انطلقت مساء اليوم الثلاثاء بصنعاء فعاليات الأيام الثقافية السعودية في اليمن بحضور وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي ووزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة، وعدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، والأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، والأستاذ محسن محمد أبوبكر بن فريد أمين عام الحزب، وحشد كبير من المثقفين والفنّانين والمبدعين والمهتمين من كلا البلدين الشقيقين. الوزيران افتتحا ثلاثة معارض قبل أن يبدأ الافتتاح الرسمي للفعاليات، هي معرض الفنون البصرية، معرض الحرمين الشريفين، ومعرض النخلة على قاعات بيت الثقافة والمركز الثقافي بصنعاء، ليبدأ بعد ذلك الافتتاح الرسمي الذي رحَّب من خلاله وزير الثقافة الدكتور أبوبكر المفلحي بالوفد الثقافي السعودي الشقيق في بلدهم الثاني اليمن، مستبشراً بهذه الانطلاقة الرائعة التي اعتبرها فاتحة خير لعلاقات أخوية متنامية تجسد روح الوحدة والإخاء بين الشعبين الشقيقين وتعبر عن علاقات التواصل والتكامل بينهما. لافتاً إلى أن هذه العلاقات تمتد إلى أعماق التاريخ حيث كانت أسواق عكاظ وصنعاء وعدن وحضرموت منارات للثقافة ومواطن للتجارة وأمكنة للحوار والتفاعل، موضحاً أن هذه العلاقات ظلت تنمو وتزدهر بازدهار حركة التفاعل بين الشعبين اليمني والسعودي، وتؤكد روابط الأخوة بينهما، مشيراً إلى أن من ثمار هذا التفاعل ما تجسَّد اليوم في هذا اللقاء الأخوي الكبير، وهذه الوحدة بين الأدباء والمبدعين من البلدين، تجمع بينهم أهداف عظيمة تحركهم نحو المستقبل المأمول بحيث يمثلون وحدة عضوية للمثقفين في الجزيرة العربية تستطيع أن تواجه تحديات العولمة الثقافية، وتتصدى للإرهاب والتعصب والعنف. وقال الدكتور المفلحي أرحب بهذه الكوكبة الزاهية في ظل الثقافة والإبداع، القادمين إلى وطنهم الثاني اليمن، يسبقهم الحب ويقودهم الشوق إلى لقاء إخوانهم من المثقفين والأدباء اليمنيين، بل إلى لقاء شعب اليمن بأكمله، هذا الشعب الذي يقابلهم بالحب والود ويحتضنهم بفرحة لقاء الأهل. وأضاف: نتطلع إلى أيام ثقافية تنطلق بألق الإبداع والجمال وتتلون بأطياف اللون المتنوعة وألوان الإبداع العديدة، أيامٌ نعتبرها فاتحة لأيام وأسابيع للثقافة والإبداع ستتواصل طوال العام في البلدين الشقيقين، وتؤسس لعلاقات وثيقة وخاصة بين الأدباء والمبدعين والمثقفين في البلدين. من جهته قال الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية: هانحن الآن نحط ركابنا في اليمن السعيد، يمن الإيمان والحكمة، " الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية" ،وهانحن الآن معكم بين أهلٍ لنا تجمعنا بهم روابط هذا الدين العظيم وعبقرية اللغة الشاعرة، ومعدن الثقافة العربية الأصيلة التي تكونت ملامحه الأولى في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ونجد وصنعاء وتريم ومدن وأمكنة أخرى تسكن ذاكرة كل من تغنَّى بشعراء صدحوا بشعرهم هنا وهناك، وترنم بهذه اللغة الشامخة التي سكنت القلب فرققته والعقل فهذبته، وهانحن اليوم نتنسم أريج العشق اليماني، طربنا مع البردوني وطربنا مع باكثير والزبيري وحسن اللوزي وكثير ووجدنا أنفسنا نردد عبدالعزيز المقالح أبجدية الروح. وعن العلاقات بين البلدين الشقيقين اليمن والسعودية قال الدكتور خوجة إن الحديث عن الصلات الوثيقة بين بلدينا حديث طويل وحبيب ولن تستطيع كلماتي مهما طالت وعباراتي مهما تشعبت أن تستوعب طرفاً من تلك الصلات التي تجذرت في أعماق التاريخ ونقشت في نفوس الآباء والأنجال. وأضاف: إن هذه الأيام الثقافية في اليمن لهي رسالة حب لهذه الأرض الطيبة، اليمن السعيد، أرض الحضارات والأصالة والعزة والشموخ، أرض بلقيس وسبأ وذي يزن، متطرقاً للأيام الثقافية اليمنية التي شهدتها المملكة العربية السعودية العام الماضي، من حيث أن أثرها الطيب لايزال في وجدان المواطن السعودي بما عكسته من تعبير حقيقي عن الثقافة اليمنية العريقة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ. وفي ختام كلمته ردد لصنعاء ما قيل فيها: " لابد من صنعاء ولو طال السفر" مردفاً: لا بد من صنعاء وقد طاب السمر. أعقب ذلك سهرة سعودية فنية، تضمنت فقرتها الأولى أوبريتاً غنائياً مطلعه (أشرقت شمس الجزيرة) أداه الفنانون السعوديون عابد البلادي، بدر الخالد، وحسين رامي، فيما مثلت فقرته الثانية وصلات غنائية لفنانين كبار أمثال أبوبكر سالم بلفقيه، محمد عبده، طلال المداح، أداها فنانون شاب بمعية الفرقة الموسيقية المصاحبة للوفد.