قدرة اليمن على استضافة بطولة كأس الخليج العشرين آمنة ومطمئنة تبدو هاجساً مقلقاً لدى جميع الدول المشاركة في البطولة، خاصة بعد توالي الأحداث الأمنية التي تواجهها اليمن الموحدة بعد نحو عشرين عاماً من الوحدة. فهناك حرب بلا هوادة أطلقتها الحكومة على القاعدة في مختلف مناطق اليمن في العاصمة صنعاء، وفي أعالي القرى بجبال اليمن أو سواحله في أبين وشبوة وعدن وحضرموت، أو الحرب المستمرة منذ ست سنوات ضد الحوثيين في صعدة وعمران في حرف سفيان. وإلى جانب هذين التحديين الأمنيين تواجه السلطة في البلاد تنامياً متصاعداً لما يسمى بالحراك الجنوبي الذي يدعو شق كبير منه إلى الانفصال والعودة إلى ما قبل تاريخ 22 مايو 1990م/ عندما توحد شطرا اليمن في دولة واحدة. والأخير دعا الدول الخليجية إلى عدم المشاركة في البطولة العشرين باليمن حفاظاً على سلامة الفرق واللاعبين من أية أحداث أمنية قد تحدث في بيان أصدره قبل مدة. كل هذه التحديات الكبيرة ستجعل اليمن أمام محك حقيقي وتحدٍ مستمر في قدرته على.. أولاً: تغلبه خلال فترة وجيزة حوالي 11 شهراً الفترة المتبقية للبطولة على المعضلات الأمنية التي تحيط به من كل جانب، وهذا يبدو مستحيلاً في الواقع العملي.. حتى لو اضطرت اليمن إلى تقديم ضمانات لحماية المنتخبات الخليجية من أي مكروه كضمان أول..!! ضمانات رئاسية..!! هذه الضمانات في الحقيقة تحدث عنها ضمنيا الرئيس على عبد الله صالح قي لقاء أجرته قناة دبي الرياضية معه قبل انعقاد مؤتمر رؤساء الاتحادات الخليجية الثاني في صنعاء، وكان الحديث أكبر داعم لنيل اليمن الثقة للمرة الثانية في أحقيتها بالاستضافة.. إذ تحدث الرئيس صالح بأنه سيضمن شخصيا أمن وسلامة الأشقاء وكل زائر إلى اليمن، وأن ما يتحدث عنه البعض حول عدم سيطرة اليمن على الأمن مجرد ترهات ترددها وسائل الإعلام المختلفة..!! وقال:" ما قيل عن الأمن في اليمن يردده بعض الخارجين على القانون، ولا يمكن أن يعكس الوضع الحقيقي لليمن، وفي كل بلد مشاكله الخاصة". أما الضمان الثاني في جانب الأمن، فقد ظهر في مؤتمر رؤساء الاتحادات الخليجية، ووضع على الطاولة بكل شفافية، وحرص اليمن أن يطلع الأشقاء على الترتيبات الخاصة بالجانب الأمني لتطمينهم .. وزار ثلاثة من أمناء عموم الاتحادات الخليجية فيما سمي باللجنة الثلاثية والتي ضمت السعودية والإمارات وسلطنة عمان محافظة عدن والتقوا مدير أمن المحافظة عبدالله قيران في الدائرة الأمنية التي ضمت منظومة أجهزة حديثة ومتطورة للتحكم بالجانب الأمني والمرور قي جميع مناطق المحافظة ومداخلها البرية والبحرية والجوية، وقدم لهم شرحا كاملا عن هذه المنظومة وخطط واستعدادات الأمن لحماية البطولة الهامة والمشاركين فيها والذي يحرص اليمنيون على تنظيمها وإخراجها بالشكل الناجح والمرضي، بل والمتميز. وحينها أبدى رؤساء وأمناء الاتحادات الخليجية ارتياحهم الكامل لهذه المنظومة والترتيبات الأمنية الرائعة، وتضمن ذلك في بيان المؤتمر الختامي، وأكدوا على قدرة اليمن الكاملة على الاستضافة لخليجي 20.. قادرون على الحماية ..!! أكد العقيد عبد الله قيران مدير أمن محافظة عدن عضو لجنة الإعداد لخليجي 20 أن هناك خططاً أمنية خاصة وضعت لاستقبال حدث خليجي 20، باعتبار هاجس الأمن واحداً من أهم التحديات التي تواجه أي بطولة كبرى في العالم، وهذا شيء طبيعي أن تتخذ الدولة المستضيفة الاحتياط الأمني اللازم للبطولة خاصة إذا كان عدد الذين ستستقبلهم يقدر بآلاف الزوار من دول الخليج..!! وقال:" فكما نعلم أن دول الخليج جميعها تتخذ احتياطات أمنية كبيرة قبل كل بطولة وشاهدنا ذلك في الإمارات والكويت وسلطنة عمان، وهذا يعد ميزة ملف التنظيم وليس عيبا عليه..". ومن ناحية الترتيبات الخاصة بالأمن في اليمن يقول قيران:" بالإضافة إلى الجهاز الأمني الكامل الذي سيعمل على توفير الأجواء الأمنية في كل من عدنوأبين فإن لدينا وحدات خاصة تعد لتنظيم الجانب الأمني وتوجيه الجمهور وحماية الملاعب والمنتخبات والوفود المشاركة. ولفت مدير أمن عدن وهو عضو اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للبطولة إلى الترتيبات الخاصة، من حيث الأجهزة الحديثة للمراقبة في المنشآت والملاعب أو مراقبة حركة المرور "الترافيك" في الشوارع، والتتبع الأمني لسير السيارات والوفود وهو عبارة عن نظام دقيق يدخل للمرة الأولى في خدمة الجانب الأمني بالمحافظة.. ونوه إلى أن هذا النظام سيتم وضعه في المداخل الرئيسية للمحافظة وفي المنافذ الحدودية على البحر والبر وكذا في المطارات. أدخلوها بسلام آمنين في المقابل يؤكد الدكتور عدنان الجفري محافظ محافظة عدن أن كل تلك المخاوف حول الوضع الأمني المرافق لاستضافة خليجي 20 غير مبررة، والتهويل فيها أكثر مما ينبغي. وأكد أن عدنوأبين آمنتين، وكل من يدخلون من الزائرين والضيوف سيكونون آمنين وأنه من الظلم مقارنة ما حدث لمنتخب توغو في أنغولا، بالوضع في اليمن، أوالتخوف من تكرار حدوث ذلك لمنتخب شقيق لا سمح الله، إذ إن اليمنيين مسلمون ولا يمكن أن يبدر منهم مثل هذا الأمر، ناهيك عن وجود حماية ورعاية كاملتين لكل المنتخبات والوفود الزائرة.