شهدت ندوة "حق المرآة في الولاية وحقها في الدية" التي نظمها منتدى التنمية السياسية ومنظمة صحفيات بلا قيود بتمويل من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية أمس بصنعاء، جدلاً واسعاً بين المشاركين حول قضايا يعتبرها الكثيرون من الخطوط الحمراء التي لايمكن الاقتراب منها. ففي حين أصر علماء من جامعة الإيمان على أن دية المرأة نصف دية الرجل كما لايحق لها تولي الولاية العامة مستندين إلى نصوص شرعية فندت باحثتان إسلاميتان الرأيين الفقهيين انطلاقا من تأصيل فقهي إسلامي أيضاً. ودفعت الباحثة أسماء القرشي – ماجستير في الفقة الإسلامي من جامعة الإيمان وابنة الشخصية المعروفة الدكتور غالب القرشي في عدم قوة الاعتماد على حديث أن دية المرأة النصف لوجود رجال ضعاف في روايته وسنده وكذلك لعدم وجود إجماع لدى الصحابة على أن الدية النصف مستشهدة بقصة قتل امرأة حدثت في زمن الرسول ورد أن الرسول أمر بدفع ديتها ولم يبين أنها كانت النصف. وفي حين أورد الشيخ عارف الصبري عضو مجلس النواب نصوصاً شرعية تنص على أن دية المرأة النصف ذهب الشيخ عبد الملك تاج الدين المدرس في جامعة الإيمان في مايخص تولي المرأة الولاية العامة بأن الإمامة لا تجوز للمرأة بإجماع علماء الأمة. مشيراً إلى ما أسماها المعركة المختلقة التي تتعلق بحقوق المرأة في حين أن الإسلام كرم المرأة وجعل لها مكانه كبيرة في المجتمع. معتبراً بأن النساء المسلمات أفضل حالاً من النساء الغربيات لتقدم الغرب في الجانب المادي وتراجعهم روحياً واجتماعياً وردت عليه نسيبة عبد العزيز القيادية في تحالف القيادات النسوية وابنة مراقب الإخوان المسلمين في اليمن الشيخ ياسين عبد العزيز بأن الولاية العامة ملك للأمة ومن حق الأمة اختيار من تشاء لتولي أمرها. واعتبرت حديث الرسول (ص) لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة أن القصد منه ذم طريقة الحكم لدى الفرس الذين ولوا (امرأة) حكمهم على طريقة الحكم الفردي في حين أن القرآن أشاد بحكم ملكة سبأ بلقيس لحكمها الشوروي الذي كان رشيداً. وأضافت بأن الجاهلية حطت من شأن المرآة حتى جاء الإسلام ورفع من قدرها حيث كانت المرآة أكبر داعم للرسول عليه الصلاة والتسليم في نشر دعوته بنفسها ومالها كما فعلت السيدة خديجة رضي الله عنها. وأكدن نسيبة ياسين عبد العزيز على أن العمل العام حق للمسلم الذي يشمل المرأة والرجل وللتخصيص يوجب الدليل لأن الأصل في الأشياء الإباحة في الفقة الإسلامي. المداخلون في الندوة كذلك انقسموا بين الرأيين في حين أيد عبد السلام الأثوري قول بأن الولاية العامة ملك للأمة وحق الأمة في اختيار من تشاء، قال الشيخ محمد الدعيس من جامعة الإيمان بأن الفتوى ليست كلاماً لأي أحد بل التزام بالنصوص وتمنى على الحاضرين عدم المشاركة في الحملة التي تقودها أميركا ضد جامعة الإيمان، بعد أن شهدت الندوة بلبلة بعد ترحيب الدكتورة رؤوفة حسن بعلماء جامعة الإيمان ملمحة إلى ممارسة البعض منهم للتكفير بقولها جيد أن تتحاور الجماعات المختلفة بدلاً من التكفير والاتهام المتبادل. وسارع عبد الوهاب الحميقاني من جامعة الإيمان إلى تبرئة جامعته من تبعات مايدور في الندوة حينما قال بأن حضور علماء الجامعة إلى الندوة بصفة شخصية وأنهم لا يمثلون الجامعة. وقال بعد أن أشاد بالندوة أنه ينظر للتمويل الغربي لمثل هذه الندوات بريبة شديدة ويعتقد أن القصد منها إحداث بلابل في البلدان الإسلامية لاهتمامها بقضايا الأمة الجزئية وإغفالها لحقوق الأمة الكبرى. وانتقد وقوف البعض (لم يسمهم) موقفاً وسطاً بين الإسلامية والليبرالية وطالبهم بتحديد موقف واضح. أمين عام حزب الحق حسن زيد قال سنأخذ في مايتعلق بتمويل الندوة بحسن الظن ويكفينا من الندوة أن نتلاقى ونتعارف إذ نحن بحاجة شديدة إلى لغة مشتركة بحيث تفهمني كما أريد وأفهمك كما تريد بعيداً عن القولبة المسبقة والتصور المسبق الذي نتج عنه الإقصاء المتبادل، واعتبر بأن الاختلاف في الآراء التي وردت في الندوة ناتج عن اختلاف الاستنباط والاجتهادات. شهدت الندوة حضوراً كثيفاً من القيادات السياسية والمهتمين والإعلاميين.