات العرافين, ونبوءات المجانين. فاهتزت صورتها أمام الرأي العام العالمي. لكنها مازالت مستمرة في لعب دور المهرج المتدين, والدرويش المخبول في المسارح السياسية المبتذلة, ولم يعد لديها ما تقوله في الشأن الدولي, سوى ترديد ما حملته إليها التيارات الأصولية المتشددة من نفايات المعابد الوثنية, وفي مقدمتها العقيدة الهرمجدونية الهمجية.
يقول الزعيم الليبي معمر القذافي: إذا كان من حسن حظ الرئيس الأميركي الأسبق (رونالد ريغان) أن يموت قبل أن يحاكم بسبب قصفه ليبيا في عام 1986، فإن من سوء حظه أن يفارق الحياة قبل وقوع معركة الهرمجدون, التي كان يتمنى أن يفجّرها بنفسه لتعجيل ظهور نبوءات التوراة, فالرجل كان متأثراً إلى حد كبير بالمعتقدات التوراتية المتطرفة, وبتفسيراتها ونبوءاتها، وبخاصة تلك التي تتعلق بالشرق الأوسط, وازداد إيمانه والتزامه بالأفكار الدينية, التي تؤمن بها الحركة المسيحية - الصهيونية بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في عام 1980، وبعد التجديد له لدورة رئاسية ثانية في عام 1984, ونشرت صحيفة (ساندياغو) عام 1985 تصريحا على لسان رئيس مجلس الشيوخ (جيمس ميلز), يقول فيه: (كنت اجلس جنباً إلى جنب مع ريغان في احتفال خاص. فسألني سؤالا غير متوقع: هل قرأت الفصلين 38 و39 من سفر حزقيال ؟, فأكدت له إنني ترعرعت في أسرة متدينة ومؤمنة بالكتاب المقدّس. عندئذ شرع بتكرار قراءة تلك المقاطع من سفر حزقيال, التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج, وقال لي إن المقصود هنا هو ضرورة توجيه ضربة لروسيا التي يختبئ فيها يأجوج ومأجوج, ثم اخذ يقرأ مقاطع من سفر الرؤيا, وقال ريغان: إن حزقيال رأى في العهد القديم المذبحة التي ستدمر عصرنا. ثم تحدث بخبث عن ليبيا لتحوّلها إلى دولة شيوعية، وأصرّ على أن في ذلك إشارة إلى أن يوم الهرمجدون الذي أصبح في نظره وشيكا). لقد كانت أمنية الرئيس ريغان أن يضغط على الزر النووي لتفجير معركة الهرمجدون, التي يعتبر انفجارها شرطاً مسبقاً لتحقق نبوءات التوراة, ولكنه مات غير مأسوف عليه قبل أن يحقق رغباته الشيطانية.
لم يعثروا على يأجوج ومأجوج في بابل لكنهم يزعمون إنهما فرا هربا نحو الشرق ويتنقلان الآن بين إيران وأفغانستان وباكستان
إننا في ختام قراءتنا لهذا الكتاب الوثائقي نجد أنفسنا بحاجة إلى مراجعة تاريخ أمريكا التوراتي, ومناقشة مدى تأثرها بالخرافات الصهيونية الشيطانية, وتعصبها لها أكثر من اليهود أنفسهم، وسنكتشف في نهاية المناقشة انه بات من الضروري أن يعرف أبناء وطننا المخلصين حقيقة تلك العلاقة الدينية والتاريخية بين اليهود وأمريكا التوراتية، ويدركوا إن كل هذه الحروب الاستباحية التي تخوضها أمريكا ضد العرب والمسلمين، وكل هذه المؤامرات التي تحيكها هي من اجل تدميرنا ونهب ثرواتنا وتمزيق وحدتنا الوطنية من خلال زرع الفتن وإثارة النعرات الطائفية المسيسة، ومحاولة إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، وتأمين وجود كيان العدو اليهودي في قلب الوطن العربي, وفي نهاية الكتاب يقول المؤلف: انه من المؤسف له أن نرى كوكب الأرض في الألفية الثالثة تتحكم به الكاهنات والساحرات وتتلاعب بمصيره التعاليم الوثنية المنبعثة من أوكار المجانين والمتخلفين عقائديا وعبيد الشيطان.
الكتاب : (لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه)
تأليف : جان كلود موريس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.