أشار الشيخ فارس مناع محافظ محافظة صعدة، إلى أن المشكلة في صعدة كان سببها ظلم النظام الذي رفض إعطاء حسين الحوثي حريته الفكرية،وقال" بينما نحن اليوم في محافظة صعدة نعيش ثورتنا التي أطلقها الشعب في كافة محافظات الجمهورية ضد النظام واستطعنا أن نعطي لأبناء صعدة حريتهم الفكرية كما نص عليها الدستور". وأضاف: نسعى إلى إيجاد دولة مدنية تسودها العدالة والالتزام والقانون ونحن خلال هذه الفترة التي انتخبنا فيها كمحافظ للمحافظة نحاول أن نعمل جاهدين على الحفاظ على الامن والاستقرار وتثبيت الحرية الفكرية ومواصلة الاعمال التنموية في كافة القطاعات.
حاوره/ صقر أبو حسن
*كيف استطعتم التوفيق بين الحوثيين والجيش في صعدة؟ - أنت قلت استطعنا, بعد حوارات طويله لنقنع الجميع بأنهم شركاء في ثورة الشعب, وشخصنا المشكلة في كيف أنهم يقتنعون أن يكونوا جزءاً من ثورة الشعب وشركاء, والآن صرنا شركاء وصرنا نريد إسقاط النظام جميعاً, وأصبحت إرادة الشعب إسقاط النظام, ولكي يتأقلم الجميع مع بعض بذلنا جهداً, وظلينا أكثر من عشرين يوماً في اجتماعات يومية مع الجميع, وكثفنا المحاضرات عند الحوثيين والجيش والأمن, إلى أن وجدت ثقة، التي بدأت الآن و"الحمد لله" تنمو.. من هذا المنطلق استطعنا تحقيق الأمن والاستقرار, وهو حرص على أمن البلد, والحرب شنّت على أساس إقصاء الآخر, وتعامل الرئيس مع الحوثي من منطلق: لا تدرس في صعدة لا أريد أن تكون في صعدة, ولا أريدك وجودك في اليمن, وهو عداء شخصي, لأنه يدير البلد بأهواء مزاجية, ولا توجد إدارة تحكمها نظم ولوائح, لذا نهبت المليارات وخسرنا آلاف الشهداء, ومئات الآلاف من الجرحى, لماذا؟ لأنه لا يريد أن يدرس الحوثي, قلنا العكس من حقة أن يدرس, وأنت حر, وهذا حر.
* في رأيك إذن ماذا كانت المشكلة؟ - المشكلة أن النظام ظالمٌ، وفي صعدة بدأت عندما رفض شخص الرئيس علي صالح, أن يمارس حسين الحوثي حريته الفكرية, وعندما أراد الرئيس حبس الحوثي رفض, لتبدأ حرب ظالمة, واستغل النظام إمكانات الدولة لتحقيق مآرب, ولم يلتزم الرئيس بالدستور والقانون, ولم يتعامل الرئيس مع اليمن باعتبارها دولة بل شركة.
*وهل الوضع الآن يتيح الحرية الفكرية؟ - ثورتنا في صعدة, تركت الحرية الفكرية للدستور, أي واحد يروح الشارع يصرخ "الموت لأمريكا", وهذا يقول: الموت لفرنسا, وهذا يحلق وهذا يطلق لحيته, وخلق الله يتكلموا, الحوثيون موجودون والاصطلاحيون والسلفيون, والزيديون المعتدلون.
*هل التزم الجميع بهذا التعدد؟ - نحن نريد أن نطبق حرية فكرية, مثلما هو موجود في الدستور والقانون, لا نريد نطبق من منطلق تحدي أو شخصي, نريد ما هو يخدم الناس.
* هل تحكمون صعدة الآن فقط بالتعدد والتوازن الفكري؟ - ما في الأمر أننا طبقنا النظام والقانون ونزعنا الأهواء الذاتية, وحكمنا السلطة المحلية بصعدة بالنظام والدستور وعملنا العدالة في التوزيع والعدالة في النقاش والتفكير والإدارة وهذا قائم بالفطرة, أخذنا أي حقد واحتكاكات شخصية, ومنعنا استغلال موارد الدولة وقدراتها من أجل مصالح شخصية, والأجندة التي كلها احتكاكات شخصية أضاعت البلد, لا مشترك ولا علي عبدالله صالح وجماعته كلهم فاسدون, ولو تطبق الأمور من منطلق مصلحة عامة لم تصل الأمور إلى ما هي عليه, وكلهم همشوا البلد وهذه مشكلة البلد وهذه هي ملخصها.
* الأمن والأمان تحقق في صعدة, هل هو مناقض لما يروج له النظام أن الحرب الأهلية ستطحن اليمن؟ - خطابات النظام كلها مزايدة, التي تأتي تشعر أنه سيخسر السلطة, ويجلس يعمل مبررات "برحيلنا سترحل الوحدة", برحيلنا سيفقر اليمن أو حرب أهلية "هم "عايشين" في مرض هم والمشترك, إنهم هم اليمن", وهم لا يعرفون أن اليمن ليست في واديهم, وعلى الشعب اليمني أن يصحيهم من نومهم ومن الخيال الذين هم فيه, هم يفتكرون أن علي عبدالله صالح وحزبه والمشترك هم اليمن, الشعب لا يريدهم جميعاً.
* هل سيكون لصعدة دور في دعم ثورة الشباب؟ - بالنسبة لي سأبذل كل ما في جهدي من قدراتي المعنية والمادية في دعم ثورة الشباب التي تنطلق من منطلق وطني, بصفتي مواطن وبصفتي فرداً من أفراد الشعب, وسأبذل كل ما في وسعي تحرير البلد، عن طريق ثورة الشباب, واتشرف أن أقوم بهذا العمل, وضميري سيكون مرتاحاً عندما أقوم بهذا العمل, سأساهم وسأناضل حتى آخر قطرة في دمي, وبإمكان الشباب أن يعتبروا صعدة هي الظهر وهي السند, وتحتضن كل الفعاليات التي تدعو إلى تحرير اليمن من الاستبداد, وتدعو إلى تمكينهم من حقوقهم, ويعتبروا صعدة مقراً وهي مفتوحة ومسخرة للنضال وتتشرف أن يكون فيها مثل هذه الفعاليات.
* الثورة, إحدى مطالبها "دولة مدنية", ماذا عن ملامح الدولة المدنية في صعدة؟ - نسعى إلى دولة مدنية وهي وجود العدالة والالتزام بالنظام والقانون, وهي ذهاب دولة المشائخ والوساطات وتكسير القانون, ونحن نسعى إلى هذا في إطار إسلامي يكون مصدر كل الشرائع, ونسعى أن نكون دولة مدنية حديثة تطبق النظام والقانون وأن يكون القانون يحكمها, وأن لا تسمح لدولة المشيخات والوساطات في تسيير أمور الدولة أو في وجود الفساد الإداري والأهواء في الإدارة, ونسعى إلى دولة مدنية بالشكل الإسلامي.
*تعد صعدة أول محافظة تعين لها محافظاً بعيداً عن القصر الجمهوري, ويسيطر أبناؤها على كل مفاصلها الإدارية الرسمية, إثر نجاح ثورة الشباب في هذه المحافظة, ألا يترك ذلك مبرراً كافياً لإقصائها من الدعم المادي الحكومي؟ - الدعم المادي موجود ضمن الموازنة على اعتبارها ضمن محافظات الجمهورية, وصحيح أن النظام سقط في صعدة لكنها محافظة من محافظات اليمن, ولها نصيب من الميزانية وفي حالة أي إجراء أو أي تصرفات من صنعاء, في الجانب المالي يعد خيانة, والإقدام على تمزيق اليمن سيدخل تاريخاً أسود, ولو كان بإمكانه التصرف "يقصد النظام", لكان تصرف, لكانوا أقدموا على فصل صعدة, ولكن ذلك سيعني عدم استمرار الشريان الوحدوي بفصل صعدة من قبل النظام, كان ذلك جانباً، الجانب الآخر موارد صعدة ترفد الموازنة العامة أكثر مما تأخذ منها, وليس لهم أي جميل, وليست مشكلة نحن نورد مركزياً في صنعاء ونورد للدولة أضعاف ما نأخذ, باعتبار صعدة محافظة إيراديه ونحن هنا ما نحتاجه نأخذه وما لا نحتاجه نورده مركزياً, ليتقاسمه إخواننا في اليمن كامل لأننا إخوان في اليمن.
*بعد شهرين من إحكامكم السيطرة على المحافظة, ما هو برنامجكم المقبل؟ - البرنامج للفترة المقبلة الحفاظ على الأمن والاستقرار وتثبيت الحرية الفكرية, والتنمية في كل مجلاتها "التعليم, الصحة, الطرقات, المصانع", ونحن في السلطة المحلية نعد خطة خمسية بحيث إننا ننهض بالمحافظة بشكل يليق بها, والنهضة بصعدة منذ 33سنة لم تأت سوى فقط 9% مما يجب أن تكون عليه المحافظة, وعندنا خطة يكون تنفيذها خلال خمس سنوات مقبله بشكل تغطي كل احتياجات المحافظة من كل شيء, وستصدر إلى كل محافظات اليمن, وتمد المحافظات الأخرى وتصدير بعض المنتجات إلى السعودية بكميات لا تتوقعونها ستظهر خلال السنوات المقبلة, نحن نخطط ونعمل للذي سوف يأتي بعدنا, نحن لا نريد السلطة, فقط إذا بدأت عجلة التنمية تشمي تركنا السلطة للشباب "وقلنا احكموا" لأننا لا نريد سلطة نريد أن نعمل شيئاً للبلد, في وقت كل شيء على ما يرام وعملنا شيئاً يرضي الله وخلقه, تركنا السلطة للشباب, لكن الآن نحن مازلنا نبني.
*والمواد التموينية؟ - سكان صعدة الآن تسعمائة ألف نسمة, ولديها مخزون تمويني يكفي خمسة ملايين نسمة ولمدة طويلة.