كشفت (مؤسسة حرية) للحقوق والحريات الاعلامية والتطوير أن الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية في تصاعد مستمر خلال الربع السنوي الثالث لهذا العام، (يوليو أغسطس سبتمبر 2012) والذي يؤكد أن وضع الحريات الصحافية في اليمن ما زال يواجه خطرا حقيقيا. وذكرت مؤسسة حرية -في بلاغ صحفي حصل رأي نيوز على نسخة منه- أنها رصدت عشرات الحالات من الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية على الساحة اليمنية خلال الربع الثالث من العام الجاري، من خلال وحدة الرصد والمناصرة بالمؤسسة، حيث وصل عدد حالات الانتهاكات التي رصدتها إلى 57 حالة، تعرض لها 112 من الإعلاميين والوسائل الاعلامية المختلفة. وأوضحت أن الانتهاكات خلال هذه الفترة شملت بعض المؤسسات الاعلامية ومساكن بعض الاعلاميين التي تعرضت للاعتداء أو التهديد بنسفها، بهدف إسكاتها وتغييب الحقيقة. مشيرة إلى أن الانتهاكات ضد الإعلاميين تراجعت عدديا خلال الربع الثالث من العام الجاري، مقارنةً بما حدث خلال الستة شهور التي سبقتها، غير أن بعض الانتهاكات الأخيرة كانت خطرة. وأعطت عملية الرصد خلال الربع الثالث من العام الجاري صورة غير مطمئنة عن وضع حرية الاعلام في اليمن لما واجهته من انتهاكات من قبل مختلف الأطراف في اليمن، والتي كشفت أن وضع الحريات الاعلامية في اليمن لازال في خطر. وأكدت مؤسسة حرية أن وضع الحريات الاعلامية مازال مقلقا، إثر عدم اتخاذ أي إجراءات رادعة ضد مرتكبي الانتهاكات، كون العدالة لم تأخذ مجراها الطبيعي ولم تقتص من الجناة أو توقع عليهم الجزاء الرادع لهم ولأمثالهم، وهو ما يشجعهم على الاستمرار في ارتكاب الانتهاكات والنيل من حقوق وحريات الصحافة. وأوضحت أن أبرز الانتهاكات التي ارتكبت خلال الربع الثالث من العام الجاري تمثلت في الشروع بالقتل والاعتداء الجسدي والمحاكمات للصحافيين والتهديد بالنسف والتفجير لمقار الوسائل الاعلامية، حيث تعرض للضرب والاعتداء الجسدي والاحتجاز كل من محمد غزوان محرر في صحيفة الشارع وفائد دحان مراسل قناة يمن شباب، وبينامين فياسيك مراسل قناة فرانس 24 الفرنسية، ومحمود الزارعي مصور قناة الساحات، وتعرض للشروع في القتل كل من يحيى العراسي السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية، ووزير الاعلام علي العمراني والصحفي في عدن أونلاين وجدي الشعبي، فيما واجه محاكمات كل من محمد عايش رئيس تحرير صحيفة (الأولى) وهشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام وعبدالملك الفهيدي رئيس تحرير المؤتمر نت، وعبدالله الحضرمي رئيس تحرير اليمن اليوم والكاتب والأديب عبدالكريم الرازحي، كما تم تهديد قناة سهيل الفضائية بنسف وتفجير مقرها. وقال رئيس مؤسسة حرية الصحفي خالد الحمادي "انه على الرغم من الانفتاح السياسي وأجواء الحرية العامة التي تتعزز بشكل ملحوظ وكذا الاهتمام والدعم الشعبي والرسمي للحريات الاعلامية، إلا أن الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية لم تتوقف ولم يوضع حد لاستهداف الصحافيين، مما يعزز الانطباع السائد بأن الساحة الإعلامية وميدان الصحافة في اليمن مازال مهددا ومحفوفا بالمخاطر". وأوضح أنه كان يطمح في أن يتغير هذا الوضع السالب للحريات الاعلامية في بلادنا خلال العهد الراهن، كنتاج إيجابي للثورة الشعبية، غير أن الانتهاكات تعددت وتعدد مرتكبوها من مختلف الأطراف والتي وصل عددها إلى ست جهات أبرزهم جماعة الحوثي، فصائل الحراك الجنوبي، عناصر تابعة للرئيس السابق علي صالح، رجال قبائل، جنود من الفرقة الأولى مدرع، ومن رجال الأمن. ووجه الحمادي دعوة إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والحكومة وكافة الجهات المعنية إلى القيام بمسئولياتها تجاه ما يحدث للحريات الاعلامية من انتهاكات وتهديدات واعتداءات ووضع حد لها. وحماية الحريات الاعلامية في اليمن.