أكد وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي على أهمية وحدة الأدباء والمبدعين في اليمن والمملكة العربية السعودية بما يسهم في مواجهة تحديات العولمة الثقافية والتصدي للإرهاب والتعصب والعنف من خلال ما يجمع بين الأدباء من أهداف عظيمة تحركهم نحو المستقبل المأمول. وقال المفلحي- في حفل تدشين فعاليات الأيام الثقافية السعودية في اليمن مساء اليوم الثلاثاء بصنعاء- إن إقامة هذه التظاهرة في اليمن يجسد روح الوحدة والإخاء بين الشعبين الشقيقين ويعكس علاقات التواصل والتكامل بين البلدين استنادا إلى الروابط المتينة التي تجمع شعبيهما الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ. وأضح المفلحي: "إن أسواق عكاظ وصنعاء وعدن وحضرموت كانت منارات للثقافة ومواطن للتجارة وأمكنة للحوار والتفاعل، وظلت العلاقات تنمو وتتزايد بازدياد حركة التفاعل بين الشعبين اليمني والسعودي وتوثيق روابط الإخوة بينهما وكان من ثمار هذا التفاعل ما نجسده اليوم في هذا اللقاء الأخوي الكبير وهذه الوحدة بين الأدباء والمبدعين اليمنيين والسعوديين". وأثنى المفلحي على التقدم الذي أحرزه الأشقاء في المملكة في مجالات الأدب والفنون التشكيلية وكذا التطور الذي تحقق في المؤسسات الثقافية والأندية الأدبية والجمعيات الثقافية بالإضافة إلى الإنجازات التي تمت في البنية التحتية والتي نتج عنها نهوض ثقافي رائع. من جانبه قال وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة: "إن الحديث عن الصلات العظيمة مابين البلدين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية حديث طويل وحبيب ولن تستطيع العبارات مهما تشعبت أن تفي تلك الصلات التي تجذرت في أعماق التاريخ وتأصلت في نفوس الأبناء والآباء والأجداد وبدت ظاهرة أصيلة في هذا الجمع الكريم فكان أبناء المملكة العربية السعودية وأبناء الجمهورية اليمنية بحق شعباً واحداً، عرف ذلك المواطن البسيط وعمق هذا الشعور القيادتان الحكيمتان في بلدينا بقيادة الزعيمين العربيين الكبيرين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفخامة الرئيس على عبد الله صالح عبر سعيهما الدؤوب لإعلاء تلك الروابط الروحية التي لم تزيدها الأيام إلاّ حكمة ومضاء". وأضاف خوجة: "تجمعنا بكم روابط هذا الدين العظيم وعبقرية اللغة الشاعرة وشموخ الجزيرة العربية والثقافة العربية الأصيلة التي تكونت ملامحها الأولى في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ونجد وصنعاء وتريم ومدن أخرى تسكن ذاكرة كل من تغنى بشعراء صدعوا بشعرهم هناك وهنا وترنم بهذه اللغة الشامخة التي سكنت القلب فرقصته والعقل فهذبته وها نحن الآن نتسم بأريج العشق اليماني" تجدر الإشارة إلى إن الدكتور عبد العزيز المقالح، المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية، ومعه وزيرا الثقافة الدكتور المفلحي قد افتتحا عصر اليوم الثلاثاء معرض الفنون البصرية على رواق بيت الثقافة بصنعاء، والذي اشتمل على 120 عملاً منها 40 لوحة تشكيلية، و40 صورة فوتوغرافية، و25 لوحة خط عربي، و15 عملا خزفيا تعكس جميعها المستوى الفني الذي وصلت إليه تجارب 35 فنانا وفنانة، عكست أعمالهم الحرفية والفنية العالية وحجم التنوع والثراء في تجارب الفنون البصرية السعودية. كما تم بالمركز الثقافي بصنعاء على إيقاع عروض فلكلورية وأهازيج دوسرية سعودية افتتاح معرض النخيل والتمور الذي ضم مختلف أنواع التمور التي عرفتها المملكة العربية السعودية، ومعرض الحرمين ومعرض الكتاب الثقافي والأدبي السعودي الذي ضم أكثر من ألفي عنوان شمل مختلف المجالات الثقافية والأدبية والدينية والتاريخية والعلمية لعدد من المؤلفين السعوديين. هذا وستشهد فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع غداً الأربعاء ندوة فكرية حول "صناعة نشر الرواية السعودية" يتحدث فيها بجامعة صنعاء خالد اليوسف ويديرها محمد المقري، فيما تقدم في الفترة الثانية على قاعة المسرح الصغير بالمركز الثقافي بصنعاء عروض سينمائية عناوينها"بقايا طعام، ليلة البدر،حلم برئ،حالة،لمس". كما ستشهد أمسية شعرية على قاعة المركز خلال الفترة المسائية يحيها الشعراء السعوديين زينب غاصب، جاسم عاكر، على الهوماوي، يحيي الشعبي،ويديرها عبده قزان، ومن ثم يقام عرض مسرحي بعنوان "على خيوط الموت"، يليه أمسية قصصية يشارك فيها سعود الجراد،صلاح القرشي،خالد الخضيري، ويديرها عبد الرحمن العكيمي.