تسود مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت منذ مساء أمس الثلاثاء موجة من الغضب الشعبي بعد قيام شركات الطاقة المشتراة بايقاف جزء من امدادات الطاقة الكهربائية المشتراة عن مدن ساحل حضرموت احتجاجا على مماطلة وزارتي الكهرباء والمالية عن دفع مستحقات تلك الشركات للأشهر التسعة الماضية . وأدى العجز في امداد المدن الساحلية الحضرمية نتيجة لايقاف تلك الامدادات إلى برمجة عمليات قطع التيار الكهربائي عن أحياء المدن بحيث أصبحت الانقطاعات تمتد لساعات متوالية في ظل أجواء الصيف بالغة السخونة وارتفاع معدلات الرطوبة . وقد تفجر الغضب في مدينة المكلا كبرى مدن حضرموت منذ الساعات الأولى من يومنا هذا الأربعاء حيث انطلقت مجاميع من شباب المدينة لقطع الشوارع الرئيسية في عدد من الأحياء وشوهدت سحب الدخان المنبعثة عن الإطارات المحترقة تغطي سماء حي الديس،بينما وضعت أكوام الأحجار في شوارع رئيسية أخرى بأحياء المكلا. وفي غضون ذلك ذكر شهود عيان أن سيارة نوع هايلكس اشتعلت فيها النيران في ديس المكلا نتيجة للاحتجاجات التي اجتاحت الحي . وتتوالى الدعوات في هذه الأثناء للزحف صوب ميناء الضبة لتصدير النفط لايقاف ضخ النفط وتصديرة احتجاجا على استهتار سلطات صنعاءبحضرموت التي ترفد ميزانية تلك السلطات بما يفوق ال75% الايرادات،بينما توالت دعوات أخرى تطالب السلطة المحلية بحضرموت لايقاف كافة الايرادات التي يتم جبايتها من مواطني المحافظة وارسالها إلى السلطات المركزية في صنعاء . ولا يزال المسئولون في وزارتي الكهرباء والمالية في صنعاء يرفضون توجيهات رئيس الجمهورية بدفع مستحقات شركات الطاقة المشتراة التي تزود مدن حضرموت بأكثر من نصف الطاقة المستهلكة،ولم يلتفت هؤلاء المسئولون لتهديدات أصحاب تلك الشركات بايقاف تزويد مدن الساحل بالتيار الكهربائي وانتهاء المهلة التي حددها أصحاب تلك الشركات لاستلام مستحقاتهم،ولم يظهر وزيرا الكهرباء والمالية في حكومة صنعاء أي شعور بالمسئولية تجاه ما يمكن أن ينجم عن ذلك التهديد من عذابات ومعاناة لمواطني مدن حضرموت التي تشهد صيفا بالغ السخونة . وفي الوقت الذي لا تزال فيه سلطات صنعاء غير عابئة بما يتأجج من غضب في مدن حضرموت تبقى احتمالات تصاعد الاحتجاجات الشعبية هي الراجحة خلال الساعات القادمة .