ثابت قاسم قطيبي رحمه الله من ردفان قبيلة القطيبي عرفته عبر والدي وأنا صغير بعد أن عينه الإنجليز قائداً لسرية من سرايا "حرس الحكومة" G.G"" أو "عسكر شمر" في طور الباحة.. في الأربعينيات من القرن الماضي. كان يحمل رتبة "رئيس" أي "نقيب"، اتخذ ثابت قاسم من أصدقائه في طور الباحة والدي عثمان المصفري رحمه الله، أعتمد في وجوده بطور الباحة على حسن معاشرته للمواطنين، وحسن معاملته في الإشراف العسكري، وحكمة تعامله في تنفيذ العقوبات؛ مما أكسبه سمعة طيبة لدى المواطنين؛ وقد عرفت بعد سنين أن هذا الرجل قد أكتسب سمعة طيبة في المناطق التي عُيِّن فيها في الجنوب أو المحميات سابقاً. انقطع عن طور الباحة تعييناً بسبب انضمام منطقة الصبيحة "محمية الصبيحة" إلى سلطنة لحج "محمية لحج" سابقاً عام1984م إن لم تخني الذاكرة. في الخمسينيات عرفت من والدي والشيخ أحمد قاسم مكمحي، رحمها الله، أن ثابت قاسم ومعه فضل عبد الله، وحيدرة منصور ومبارك السحم، مع غيرهم من ضباط الحرس والجيش قابلوا الحاكم العام لمستعمرة عدن "الوالي" على إثر أمر الحاكم العام بمحاكمة محمد علي الجفري رئيس حزب الرابطة رحمه الله، فقالوا له إن الأهازيج والنفرة في عدن ضد المحكمة، فنرجو إلغاء أمر تقديم الجفري للمحاكمة. قبل الاستقلال بأعوام وبعد قيام ثورة26سبتمبر دخلت سراً إلى عدن من شمال الوطن لألتقي بقيادات الرابطة هناك، حيث تذاكرنا الشخصيات التي نتصل بها في تعز من المناضلين الجنوبيين من قديم وجديد ومنهم ثابت قاسم قطيبي، ومحمد أحمد الرقم، وغيرهما. جرني في اليوم التالي محمد سالم باوزير، رحمه الله، نائب الأمين العام للرابطة، فذهب بي إلى مقر الحزب في عدن ليفتح سجلاً عريضاً وضخماً يشتمل على أسماء الأعضاء الرابطيين فأراني اسم ثابت قاسم قطيبي وأمامه المبلغ الشهري الذي يدفعه شهرياً حين كان في الحرس كاشتراك في الرابطة، ومثله شاهدت أسماء كثيرة من الضباط وما يدفعونه، فثابت قاسم رابطي قديم، تولى بعد ثورة26سبتمبر وقيام الجبهة القومية قيادة ردفان الغربية ومعه حسن بن حسن؛ وثابت الحقبي رحمهما الله. وطبيعي وبعد معاناته وجبهته من القيادة العربية انضم وجبهته وغيرها من الجبهات إلى حزب الرابطة، ليغدو أحد قادة فرع الرابطة في تعز، وكنت سكرتيراً لهذه القيادة. لقد شارك ثابت قاسم مع حزب الرابطة الجدل، والنقاشات، والحوارات، والمعاناة من القيادة العربية وهو ما سأكتبه في كتاب أعدهُ للنشر.. سؤال أخير: تُرى ماذا صنعت الحكومات المتتالية في اليمن لهذا الرجل ولغيره من الرجال؟! ومع محمد أحمد الرقم نلتقي في عدد قادم...