تحتفل جماهير شعبنا اليمني اليوم الثلاثاء بالعيد الخامس والأربعين لانطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة في العام 1963م. ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة وقد تحقق لشعبنا اليمني نجاحات وإنجازات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ستظل شاهدة على عظمة الإنسان اليمني في تخطيه عقبات مخلفات الإمامة والاستعمار والتشطير ونضاله في ترسيخ قيم الثورة والوحدة والديمقراطية والدفاع عنها وبناء الإنسان اليمني الجديد. لقد مثل قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة منذ انطلاق شرارتها الأولى من قمم جبال ردفان الشماء عام 1963م داعماً أساسياً ورديفاً نضالياً مؤازراً لثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م واللتين كان لتلاحمهما والتفاف أبناء الشعب اليمني من مختلف مناطقه وعزله حولهما انتصاراً للإنسان اليمني وتحريره من حكم أسرة آل حميد الدين الكهنوتي الرجعي في شمال الوطن ومن قيود وبراثن الاستعمار البريطاني الغاشم في جنوبه والقضاء على مخلفاتهما الاستبدادية والاستعمارية وما كرسوه من قيم التخلف والجهل والتشطير. ومهدت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م الطريق وهيأت الظروف لانطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر لمواجهة العدو المشترك للشعب اليمني لتؤكد بذلك واحدية الثورة اليمنية، وكان أن اتخذت ثورة أكتوبر أسلوب الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ومقارعة جنوده ودك معاقله وقواعده لتجبره خلال فترة وجيزة على الرحيل منهزماً من جنوب الوطن في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م. وعمد الاستعمار البريطاني الغاشم خلال احتلاله جنوب الوطن لأكثر من 129 عاماً إلى نهب مقدرات وثروات الشعب اليمني وكرس التجزئة والعزلة والتفرقة بين أبناء الشعب اليمني واتخذ من عدن قاعدة عسكرية ومحطة تموين وربط بين مستعمراته القريبة .. وقد اتخذ نضال شعبنا ضد التواجد البريطاني منذ خمسينيات القرن العشرين أشكالاً متعددة تمثلت بالعصيان المدني والإضرابات والتظاهرات قدم خلالها التضحيات والشهداء وتوج الكفاح المسلح بتحقيق النصر. وتجلّت عظمة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر خلال سنوات مسيرتها في تحقيق أهم وأغلى أهدافها في إعادة تحقيق وحدة الوطن أرضاً وشعباً وإعلان قيام الجمهورية اليمنية من مدينة عدن في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م كهدف استراتيجي ناضل من أجله شعبنا اليمني طويلاً لتعزيز قوته وتوحيد مقدراته. وأولت الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر - خلال مسيرتها النضالية وحتى اليوم - الإنسان اليمني جل اهتمامها من خلال الارتقاء بمستوى حياته المعيشية اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وتعليمياً وصحياً وأخرجته من عهود الظلام إلى عهود التقدم والازدهار والتطور من خلال رعاية واهتمام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - في تحقيق إنجازات ونجاحات اقتصادية وتنموية واجتماعية شملت مختلف قرى ومدن محافظات الجمهورية، والحرص على إشاعة الديمقراطية في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتشجيع حرية الصحافة والرأي والرأي الآخر وتوسيع صلاحيات المجالس المحلية وانتخاب المحافظين وغيرها من المكاسب الديمقراطية .