وذكرت الدكتورة آيرزجيرلاخ رئيسة الفريق الميداني الألماني التابع للمعهد الألماني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن النقش المكتشف يبلغ طوله سبعة أمتار فيما يبلغ عرضه متر ويحوي معلومات مهمة وجديدة سيتم الحديث عنها في الأيام المقبلة . ومن المتوقع أن يكشف النقش عن الكثير من المعلومات حول المعبد واستخداماته وأهميته، والأنماط المختلفة للحياة الإنسان في ذلك الوقت . جاء ذلك على هامش لقاء رئيسة الفريق بالأخ علي محمد الفاطمي وكيل المحافظة الذي قام بزيارة ميدانية اليوم للمعبد واطلع على سير إعمال الأعمال التي بدأها الفريق في منتصف شهر نوفمبر الجاري وتمتد حتى منتصف يناير من العام القادم . وصرواح إحدى المدن التاريخية اليمنية القديمة التي اكتسبت شهرة واسعة في عهود مملكة سبأ، وهي ثاني مدن المملكة بعد مدينة مأرب التاريخية المعروفة، وثاني عاصمة لها، وتبعد مدينة صرواح والتي يطلق عليها «الخربة» نحو 40كم من ناحية الغرب من مأرب. وتقول روايات أخرى انها كانت العاصمة الأولى لحكام الدولة السبئية الثانية، وقد اتخذها المكرب الأول «سمه علي» عاصمة له في القرن الثاني قبل الميلاد وبقيت العاصمة حتى اتخذ كرب أيل وتر «آخر مكارب سبأ وأول ملوكهم» من مأرب مركزاً لحكمه. ومنذ ذلك الوقت فقدت صرواح أهميتها السياسية، ولاتزال كذلك فالسكان يسمونها «الخربة». ويذكر المؤرخون أن أهم الآثار المتبقية في صرواح معبد «المقه» وأعمدة السور الخارجي الذي يحيط بالمعبد من المرمر، وتشير الكتابات على بعض هذه الاعمدة ان بانيه هو المكرب «يدع آل ذرح». ويرى الآثاريون أن الأهمية الأثرية لهذا المعبد قد جاءت من وجود نقش النصر في بهوه، وقد وجد النقش على عمود من المرمر في وسط المعبد يشير الى ان صاحبه هو «:كرب ايل وتر» الذي يقال إنه قام بفتوحات كبيرة في البلاد المجاورة. وتدل مجموعة النقوش التي تم العثور عليها حتى الان بصرواح على وجود معابد أخرى في المدينة القديمة من ضمنها معبد قديم جدا غير ان التعرف على معالمه شبه مستحيل. ويقول احد الباحثين الآثار يين انه وجدت على دعائم البوابة الخارجية للمعبد نقوش تذكر اسماء بعض الأماكن، علما بانه قد أعيد تصميم البوابة الخارجية رسما بخمس دعائم خطأ بدلا من الدعائم الست، إضافة الى انه يوجد مبنى آخر ذكر انه مبنى المقه بعل» الى جانب عمودين منفردين متناقصي القطر نزولا غربي الخربة الرئيسية. ومما يثير الانتباه اليه، وفي قطاع المدينة الشمالي خاصة، وجود كتل حجرية مستطيلة كبيرة الحجم من نوع القوالب الضخمة لا يعرف شيئا عن وظيفتها حتىالان ومن الجائز انها ذات علاقة بنظائرها الموجودة في مأرب. وقد تم ربط مدينة صرواح بمدينة مأرب بطريق أنشأه الملك السبئي علي ينوف حوالي 400 قبل الميلاد. وبالرغم من ان صرواح كثيرة الفجوات كما يبين المؤرخون والآثار يون إلا أن بقايا العمارة فيها مازالت من أضخم الانقاض المعمارية في اليمن الى اليوم. ويهيمن معبد «المقه» بسوره الجامع الذي يصل الى ارتفاع 16 مترا تقريبا على الموقع كله، مما يجعله في عداد الإنجازات الكبيرة والعجيبة لمكرب سبأ «يدع آل ذرح» والذي اهتم كثيرا بالجانب المعماري. ويشهد له في ذلك الى جانب معبد صرواح كل من معبد أو ام بمأرب ومعبد المقه نفسه، فأثار هذه المعابد الباقية تدل على جلال معماره وشدة اهتمامه. وتؤكد النقوش القديمة التي أمكن العثور عليها في المنطقة ان تاريخ إنشاء معبد «المقه» يعود الى أوائل القرن السابع قبل الميلاد، اما الكتابات المنقوشة في إحدى دعائم البوابة الخارجية للمعبد والتي تتألف من عدة سطور فيقال انها لاتنتمي الى المعبد مباشرة إذ أن واضعها هو «يكرب ملك وتر الثاني» ملك سبأ وابن «يدع ايل بين» وذلك حوالي عام 245 قبل الميلاد. تلك هي مدينة صرواح التاريخية التي احتلت موقعا مهما في عهد مملكة سبأ القديمة وكانت تعتبر المركز السياسي والديني الثاني حسب بعض الروايات، حتى عصور متأخرة من مملكة سبأ.