انتقد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان عدم التزام اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء بما سبق أن أعلنته من تحديد للموعد الزمني الذي تبث برامج الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة في الإعلام الرسمي المسمع والمرئي، كما انتقد عدم وجود حدود فاصلة بين التغطية الإعلامية لمنصب رئيس الجمهورية، ومايمكن اعتباره دعاية انتخابية لمرشح الرئاسة. وأوضح الدكتور عادل الشرجبي في المؤتمر الصحفي لإعلان مؤشرات المرحلة الأولى من التغطية الإعلامية للحملة الانتخابية أن هناك تعارضات فيما يتعلق بهذا الإعلان مشيراً إلى أن اللجنة حددت في بداية الأمر ذلك الزمن ما بين السادسة والثانية عشرة مساءً من كل يوم ثم قامت بتعديله إلى ما بين السادسة والحادية عشرة ولم تقف عند هذا الحد بل قامت بالتعديل بداية هذا الأسبوع في مؤتمر صحفي بحيث أصبح ما بين السابعة والحادية عشرة. ورأى في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان وحضره سياسيون وإعلاميون وممثلون عن المنظمات المهتمة بالعملية الانتخابية أنه يجب على اللجنة الالتزام بما تعلن عنه، كما انتقد عدم إعلانها عن جدول الزيارات التي يقوم بها المرشحون إلى المحافظات وأن اللجنة مطالبة قانوناً بذلك مؤكداً أن فريق العمل في المركز والذي يعمل في البرنامج الخاص بمراقبة التغطية الإعلامية أثناء الانتخابات الرئاسية والمحلية في اليمن في سبتمبر الجاري يقوم بمراقبة أداء وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة بكل حذافيرها أثناء مرحلة الدعاية الانتخابية من أجل الخروج بمؤشرات حول أداء الإعلام الرسمي والمستقل خلال هذه المرحلة. وقال الشرجبي أن هناك جهة خفية تقوم بتسيير عملية نشر البرامج الانتخابية وتغطية المهرجانات للمرشحين في الصحف الرسمية كونها جميعها تنشر تلك التغطيات والأخبار بالنمط نفسه بالإضافة إلى العناوين الرئيسية ومضمون المواضيع. وكان عز الدين سعيد الأصبحي مدير المركز قد أكد في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالتنسيق مع المنظمة الدولية لدعم الإعلام بالدنمرك والمجموعة العربية لمراقبة التغطية الإعلامية أثناء الانتخابات أن إعلان مؤشرات المرحلة الأولى يعتبر تقريراً أولياً للمرحلة الماضية من الدعاية الانتخابية يهدف إلى لفت أنظار وسائل الإعلام لتقويم أداءها. مضيفاً أن تقريراً نهائياً سيصدره المركز في العشرين من الشهر الجاري أي بعد انتهاء فترة الدعاية بيوم واحد سيعطي مؤشرات واضحة وخاصة بعد أن يكون كل المرشحين قد أكملوا عرض برامجهم الانتخابية وأقاموا مهرجاناتهم الدعائية موضحاً أن هذا التقرير الأولي يعطي مؤشراً إلى أي مدى كان التزام الإعلام الرسمي والمستقل بالحيادية والموضوعية والمعايير الدولية والمحلية في هذا المجال وأدائه للدور القانوني خلال هذه المرحلة. وأوضح حميد خالد فكرة عن البرنامج الخاص بمراقبة التغطية الإعلامية أثناء الانتخابات ومراحل العمل فيه حيث ذكر أن المركز يطبق في رصده لوسائل الإعلام منهجاً يزاوج بين أساليب التحليل الكمي والنوعي وأن بدء المراقبة الفعلية للتغطية الإعلامية للانتخابات والتي بدأت في 23 أغسطس الماضي وتستمر حتى 19 سبتمبر الجاري تعتبر المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل البرنامج والتي يتخللها مؤتمران صحفيان كان هذا أولها بينما الثاني سيعقد قبل يوم الاقتراع مباشرة ليتم بعد ذلك إصدار التقرير النهائي الذي يحلل البنية التشريعية والقانونية للإعلام في اليمن ومؤشرات مراقبة التغطية الإعلامية وسيكون هذا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية والمحلية. وفيما يخص منهجية الرصد والمراقبة أوضح حميد خالد أن الرصد لخمس صحف رسمية هي الثورة، الجمهورية، 14 أكتوبر، 26 سبتمبر، الوحدة كذا (8) صحف أهلية منها الوسط، الناس، الأيام، بالإضافة إلى قناة 22 مايو الأرضية والفضائية اليمنية وإذاعتي صنعاء وعدن يتم على مستويين الأول من الناحية الكمية فيما يخص المساحة التي يجب أن تكون متساوية لجميع مرشحي الرئاسة في الوسائل المقروءة والزمن الذي يجب أن يكون متساوياً لهم في الوسائل المسموعة والمرئية أما المستوى الثاني فهو مستوى الرقابة النوعية ويتضمن تقييماً نوعياً لأداء الوسائل الإعلامية من الناحية الفنية ومستوى أداء اللجنة العليا في إدارة الحملة الانتخابية من خلال تنفيذ دراسات وبحوث ومناقشات تتعلق بطبيعة تغطيتها للحملات الانتخابية الدكتور عادل الشرجبي أوضح قبل أن يذكر نسبة تغطية وسائل الإعلام للبرامج الدعائية للمرشحين أنه تم اعتماد تلك التغطيات بغض النظر عن ايجابياتها أو سلبياتها أو حيادياتها تجاه المرشحين، مشيراً إلى أنه سيتم توضيح ذلك في التقرير النهائي. نتائج المؤشرات الأولية أظهرت أن الصحف الرسمية ركزت على إبراز المرشح علي عبد الله صالح كونه رئيساً حالياً لليمن يقوم بأداء مهامه المناطة بمنصبة وهذا ما اعتبره الدكتور الشرجبي جانباً محايداً لا يتعلق بالدعائية الانتخابية غير أنه أشار إلى ارتفاع نسبة الأخبار الخاصة بذلك في الفترة الأخيرة. وأظهرت النتائج أيضاً أن المرشح فيصل بن شملان تحيل المرتبة الأولى بالظهور على صفحات هذه الصحف مع عدم الإشارة إلى أن ذلك التوضيح إيجابي أو سلبي أو حيادي، يلي ذلك المرشح علي عبد الله صالح كمرشح للرئاسة القادمة، ويأتي بعد ذلك المرشح العزب بالمرشح ياسين عبده سعيد نعمان، ثم المرشح المجيدي، ولم تشر تلك النتائج إلى الصحف المستقلة مطلقاً. وأعطت النتائج نسبة كبيرة للمرشح صالح كمرشح للرئاسة القادمة من أجمالي التغطية المباشرة وغير المباشرة لتلفزيون 22مايو يليه المرشح فيصل بن شملان، ياسين، العزب، المجيدي، ثم صالح رئيساً، غير أن إذاعتي صنعاء وعدن وفي بثهما المباشر وغير المباشر أعطتا المرشح بن شملان أكبر نسبة من زمن التغطية يليه صالح مرشحاً، المجيدي، العزب، ثم ياسين. الفضائية اليمنية وفي تغطيتها المباشرة وغير المباشرة لحملة الدعاية الانتخابية الرئاسية حاز صالح على نسبة كبيرة من زمن التغطية، فشملان، ياسين، العزب، المجيدي، ثم صالح رئيساً.