منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، وشباب اليمن الذين كانوا يتلقون علومهم في البلاد العربية وبالذات (مصر) يستشعرون المأساة التي كانت تعيشها بلادنا الغالية والتي توصلوا إلى أن أسبابها تكمن في: v الاستعمار الذي كان جاثماً في جنوب الوطن سابقاً ومزقه إلى23سلطنة وإمارة ومشيخة. v الحكم الإمامي في شمال الوطن سابقاً والذي جعل الشعب يعيش خارج الزمن. v الحياة البدائية والتخلف الرهيب والجهل الكامل الذي كان مخيماً بسبب الاستعمار والحكم الإمامي. v البعد عن المشاركة في الحكم وتصريف شئون البلاد. v وبُعد إدراك تلك الحقائق واستيعابها، أخذ الشباب من أبناء الوطن يلتقون في ساحات العلم في (القاهرة والخرطوم وبغداد)، ويتدارسون قضايا الوطن والبحث عن حلول لها. وأقاموا إطاراً لذلك الغموض أسماه (الكتيبة اليمنية الأولى) وكان على رأس مؤسسيها المناضل (محمد محمود الزبيري) والأساتذة الأوائل (أحمد محمد نعمان أحمد عبد الرحمن الجفري سالم الصافي) رحمهم الله والأستاذان (أحمد عبد حمزة رشيد علي الحريري)، وعند تخرجهم عادوا إلى الوطن وبدأوا يفكرون مع باقي المثقفين العائدين من بلدان أخرى (كإندونيسيا وباكستان وغيرها) في طريق الخلاص، وتم تأسيس (حركة أحرار اليمن)، أسسها الشهيد (محمد محمود الزبيري) وولادة الحركة الوطنية المنظمة الأولى تحت اسم (رابطة أبناء الجنوب العربي الكبير)، والتي أُعلنت عن تأسيسها رسمياً في29أبريل1951م برئاسة فضيلة السيد الفاضل (محمد علي محمد الجفري)، رحمه الله، واختارت الرابطة هذا الاسم ليشمل جنوب الجزيرة العربية (اليمن الطبيعية)، فكانت الرابطة هي أول من أطلق على المنطقة هذا الاسم. وبهذا يحقق حزب الرابطة الصدارة كأول وأقدم الأحزاب على الساحة اليمنية عموماً.. وهُنا نحط الرحال.. وللحديث بقية من (محطات من التاريخ الرابطي)، في العدد القادم. * رئيس شعبة مديرية جبل حبشي لحزب (رأي)