يوقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الاربعاء في الرياض اتفاق نقل السلطة في اليمن ما يفتح الباب امام حل الازمة المستمرة منذ عشرة اشهر في هذا البلد، كما افاد مصدر رسمي والمبعوث الاممي لليمن. وقال المصدر الرسمي لوكالة فرانس برس ان "الرئيس وصل الى الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية" التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي لانتقال السلطة. من جهته اعلن التلفزيون اليمني الرسمي في خبر عاجل ان "الرئيس اليمني وصل الى الرياض تلبية لدعوة من المملكة لحضور التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لاخراج الوطن من تاثيرات الازمة". بدوره اكد مبعوث الاممالمتحدة لليمن جمال بن عمر لوكالة فرانس برس ان الرئيس اليمني سيوقع شخصيا اليوم الاربعاء في الرياض على المبادرة الخليجية. وتجددت الاشتباكات في شمال صنعاء الاربعاء بين المسلحين القبليين المعارضين للرئيس علي عبدالله صالح والقوات الموالية له، وذلك قبيل التوقيع المنتظر في الرياض على اتفاق نقل السلطة، بحسب ما افاد سكان وكالة فرانس برس.وذكر شهود عيان ان الاشتباكات تجددت في حي الحصبة، معقل شيخ مشايخ قبائل حاشد صادق الاحمر، كما دوت انفجارات في حي الصوفان المجاور. وبحسب الشهود، فان الاشتباكات درات بين مجموعات قبلية موالية للشيخ صادق الاحمر وبين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها احمد نجل الرئيس اليمني اضافة الى قوات عسكرية اخرى موالية للنظام. وسبق ان وقعت المعارضة في نيسان/ابريل الماضي على المبادرة الخليجية، وهي ستوقع اليوم الاربعاء الى جانب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم على الالية التنفيذية للمبادرة بعد ان تم الاتفاق على صيغتها، وهي الية تحدد جدولا زمنيا مفصلا للفترة الانتقالية في اليمن. وبحسب مصادر سياسية معارضة وموالية، فان الالية التنفيذية تقسم الفترة الانتقالية الى مرحلتين. وتتضمن المرحلة الاولى تسليم الرئيس اليمني فور توقيعه على المبادرة صلاحياته الدستورية الى نائبه عبد ربه منصور هادي، ولكن مع بقائه رئيسا شرفيا من دون القدرة على نقض قرارات نائب الرئيس، وذلك لمدة تسعين يوما. اما المعارضة فيتعين عليها ان تقدم فورا بعد التوقيع على الالية، مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي ستتألف بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة. وتنص الالية التنفيذية على ان يقدم الحزب الحاكم والمعارضة اسماء مرشحيهم لحكومة الوحدة في غضون اسبوع. وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر، تقدم الى البرلمان صيغة الضمانات التي تمنح الرئيس صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القانونية. وفور اقرار هذه الضمانات من قبل البرلمان، يدعو نائب الرئيس الى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون تسعين يوما، على ان تكون هذه الانتخابات توافقية يتم فيها انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين. كما يفترض ان تشكل لجنة برئاسة نائب الرئيس اليمني تهتم باعادة هيكلة القوات المسلحة وبازالة المظاهر المسلحة من الشارع. وبعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، تبدأ المرحلة الانتقالية الثانية التي تستمر سنتين، ويتم خلالها اجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، لا سيما القضية الجنوبية (مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال). وتنتهي هذه المرحلة الثانية بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة. *الصورة للمبعوث الاممي لليمن جمال بن عمر (وسط) في صنعاء في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 (اف ب, محمد حويس)