أعلن زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن، الشروع في "التحرك الجاد" لمواجهة "التحديات والمسئوليات والأخطار الحقيقية"، مؤكداً على قرار التعبئة العامة، وقال إنه لا يستهدف الجنوبيين أو الجنوب، وإنما جاء في مواجهة "قوى الإجرام". وأكد السيد عبدالملك الحوثي، في خطاب مباشر تبثه قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة، مساء الأحد، أنه "لا رجعة عن مواجهة القاعدة وداعش وشركائهما". ولأول مرة يظهر علم الجمهورية اليمنية خلفية الشاشة أثناء إلقاء زعيم أنصار الله خطابه.. وهاجم الحوثي القوى التي تعطل وتماطل في الوصول إلى نتائج في الحوار الذي قال إنه يستخدم لمنح قوى الإجرام المزيد من الوقت لتنفذ "طبختها المسمومة على الأرض". وقال: إن الأسلوب الصحيح والحكيم والشرعي، هو أن يقابل الشر والطغيان والاستكبار، بالجد والدفاع والكفاح، مؤكداً أن للشعب اليمني، الحق في التحرك لمواجهة الهجمة البشعة والدفاع عن نفسه وأمنه واستقراره. وأضاف: "لن ننفصل عن التاريخ الذي واجهنا به الاستعمار في مراحل كثيرة.. لن نصمت لكم، أو نقول لكم اذبحوا رقابنا، فهذا ما لا يتفق مع الحكمة، والله أيضاً لا يرضاه لنا ضميرنا". وتابع: "الجرائم والفظائع التي تمارس، لن تضعف الشعب اليمني، ولن تجعله يخضع". وقال: "إن عودة الرئيس هادي لممارسة مهامه بعد عدوله عن استقالته تستغله قوى للتدخل بشؤون اليمن"، مردفاً بالقول: "مجلس الأمن يقف مع الجلاد ضد الضحية". لافتاً إلى "منظومة القتل التي وصفها ب"الضخمة والعالمية" والتي تحتمي بترسانة إعلامية كبيرة وإمكانات هائلة تشوه الضحية، وتزيف الحقائق وتبرئ القاتل". وأكد زعيم أنصار الله، أنه "لا يمكن الرهان على القوى السياسية التي قال إن حواراتها عقيمة ولا تتعاطى بمسؤولية على الواقع والمتغيرات وأقصى ما يمكن أن تعمله وعلى استحياء هو بيان إدانة". كما أكد في السياق، عدم الجدوى من الرهان على مجلس الأمن، "لا يمكن الرهان على مجلس الأمن، فهو بالأغلب يقع مع الجلاد ضد الضحية، متى اجتمع مجلس الأمن ليساند الشعوب المستضعفة، ماذا فعل لإخواننا في فلسطين"؟ وقال: "لن يتحرك مجلس الأمن لصالح الشعوب؛ لأنه يخضع للقوى التي تقود الشر.. الجرائم الأخيرة تهدف إلى إخضاع شعبنا لجعله يستسلم، لكنهم واهمون". وأردف: "هو يخضع بالأساس للقوى الدولية المعروفة أنها هي من تقود الشر في العالم، فكيف يمكن أن يؤمل منه الحل؟ هذا القرار لا يستهدف الجنوبيين كجنوبيين، ولا الجنوب كجنوب، وهدفه مواجهة الإجرام وأدواته القذرة القاعدة وداعش". وأضاف: "لا يمكن لتك القوى القوى الإجرامية أن تحتمي بأي منطقة في هذا البلد أبداً، ولن نسمح أبداً للقاعدة أو لداعش أن تحتمي تحت أي غطاء لا سياسي ولا مناطقي، ومن يرد أن يغضب فليغضب". وأكد، "عدم وجود نوايا لاستهداف الجنوب وأبناء الجنوب، بل الوقوف إلى جانبهم وحمايتهم؛ لأنهم مستهدفون أولاً". وتابع: "ليس لدينا نية لنلاحق أو نستهدف إخواننا الجنوبيين، بل سنستهدف القاعدة وداعش والميليشيات، وكل من يريد الشر لأهل اليمن، ولن نرضى أن يكون الجنوب لداعش"- حد تعبيره. وخاطب أبناء الجنوب: "إن كان هناك حساسية في أي منطقة تجاه أي دور لمواجهة القاعدة وداعش والمليشيات المتعاونة معها، فليتفضل المستاؤون والغاضبون ليقوموا هم بمسؤوليتهم". وتابع: "من يمتلك حلاً لمواجهة هؤلاء فليتفضل علينا به، فوالله إن الجميع مستهدف والخطر قائم على الجميع". وشدد على أنه "ليس من الصحيح أبداً أن تحتمي داعش والقاعدة وشركاؤهم من الميلشيات بأي منطقة ومن لديه حساسية فليضبط وضع منطقته ولا يسمح بأن تستغل لأرضية لصالح المجرمين". وقال، "لا يمتلك أحد الحق أن يعطيها (داعش والقاعدة والمليشيات التابعة لهما) حصانة أو ضمانة سياسياً ولا تحت أي عنوان، فما يعمله هادي هو نقل مشاكل الشمال إلى الجنوب، فمن الذي يفترض أن يلام ويسخط عليه". وأوضح: "لن نبالي أبداً بمواقف أي طرف يريد أن يساند المجرمين القتلة بشكل من الأشكال أو عنوان من العناوين". وجدد الحوثي تأكيده على صوابية القرار الذي اتخذته اللجنتان الثورية والأمنية، وأنه القرار المناسب، والصحيح.. داعياً كافة أبناء الشعب بكافة توجهاته وانتمائه برفد المعسكرات واللجان الشعبية بالمقاتلين، والتبرع بالمال وقوافل الكرم للمقاتلين". كما أكد على "أهمية تشكيل لجان مهمتها متابعة جمع التبرعات التي ستقدم للجنود، للتمكن من إيقاف الهجمات التي يتعرض لها الشعب".