قالت صحيفة"العرب" أن محاولات قطرية للمصالحة مع السعودية باءت بالفشل الذريع في ظل تمسك القيادة السعودية بأن تقدم الدوحة ضمانات فعلية على تغير في موقفها تجاه القضايا الخلافية. يأتي هذا وسط تأكيدات خليجية على أن الأخبار التي تتحدث عن مصالحة وشيكة بين السعودية وقطر هي تسريبات من قبل القطريين والدوائر المقربة منهم. وكانت الدوحة قد وسطت عددا من الشخصيات العربية منها أمير الكويت وملك الأردن وملك المغرب، لكن هؤلاء وضحوا للقطريين أن السعوديين مصرون على تنفيذ النقاط التي جاءت في بيان سحب السفراء. وركزت قطر جهودها على انتزاع موافقة سعودية على بدء إجراءات مصالحة، لكنها لم تنجح في ظل إصرارها على عدم تقديم أدلة تثبت التخلي عن دعمها للإخوان. بالتوازي، حاولت قطر عبر الوسطاء دق إسفين بين السعودية وشقيقتيها الإمارات العربية المتحدة والبحرين، لكن هذه المحاولات فشلت، فقد كان رد الديوان الملكي السعودي على ما عرضه الوسطاء أن القرار جماعي وليس منفردا، وأن الموافقة أو الرفض للعرض القطري بالمصالحة لا يتوقف على القرار السعودي فقط بل سيتم التعامل معه ضمن إطار الدول الثلاث. من جهتها، أكدت الكويت في رسالة خطية سلمها السفير الكويتي في الدوحة إلى وزير خارجية قطر أن الوساطة الكويتية لن تستأنف طالما أن الدوحة لم تقدم ما يثبت حسن نيتها والتزامها بما نص عليه بيان الدول الثلاث السعودية والإماراتوقطر. ونصح أمير الكويتالدوحة بأن تستمع إلى صوت العقل وألا تقدم مصلحة جماعة تنظيمية متهمة بالإرهاب على مصالح الشعب القطري والتضامن الخليجي. إلى ذلك، سخرت أوساط سعودية من الحديث عن دور أميركي في مصالحة سعودية قطرية، وقالت إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أوصد أبوابه على أية محاولة لا تأتي بأخبار طيبة من الدوحة. وعلمت "العرب" أن رئيس المخابرات القطرية زار السعودية الأسبوع الماضي حاملا ملفا يتضمن معلومات مهمة عن نشاطات المعارضة السعودية والمرتبطة بشبكات تتعامل مع الدوحة كبادرة حسن نية لكن الزيارة لم تفلح في حلحلة الموقف السعودي. وفي إطار آخر، أكد مسؤول أردني ل"العرب" أن الأمير تميم طلب من الملك عبدالله الثاني أن يلعب دورا للمصالحة مع الدول الخليجية الثلاث، لكن ملك الأردن لم يقدم سوى وعد، ناصحا الأمير تميم بأن يحل مشاكله مع الخليجيين بنفسه وأنهم عائلة واحدة يمكنهم بكثير من الصفاء والشفافية التغلب على المصاعب التي تعتري العلاقات. وأضاف المسؤول أن الملك عبدالله الثاني يتذكر جيدا كيف أن الأمير تميم سبق أن قال له عند زيارته الدوحة للتهنئة بأنه سيستمع لنصائحه ويستأنس بتجربته وما أن غادر الملك الأردنيالدوحة حتى سلط الإعلام القطري هجومه ضد الأردن بشكل أثار استغراب الملك. وفي المغرب لم يجد أمير قطر أي عون بل وجد نصيحة بأن يغلّب المنطق والمصلحة الخليجية على العلاقات، وأن المغرب سيقف بجوار الدول الخليجية التي تحارب الإرهاب وتقدم الدعم للشعب المغربي، وأنه ينتظر من قطر كل المسؤولية في إزالة ما يعيق عودة علاقاتها الدافئة مع شقيقاتها الخليجيات.