لقد شكلت ثورة الرابع عشر من اكتوبر منذ انطلاقة شرارته الأولى من على قمم جبال ردفان الشماء في الرابع عشر من اكتوبر سندا نضاليا قويا لثورة السادس والعشرين من سبتمبر في النضال معا لتحرير شعبنا اليمني الابي من حكم ال حميد الدين الكهنوتي في شمال الوطن ومن براثن الاستعمار البريطاني الغاشم في جنوبه والقضاء على مخلفاتهما الاستبدادية والاستعمارية وما كرسوه من تخلف وجهل وتشطير لابناء الشعب اليمني الواحد . واعتمدت ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة منذ قيامها وبمساندة كل ابناء الشعب اليمني على اسلوب الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني الذي احتل جنوب الوطن اليمني اكثر من/129/ عاما نهب خلالها المستعمر ثروات الشعب اليمني وكرس الجهل والتجزئة والعزلة والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد .. وهو الكفاح الذي دك معاقل القوات البريطانية وقواعدها واجبرها خلال فترة وجيزة على الرحيل من عدن منهزمة في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م. لقد اولت الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر واكتوبر) خلال مسيرتها النضالية اهتماما اكبر لتنفيذ الاهداف والمبادئ التي قامت من اجلها واعطت جل اهتمامها للانسان اليمني من خلال الارتقاء بمستوى حياته المعيشية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا واخرجته من عصر الظلام الى عهد التقدم والازدهار من خلال ما حققته من انجازات ونجاحات ومكاسب عمت مختلف قرى ومدن محافظات الجمهورية . وتجلت عظمة الثورة اليمنية في تحقيق اهم واغلى اهدافها وهو تحقيق وحدة الوطن والشعب في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وكهدف استراتيجي ناضل من اجله الشعب اليمني طويلا ليصبح تجسيد حيا لاستمرارية وديمومة الثورة ومصدرا لقوتها وتعزيزا لوحدتها الوطنية .. والتي كان من ثمارها تعزيز مبدأ التداول السلمي للسلطة واشاعة الدايمقراطية وترسيخ حرية تكوين الاحزاب والمنظمات وحرية الصحافة والتعبير وحقوق الانسان والحريات العامة وكسر القيود على مشاركة المرأة في مختلف مجالات الحياة. لقد ارست الثورة اليمنية منذ انطلاقتها منهجا واضحا في علاقاتها الخارجية وفي تعاملها مع كافة القضايا والتطورات العربية والدولية انطلاقا من التزامها بالهوية القومية الاسلامية ومبدأ السلام والتعايش بين الشعوب واقامة علاقات متطورة مع كافة دول العالم تقوم على اساس التعاون والاحترام المتبادل وتبادل المصالح والمنافع والعمل الدؤوب لخدمة الامن والاستقرار والسلام العربي والعالمي.