ما تزال الجهود النسائية المكثفة تتواصل سعياً لإنجاح أكثر عدد ممكن من النساء اللواتي ترشحن لانتخابات المجالس المحلية القادمة، وبلغ عدد المرشحات(186) امرأة. وفي هذا السياق تتواصل جهود (تحالف وطن) الذي يضم عددا من مؤسسات المجتمع المدني وقطاعات المرأة في الأحزاب، إضافة إلى عدد من الشخصيات المجتمعية في محاولة للوصول إلى بعض المستهدفات. التحالف أقام الأربعاء المنصرم لقاءً حضرته نخبة من القيادات النسوية علاوة على مشاركات من بعثة الإتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات. وقالت الدكتورة رؤوفة حسن بأن وصول عدد المرشحات إلى 186 مرشحة أفضل من الغياب النهائي للمرأة في هذه الانتخابات. وركز الاجتماع على استعراض نتائج الجهود والتنسيقات التي قام بها تحالف وطن في هذا الاتجاه، إلى جانب بحث نتائج المسيرة النسائية التي انطلقت الأحد الماضي، وبحث آليات التنسيق الهادفة إلى تحقيق فوز النساء اللواتي رشحن أنفسهن للانتخابات المحلية. ووجهت إحدى المشاركات انتقادا لقطاع المرأة في الحزب الحاكم، وقالت بأن النساء في حزب المؤتمر لم يردن تحميل حزبهن مسئولية الإخفاق تجاه ترشيح المرأة. فيما أعلنت مديرة دائرة المرأة بلجنة الانتخابات بأن هناك فرصة لزيادة عدد المرشحات في (15) محافظة ما يزال باب الترشيح فيها مفتوحاً لعدم اكتمال قوائم المرشحين في نطاقها. وجرى خلال الاجتماع توزيع دليل المرشحة الصادر عن دائرة المرأة بلجنة الانتخابات ضمن برنامج التمكين السياسي للمرأة، ويتضمن الدليل جوانب من الإرشادات القانونية المتعلقة بأحكام الترشيح وضوابط ووسائل الدعاية الانتخابية في انتخابات الرئاسة والمجالس المحلية. وناقش الاجتماع ورقة تلخص المستجدات الأخيرة بشأن تداعيات إحجام الأحزاب عن ترشيح المرأة، وتضمنت الورقة تلخيصاً للاتهامات المتبادلة بين حزبي المؤتمر والإصلاح بشأن التراجع عن دعم ترشيح المرأة، وناقش التلخيص نتائج توجيهات رئيس الجمهورية بدعم المرشحات أثناء لقائه بالمشاركات في مسيرة الأحد الماضي. واستعرض الاجتماع الدورات التدريبية التي أقامتها جهات عديدة حول دور المرأة في عمليتي الترشيح والاقتراع. وقبل اختتام الاجتماع جرى نقاش مطول من قبل الحاضرات اللواتي اتفقن على ضرورة التنسيق لإنجاح المرشحات وتخفيف الضغوط على اللواتي تطالبهن بعض الأحزاب بالانسحاب أمام مرشحيها. وقالت الدكتورة رؤوفة حسن في تعليق لها بأن مسألة دعم ترشيح المرأة في الانتخابات تحولت إلى مشكلة مع الأحزاب وليس مع المجتمع، وأن هناك ضغوطا تواجهها بعض المرشحات المستقلات والحزبيات تدعوهن للانسحاب من الترشيح، بما فيها ضغوط تمارسها بعض فروع الحزب الحاكم، رغم توجيهات رئيس الجمهورية بدعم المرشحات. في الوقت ذاته استنكرت بعض الحاضرات قيام بعض النساء المشاركات في مسيرة الأحد بتجيير المسيرة لصالح الحزب الحاكم، وهذا ما أشارت إليه أيضاً رؤوفة حسن في مقال لها نُشر اليوم بصحيفة الوحدة. فيما قالت الدكتورة وهيبة فارع أنها تفاجأت بخذلان الأحزاب لترشيح المرأة، وقالت بأن الأحزاب تراهن على دوائر محسومة لصالح الرجال لأسباب تتعلق إما بالوجاهة وإما بالثروة أو النفوذ الذي يمتلكه بعض المرشحين. أما رئيسة مركز دراسات المرأة بجامعة صنعاء فقد طالبت بعدم تغطية أعمال الاجتماع إعلامياً دون أن تبدي الأسباب، وانتقدت آلية عمل المرأة في مجال التنسيق للانتخابات واصفة إياه بالموسمي، وقالت بأن النساء لم يتعاملن مع هذا الموضوع بشكل جدي أو استراتيجي، وكان أمامهن ست سنوات منذ الانتخابات المحلية السابقة، لكنهن لم يعملن بالشكل المطلوب الذي يفترض أن يرتكز على التخطيط لإيجاد دور للمرأة في الانتخابات، واقترحت أن تتقدم النساء للترشح كمستقلات. وفي نهاية الاجتماع أعلن بأن الاجتماع القادم لتحالف وطن سيعقد في منتدى الشقائق وأن موعده سيتحدد لاحقاً.