خرج منتخب الشباب الوطني لكرة القدم من التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا المقبلة إثر خسارته أمام نظيره الإماراتي بهدفين دون رد في اللقاء الختامي لتصفيات المجموعة الثالثة على ملعب آل مكتوم بدبي مساء اليوم. ولم يكن منتخب الشباب موفقاً في مباراته اليوم أمام مستضيف المجموعة المنتخب الإماراتي الذي إستفاد من بعض الأخطاء الدفاعية وسجل هدفين حسم بهما صدارة المجموعة برصيد ست نقاط ليخطف بطاقة التأهل الوحيدة عن هذه المجموعة التي تضم ايضا منتخب فلسطين أخير الترتيب , فيما إكتفى منتخبنا بالمركز الثاني برصيد ثلاث نقاط . وكان المنتخب الإماراتي عمد منذ بداية اللقاء إلى محاولة الضغط الهجومي المبكر على مرمى منتخبنا الوطني , غير أن لاعبينا سرعان ما امتصوا حماس الفريق المضيف وبادروا إلى السيطرة على منتصف الملعب ليقود اللاعب الرائع علاء الصاصي العديد من الهجمات بالإشتراك مع سامي كرامة الذي هيأ له المهاجم زكريا دماج كرة مناسبة أمام المرمى في الدقيقة السابعة لم يحسن التعامل معها في أول فرصة تهديف حقيقية لليمن في الشوط الأول الذي كان يمنياً خالصاً من حيث الأداء والسيطرة , وأضاع خلالها المهاجمين العديد من فرص التهديف أمام صلابة الدفاع الإماراتي . ومع إعتماد الفريق الإماراتي على الهجمات المرتدة في هذا الشوط جاء هدف الإمارات الأول الذي سجل في الدقيقة 40 إثر هجمة إماراتية مرتدة قادها اللاعب عبد الله النوبي كابتن الفريق من اليمين وعسكها داخل المنطقة لتجد رأس اللاعب سعيد الكثيري غير المراقب والذي حولها ببراعة إلى شباك المرمى محرزاً هدف الإمارات الأول . وفي الشوط الثاني حاول لاعبو منتخبنا السيطرة مرة أخرى على مجريات الأمور , غير أن بعض التغييرات التي أجراها المدرب أمين السنيني بدءاً بسحب كابتن الفريق علاء الصاصي ودخول فؤاد العميسي في بداية الشوط الثاني لم تكن مجدية مع إرتفاع معنويات الفريق الأماراتي الذي كان يلعب على فرصتي الفوز أو التعادل بدون ضغط نفسي . وسرعان ما أصبح اللعب سجالا بين الفريقين مع إعتماد الفريق الإماراتي على المزيد من إضاعة الوقت في كل مناسبة مما زاد العبء النفسي على لاعبينا الذين افتقدوا لخبرة التعامل مع مثل هذه الحالات . ولم تمض 25 دقيقة بعد الإستراحة حتى كان المنتخب الإماراتي يسجل هدفه الثاني إثر ضربة حرة غير مباشرة من مخالفة غريبة احتسبها حكم اللقاء إثر راية من مساعده الأول الطاجيكي نصر الدين عزيزوف في أقصى اليمين لتنفذ مباشرة داخل منطقة الجزاء اليمنية وتجد اللاعب البديل عبد الله شداد الذي هيأها وسددها قوية في الشباك . ورغم تخاذل بعض اللاعبين بعد هذا الهدف وشعورهم باليأس إلا ان الفريق اليمني سرعان ما التقط أنفاسه وشدد من ضغطه على المرمى الإماراتي وقاد اللاعب البديل عبد الرزاق العشبي العديد من الهجمات التي لم تستثمر الإستثمار الصحيح مع يقظة الدفاع الإماراتي حتى صافرة النهاية التي أعلنت التأهل الإماراتي. وشهد اللقاء إشهار الحكم الدولي الأردني إسماعيل الحافي ثمانية إنذارات وبطاقة حمراء , حيث كان نصيب لاعبينا بطاقتي إنذار فيما نال لاعبو الإمارات ستة إنذارات وبطاقة حمراء وحيدة كانت من نصيب صاحب الهدف الأول عبد الله الكثيري في الدقيقة الأخيرة للقاء . كما أجرى المدرب أمين السنيني تغييرا ً آخر في الشوط الثاني بخروج أوسام السيد ونزول عبد الرزاق العشبي الذي أصيب في الدقائق الأخيرة وحل مكانه اللاعب خالد القباطي . وكان المدرب الإماراتي أجرى تغييراً تكتيكياً موفقاً منتصف الشوط الأول بخروج اللاعب محمد الشحي ودخول اللاعب الموفق سعيد الكثيري الذي سجل هدف فريقه الأول قبل نهاية الشوط الأول وبعد إنقضاء نصف وقت الشوط الثاني دخل اللاعب محمد إبراهيم بديلاً عن كابتن الفريق عبد الله النوبي فيما نزل اللاعب عبد القادر موسى بديلاً عن محمود خميس في الدقائق الأخيرة وكلها تبديلات تكتيكية ناجحة . وعقب اللقاء قال المدرب الإماراتي مبارك خليفة في المؤتمر الصحفي أن فريقه قدم واجباته التي حددها بدقة قبل المباراة والتي حدت كثيراً من خطورة المنتخب اليمني , مشيراً إلى أنه إعتمد كثيراً على الجانب النفسي في زعزعة معنويات لاعبي المنتخب اليمني من خلال إعتماد لاعبيه على إضاعة الوقت كثيراً والتباطؤ في تنفيذ مختلف الكرات الثابتة لعلمه بقلة خبرة لاعبي المنتخب اليمني وفرصة فريقه التي كانت من جانبين الفوز أو التعادل . وأشاد المدرب الإماراتي بقدرات لاعبي المنتخب اليمني وجهازه الفني الذي صنع منهم تشكيلة رائعة تنقصها الخبرة الميدانية فقط . من جانبه أكد المدرب الوطني أمين السنيني مدير الجهاز الفني أن لاعبي الاخضر اليمني قدموا مباراة كبيرة وقوية باستثناء بعض الأخطاء البسيطة التي تعود لقلة الخبرة وتواضع الإعداد مقارنة بالمنتتخب الإماراتي الذي خاض مراحل طويلة من الإعداد ولعب العديد من المباريات التجريبية داخلياً وخارجياً. وأشار إلى أن المنتخب اليمني كان يستحق التأهل أيضاً نظرا لمستواه وقدرات لاعبيه , منتقداً نظام التصفيات الذي يجمع ثلاث فرق تستعد طويلاً ليتأهل عنها فريق واحد فقط . ودعا إتحاد الكرة إلى الحفاظ على هذا المنتخب بعد إنتهاء التصفيات والعمل على منحه فرصة أكبر للإحتكاك والبناء لمستقبل ليكون نواة للمنتخب الوطني الأول بعد سنوات قليلة قادمة.