بين الاشتراط على الأمة والاشتراط بها ولها كما يقول المفكر رضوان السيد يقع مستقبلنا جميعاً ومعنا مستقبل الدين والوطن ولم يحد د/رضوان عن الصواب.. فبين الاشتراطين فوارق تحدد مسارات الحاضر ومعالم المستقبل منها فهم جدليات الماضي ووعي إشكاليات الحاضر. يوجد بيننا من يشترط وهم كثر على الأمة تفاصيل آرائه محتمياً بعمامة الدين وكرفتة الوطن مقسماً الناس إلى فسطاطي «الخير والشر» أو إلى فريقي «الوطني أو العميل» ثم ينسج من آرائه التي أحياناً لا سند لها في «شارع» الدين ولا «زقاق» الوطن، أحكاماً جاهزية الثبوت قطيعة الإدانة ليحاكم من خلالها الآخرين مكابراً بوحدانية رأيه مخوناً لمنهجية التاريخ ومشوها لمقاصد الشريعة ليصبح مثله عبئاً على نهوض الأمة وعائقاً أمام تطور الأوطان.. وقليلين هم الذين يشترطون بالأمة ولها احتراماً لقوانينها مسترشدين بالحكمة وفقه الواقع ومقاصد الشريعة ودستور البلاد. سطرت ما سبق تعليقاً على الجدل الدائر والمستديم حول دية المرأة هل هي كاملة أو منصفة ؟! ولا أستغرب أن يإتي يوم لتناقش دية المرأة حسب الطول والوزن!!؟ والمرأة اليوم لم تعد مشكلتها مع «وعي المجتمع القبلي، كما يقال.. بل مع متعلمين أصبحوا فجأة «شيوخ».لا يصدرن فتاواهم على أنها «آراء» كفلها الدستور والقانون..! بل على أنها «أحكام» قطعية يشترطونها على الناس بمنطق قبول أو رد أحكام الله ورسوله.. ويصل العناد ببعضهم إلى حد تزوير وقائع التاريخ وكأنه لايوجد بيننا أحد لا يقرأ إلا هم.. أليس هذا ما فعله عضو مجلس نيابي يدرس في جامعة الإيمان عندما قال: لا يوجد في كتب الصحابة والراشدين وتابعيهم إلا قول واحد بنصف دية المرأة. نحن هنا لا نمنعهم حقهم في القول.. ولكننا نستعجب جرأة بعضهم على «الكذب» وهم كمايقولون شيوخ علم.. والمصيبة الأخرى، أن أحدهم وهو خطيب شهير في تعز قال في إحدى الندوات عن دية المرأة أنها أمر مجمع عليه ولا يمكن التنازل عن تنصيفها بتاتاً، لكنه بعد تساقط أدلته ونفاذ حججه تراجع قائلاً: أنا مستعد أن أتنازل عن نصف الدية لكاملها، مشترطاً أن لا تفتح مرة أخرى قضية نقاش حول المرأة تساءلت حينها على صفحات الجمهورية هل الإسلام ملك شخصي لهؤلاء أو ميراث يؤتى لهم من آبائهم حتى يحق لهم التنازل على ما يخص الإسلام من عدمه. هناك إشكالية أخرى تتعلق «بالمتدينين» الاشتراطيين» وهي أنهم يعيشون عقدة «الفوبيا» الخوف من الغرب على الإسلام ولذا هم يحمون الإسلام بتدميره من الداخل فيحاربون أية «فكرة إسلامية» فقط لأن «اليهودي أو النصراني» نادى بها أو دعا لها ولذا يقفون ضد حقوق الإنسان ومنها المرأة فقط لأن الملحد الكافر تبنى الدعوة لها.. تحية لأسماء غالب القرشي التي غلبت أباها فقهاً وللمشاركات في ندوة دية المرأة بصنعاء اللاتي أثبتن أن الدين لن يظل رهين العمائم أو المشترطين عليه.