من قضايا الاغتراب اليمني معاملة الكفيل لمن تم استقدامهم وكيفية التعامل معهم ومما لاشك فيه أن نظام الكفيل في الوقت الحالي هو أشبه بسوق الرقيق في الجاهلية والذي حرص ديننا الإسلامي الحنيف إلى تحريرهم وعتقهم مع الاختلاف بفارق الوقت والكيفية فقط!! ولكي نكون على بينة من الأمر نعرج قليلاً إلى تعريف من هو الكفيل ؟ الكفيل : هو شخص ما أو مكتب ما أو شركة ما ( صاحب العمل ) الملزم قانوناً بتوفير العمل للشخص المستقدم من دولة ما مع تحمل كافة الرسوم المتبعة لاستقدامه. من هذا التعريف لا يوجد أي إشكالية في ذلك وإنما تنتج المعاناة والإشكالية في تطبيق هذا النظام وتعامل الكفلاء مع المكفولين وذلك من خلال العديد من الطرق والأساليب التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الطرد والترحيل لبعض المغتربين ومن هذه الطرق والأساليب ما يلي: ساعات العمل : أصبح السائد عند الكفلاء أن عمل المكفولين يبدأ من الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل ومقابل أجر أحياناً غير معلوم وفقاً للإجراءات التي تم الاتفاق عليها, مما يجعل المغتربين معرضين في أي وقت من الأوقات للترحيل والطرد. نقل الكفالة : برزت طريقة أخرى من التعامل مع المغتربين وهي موافقة الكفلاء (أصحاب العمل) على نقل كفالة العاملين لديهم إلى كفلاء آخرين مقابل مبلغ معلوم من المال فما أن تبدأ إجراءات النقل يقوم الكفيل المتنازل بإبلاغ مكتب العمل عن هروب المغترب !! وهذه طريقة جديدة في ترحيل المغترب بصورة نظامية وقانونية حيث وأنها تندرج تحت صنف العمل لدي الغير. مطالب حقوقية : نظراً للفترة الكبيرة التي يقضيها المغترب اليمني وتحمله لمشقة الاغتراب ومعاناته يستكثر بعض الكفلاء (أصحاب العمل) دفع حقوقهم كاملة مما يضطر إلى إبلاغ مكتب العمل بالتوقيف والترحيل. منطقة أخرى: نتيجة لبعض الأشخاص الذين يقومون باستقدام عمالة يكون لديهم مناطق عمل رئيسية ولمنشآتهم التجارية فروع في مختلف المحافظات أو المناطق , فإذا عمل المغترب في أحد الفروع التجارية للشخص المستقدم ( صاحب العمل ) غير المنطقة المحددة في الفيزا يكون معرضاً للترحيل لأنه يندرج تحت صنف العمل في غير المحل (المنطقة). وفاة الكفيل: من معاناة المغتربين من نظام الكفالة وفاة الكفيل ( صاحب العمل ) فقد يكون الكفيل عليه إلتزامات في محلاته التجارية أو تخلف عن دفع رسوم محلية أو ضرائب أو تجديد تصاريح مما يجعل الجهة صاحبة الشأن بالنزول وإشعار صاحب العمل بذلك فيضطر المغترب إلى أن يقول الحقيقة بأن صاحب العمل متوفى وعلى إثر ذلك تقوم الجهات المختصة بإجراءات للمغترب إما توقيف تصريح الكفيل ورفض تجديد الإقامة أو دفع تلك الالتزامات المترتبة على الكفيل لتجديد إقامته !! أو منحه تأشيرة خروج , أو يصبح بدون كفالة ويندرج تحت صنف عمالة سائبة ويكون معرضاً في أي وقت للترحيل . قانون السوابق : تقوم سلطات الجوازات في بعض الدول المستقدمة للعمالة بإجراءات جديدة يتعرض لها المغتربون للترحيل وفقاً لقانون السوابق , فهناك بعض نصوصه تنص على أن من عليه أي سابقة قضائية وصدر ضده حكم قضائي بالخروج النهائي حتى ولو مضى على هذه السابقة أكثر من ثلاثين عاماً وهو مازال مقيم وبصورة شرعية. إن نظام الكفالة وما يترتب عليه من تبعات وتعقيدات تجعل المغتربين دائماً معرضين للخطر وعدم الاستقرار النفسي والمعيشي , ولكن هناك بوادر إصلاحات في بعض دول الخليج بإلغاء نظام الكفيل كما حدث في دولة البحرين وقيام سلطنة عمان بتخصيص منطقة حرة وبدون كفالة وكذا قيام دولة الكويت بتحسين ظروف معيشية للملايين من العمالة الوافدة إليها من خلال وضع حد أدنى للأجور. إن من يقف وراء عدم إلغاء هذا النظام حسب خبراء الاقتصاد هي الشركات التجارية المستفيدة من نظام الكفالة في دول الخليج باستغلالها للأجور المتدنية التي تقبل بها العمالة التي تعيش بلدانها ظروف اقتصادية صعبة , مما تشكل تلك الشركات أداة ضغط ومعارضة على إلغاء نظام الكفالة . في الأسبوع الماضي دعت (تافانيثيم بيلاى) نائب المدير العام للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة خلال لقائها الطلاب الدارسين في جامعة جده دول الخليج العربي إلى إنهاء نظام الكفالة الذي تطبقه على العاملين المغتربين والذي يتركهم تحت رحمة الكفلاء والمعرضين لانتهاكات محتملة, مشيرة الى أن التقارير المرصودة تشير إلى العديد من الانتهاكات والممارسات ضد العاملين والتي منها مصادرة الجوازات وعدم صرف الأجور واستغلال وكالات التوظيف وأصحاب معدومي الضمير واحتجاز العمال لفترات طويلة بعد فرارهم من أرباب أعمالهم. مقترحة في دعوتها إلى استبدال نظام الكفالة بقوانين عمل حديثة يمكنها الموازنة بين الحقوق والواجبات. نتمنى من الدول التي تتعامل بنظام الكفيل إلى إلغاءه وليس إلى إلغاء المسمى فقط (الكفيل ) ووضع حد أدنى للأجور خاصة العمالة المستقدمة الوافدة. بالاضافة الى قيام بعض الكفلاء بعملية ابتزاز للمغترب اليمني واخذمبالغ مالية والتهديد بايقاف الكفالة وهومايترتب عليه الصبرومكابدة الظلم والظيم والتسليم للكفيل المستبد...فالى متى يغيش المغترب اليمني هذا الظلم والقهر ياحكومة الوفاق. ثائرالشرعبي