ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الغالية هذا العام وقد تحقق لشعبنا إنجازات ومكاسب شملت مختلف مجالات التنمية التي عمت كافة إرجاء الوطن, كما ان اليمن أصبحت تحتل مكانة مرموقة على المستوى الإقليمي والعربي والدولي, نتيجة لسياستها القائمة على الحوار والتفاهم لمعالجة مختلف القضايا. لقد توج نضال شعبنا اليمني البطل منذ عقود طويلة انتصاره العظيم بقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م التي قضت والى الأبد على النظام الأمامي الكهنوتي في شمال الوطن, وتهيئة الظروف لاندلاع ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م, وتوحيد قوى الوطن بمختلف أطيافها لمقاومة الاستعمار البريطاني مما عجل من رحيله والى الأبد في ال30 من نوفمبر 1967 .. حيث عمد المستعمر خلال 129عاما من احتلاله للمحافظات الجنوبية والشرقية على نهب ثروات الوطن مستغلا بذلك موقع مدينة عدن الذي يربط بين الشرق والغرب وميناءها الاستراتيجي الهام الذي سخره لخدمة مصالحة في المنطقة, كما عمل على تكريس الفرقة والعزلة بين ابناء الشعب اليمني الواحد, وبالرغم من تلك الظروف الصعبة الا ان نضال جماهير شعبنا اليمني بكل فئاته تأجج منذ خمسينات القرن الماضي لمقاومة المحتل وبأشكال متعددة من خلال خلايا العمل السري وقيام المسيرات والاضرابات العمالية والعصيان المدني. وكان لانبلاج ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة دورا بارزا في اندلاع شرارة ثورة ال14 من اكتوبر من على قمم جبال ردفان الشماء وتصعيد النضال الذي اقلق مضاجع المستعمر ودك معاقله والحق به شر هزيمة ليرحل اخر جندي من احدى اهم ما كانت تسمى معاقل (الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م . وبفضل هذا الانتصار للثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر استطاع شعبنا اليمني ان يواصل مسيرته النضالية باتجاه التحرر والتخلص من مخلفات الامامة والاستعمار وصولا الى الغايات المنشودة لأهداف ومبادىء الثورة اليمنية الخالدة والتي توجت في الثاني والعشرين من مايو 1990م , بإعادة تحقيق وحدة الوطن واعلان الجمهورية اليمنية. ومثل تحقيق هذا الحلم الوطني الكبير بقيادة فخامة الاخ الرئيس /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية, عهدا جديدا وإعادة اعتبار للتاريخ اليمني ونقطة انطلاق للبناء السياسي والديمقراطي والتنموي, مما اكسب اليمن مكانة رفيعة على المستويات الاقليمية والعربية والدولية. ولعله من المفيد الاشارة بان الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الغالية, يمثل محطة وقوف لاستخلاص الدروس والعبر واستلهام المعاني لنضال شعب هزم أعتى قوة عسكرية في العالم آنذاك وقدم التضحيات والشهداء من اجل السيادة والحرية والاستقلال.