ما يزيد عن سبعة ألاف وستمائة رسالة يوميا ترسل عبرشبكتي الهواتف النقالة GSM في اليمن تذهب الى شريط يمر اسفل الشاشة في عد د من الفضائيات العربية وخصوصا قنوات الأغاني التي بتابعها الشباب الذين هم في طور تكوين اتجاه الفكري وفي الفئات ألعمريه من 11-25 والبعض فوق هذا السن بكثير بل اننا ضبطنا البعض فوق سن الأربعين ..انه يتسلى لا اكثر حسب قوله . محتويات الرسائل الى القنوات الفضائية متباينه وان غلب عليها طابع البحث عن صداقات وتكوينها وتظهر 90% منها شباب يبحثون عن فتيات و5% يتبادلون المجاملات 2% دون هدف معين فيما 3% من المرسلين يطلب مشاهدة أغاني او برامج خاصة من القناة التي يراسل ها وتفصح 65% من مجموع الرسائل عن كلام يخدش الحياء ورموز وعبارات غير مفهومه يتبادلها المتراسلون كرموز للدلا لة على اماكن وجودهم أو أرقام تلفوناتهم التي تحضر القنوات ظهورها لضمان اكبر قدر من الرسائل بين المشاهدين . شباب وشابات التقيناهم منهم من يؤيد ويستمتع بالرسائل آو( المسج) حسب التسمية الشائعة ومنهم من يعارض هذه الرسائل باعتبارها قتل للوقت والمال . اربع فتيات من جامعة صنعاء طلبن عدم ذكر اسمائهن اختلفن حول جدوىهذه الرسائل منهن من تراها رسائل ممتعة ويتابعنها باستمرار واشرن الى أن هناك قنوات معينة تكثر فيها المسجات اليمنية وتمنت احداهن أن تفتح الفضائية اليمنية المجال للمراسلة عبر الرسائل القصيرة حتى لاتضطر إلى البحث عن فضائيات أخرى لمتابعتها . منى 23 عاما : ترى أن هذه الرسائل قتل للوقت والمال والعقل وان الشباب لايستفيد منها شيئا وتدعوهم للتصدق بالاموال التي تهدر في الرسائل واستغلال الساعات الطويلة آلتي يضيعونها أمام التلفاز أما على احمد 28 عاما مراسل احد الفضائيات فيقول انه احيانا يراسل باسم فتاة ويستمتع عندما ترده اجابات من شباب وقد يتطور الأمر إلى تبادل الغزل عبر الفضائيات . الدكتور زيد عبد الكريم جايد استاذ علم النفس بجامعة صنعاء يقول أن ظاهرة الرسائل القصيرة عبر التلفزيون ظاهرة حديثة رافقت ظهور الاجهزة الحديثة للاتصالات واستغلت من قبل الشركات لجمع االارباح واضاف .. يبدو لي أن هناك محاصصة بين شركات الاتصالات والهواتف النقالة التي يتم الاتصال عبرها حتى وصل الأمر أن هناك جوائز خيالية قد يصل مبلغها إلى المليون دولار من خلال المساهمة في المسابقات آو ضرب الحظ التي تعلنها القنوات الفضائية وتدعو من خلالها إلى المشاركة آو التي تعلنها شركات محددة عبر القنوات الفضائية وهي بالتالي تعبر بشكل آو باخر عن ظاهرة استنزاف لأوقات الناس ولمواردهم المالية حيث عرفت أن احد الشباب قد انفق في يوم واحد اكثر من خمسة الاف ريال للاتصال بروتانا لتسجيل اراءه ورسائله في اختياراحد المشاركين في فعاليتهم . ويلاحظ ايضا أن بعض هذه المحطات تقوم ببث هذه الرسائل دون رقابة مع انها تتضمن تجريحا وتحقيرا في المشاعر الوطنية لبلد دون اخر آو اهانة لسمعة بعض الافراد وهذا غير معقول من الناحية الاخلاقية والاجتماعية. . وبالتالي سيقود إلى نتائج سلبية منها مشاعر الكراهية التي تنتشر بشكل آو باخر بين ابناء الامة العربية آو بين ابناء اقليم آو قومية ما . لذلك فاني اعتقد بضرورة أن يعالج الإعلاميين العرب هذا الموضوع وان يضعوا حدا له وخطة لاستثمار هذه التقنيات الحديثة بما يسبب المنفعة وتنمية اواصر المحبة والود بين أبناء الأمة وتعكس ذلك فان هذه الممارسات ستقودنا إلى مزيد من التجزئة والتشتت والتمزق بين كياناتنا العربية الهشة. ( عولمة سفري ) الدكتور /صالح الشعيبي /مدرس بجامعة عدن يقول أن هذه الرسائل انعكاس لظاهرة البطالة بين الشباب و من افرازات مظاهر العولمة واتجاهات الناس إلى الصورة ومظاهر رفاهية وتخسير و يستخدمها البعض في تمضية وقت فراغ في غير المفيد واعتبرها نتيجة للاغتراب حيث لايستطيع الشخص التواصل مع الاخر ألا عبر التفلزيون. ويتفق معه الدكتور كامل الرشاحي دكتور علم الاجتماع بجامعة صنعاء ويقول انها تعبر عن الكبت لانه لايتم التواصل ألا عبر الراديو آو التلفزيون وبسهولة ويستفيد منها فئة معينة من الشباب واعتبرها نوع من الموضة مثلها مثل البنطلونات الشرلستون في الستينيات والتسريحات الغريبة وهذه هي العولمة(السفري). ويضيف أن النظام العالمي الجديد هو نظام ( رقصني ياجدع) حسب تعبيرالدكتور الرشاحي وهناك ضغط على الإنسان من مختلف الاتجاهات فاصبح الإنسان مجرد مستقبل للصد\مات من كل الاتجاهات ويعمل على تشكيل عقلية الإنسان بصورة واعية ولا واعية عبر البرامج والتمثيليات وتزييف الوعي وقتل الإبداع الحقيقي والاتجاه إلى الأشياء التي لا تخدم الإنسان . ويؤكد الدكتوران الشعيبي و الرشاحي أن هناك فجوة بين المستويات الاجتماعية ويجب تعبئة هذه الفجوة عن طريق التوعية على ضرورة ترشيد الاستخدام للوسائل الإعلامية وخاصة التلفزيون من قبل مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي هي الاسرة والمدرسة والمساجد ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني التي وجدت حديثاواخرها الفضائيات . سبا