كثيرة هي القضايا التي يقف المرء فيها حائراً، لا يدري لمن يوجه الشكوى أو النقد أو اللوم، في ظل تنصل الجهات المسئولة عن ذلك. فمثلاُ مسألة انعدام الغاز، وكيف أصبح الناس يعيشون خوف الغاز المنزلي، في ظل حكومة نتغنى صباح مساء بالاستكشافات النفطية الهائلة التي أصبحت تصدر نسبة كبيرة منها للخارج... شخصياً منذ شهر تقريباً وأنا أشتري الخبز من الشارع بسبب عدم تمكني من الحصول على دبة غاز أستر بها عيبي، أو قل جيبي الفارغ أصلاً، وأشبع بها جوع بناتي الصغيرات ورغم متابعتي وبذلي مبلغاً كبيراً مقابل الحصول على دبة غاز، إلا أنه صار من المحال، وكأنه من الممنوعات!! وإذا ما فكرت بالشكوى لمؤسسة الغاز سيقول لك المسئولون أن المجالس المحلية هي السبب، وإذا ما توجهت نحو المجالس المحلية، سيقولون لك إن أصحاب العربيات والمهرِّبين هم السبب!! ولو تابعت الأمر إلى مستوى أعلى، وزير الصناعة والتجارة سيقول لك إن وزارته أصبحت اسماً بلا حسماً، وفيما إذا وجهت سؤالك لوزير النفط سيجيبك أن منصبه شرفي فقط. وبذلك نضيع في متاهة السؤال الأمر الذي يعني أن نتوجه بالسؤال إلى فخامة الرئيس، ونقول له بصفتك ولي أمرنا، تكرم بسؤال من هو أدنى منك، أين الغاز؟ ولماذا هذه الطوابير الطويلة، ولمصلحة من تختفي مادة الغاز عن الأسواق؟ وبصفتي أحد رعيتك فإني أتوجه إليك فخامة الرئيس بطلب بسيط وهو منع تصدير الغاز إلى الخارج، فنحن محتاجون إليه، أو منع استخراجه إن كان يُهرّب ولم تعد الدولة قادرة على منع التهريب، فأجيالنا القادمة بحاجة إليه، خاصة وقد وصلنا إلى درجة عدم الحصول عليه. وبالتالي فإننا نطالب باستيراده وبدون أي دعم حكومي... أمرنا إلى الله، مادامت الدولة عاجزة عن تقديم أبسط الخدمات الضرورية لمواطنيها... صدقني يا فخامة الرئيس، لم أعد أفكر بأن يصل الغاز إلى منازلنا بالأنابيب مثلنا مثل بقية خلق الله بل أفكر كيف استطيع الحصول على دبة غاز تقيني شر السؤال والاستدانة، على ذمة مرتب بسيط لا يكاد يكفي أساسيات الحياة، فما بالك عندما تجتمع المصائب كلها، فوق مصيبة انعدام الغاز المنزلي... لوجه الله فخامة الرئيس، وفروا على خزينة الدولة ملايين الدولارات والغوا هذه المؤسسات التي صادرت حقوقنا وثرواتنا، مثل وزارة النفط، وشركة النفط، وشركة الغاز، وهيئة استكشاف النفط والغاز، ومشروع بلحاف، وقطاع المسيلة كلها أغلقوها لوجه الله والوطن، ما دمنا لا نحصل على دبة غاز... نسأل الله أن لا يرينا المزيد من الكوارث والمصائب، ولله الحمد على كل حال.