حركة دؤوبة لا يتسرب إليها مقدار قطمير من الملل أو الكلل..ذلك هو حال ساحات التغيير والحرية في عموم المحافظات اليمنية. أسابيع مضت بأيامها ولياليها مضى فيها الكثير من المطالبين بالانعتاق إلى عليين بعد أن سلموا أرواحهم إلى بارئهم وهم يرابطون في ساحات الحرية والتغيير، ولم تمض مطالبهم هباء بل بقيت في صدور الملايين من اليمنيين الذين لا تزال تلك الساحات منبرهم الصادح بعدالة مطالبهم. لا تزال الوفود تتدفق إلى الميادين والساحات، نساء ورجالاُ وأطفالاً، ولا تزال المسيرات السلمية تتواصل معبرة عن صدق مقاصدها وأحقية مطالبها. العاصمة صنعاء شهدت عصر اليوم مسيرة سلمية ضمت الآلاف من المطالبين برحيل النظام جابت الشوارع المحيطة بساحة التغيير، فقد جابت شارع الدائري وصولاً إلى تقاطع الكهرباء ومن ثم اتجهت يميناً نحو شارع الرياض(هائل)، رفع المشاركون فيها شعارات"ياللي باقي في المنزل الحق بالثورة وانزل)" و"الشعب خلاص اسقط النظام" و "سلمية سلمية ليست حرباً أهلية". وكالعادة واصلت منصة ساحة التغيير استقبال المئات من العسكريين والضباط والمسئولين الحكوميين المؤيدين لثورة الشباب الذين عبروا عن افتخارهم واعتزازهم بهذا الزخم الجماهيري المتدفق باستمرار إلى ساحات التغيير والحرية. الشباب المعتصمون في ساحة التغيير بالعاصمة أكدوا استمرار اعتصامهم، رافضين أي مبادرات تهدف إلى إيقاف الاحتجاجات والاعتصامات حتى رحيل النظام. وشهدت ساحة الحرية بمحافظة تعز اليوم انضمام الآلاف من الطلاب الذين خرجوا في تظاهرة انطلقت من الجامعة وصولاً إلى الساحة، مرددين شعارات تطالب برحيل النظام. وفي محافظة الحديدة حيث يرابط ما يزيد عن مائة ألف شخص في مخيم اعتصام ساحة التغيير الواقعة في حديقة الشعب منذ أكثر من شهر للمطالبة برحيل النظام "أصيب تسعة أشخاص على الأقل بجروح في اقتحام قوات من النجدة والأمن العام فجر اليوم السبت مخيماً لآلاف المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام، واقتلعت عددا من خيام المعتصمين كما قامت بضربهم بالهراوات و أوتاد الخيام، وتنوعت الإصابات إثر الاعتداء الذي وقع بحديقة الشعب بالقرب من مقر المحافظة ما بين طعن وكدمات جراء الضرب بالهراوات، وسبق أن تعرض المخيم لاعتداءات في وقت سابق أسفرت عن إصابة نحو 400 شخصا. وفقا لمصادر حقوقية".