وأفاد مندوب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن التيار البحري جرف الغريقين أثنا سباحتهما على شاطئ منطقة دبنيه ديلسيه بالجزيرة التي تبعد عشرة كم من عاصمة الجزيرة مدينة حديبو . وأضاف المندوب في الجزيرة أنه نجا من الغرق ثلاثة أشخاص آخرين كانوا يسبحون مع الغريقين وهم خبير بريطاني وباحثة إيطالية ومواطن يمني . . موضحا أن الالماني الغريق يدعى/ توبي سي ويعمل كخبير للمشروع الاستشاري الألماني (جي تي زد ) في إدارة المخلفات الصلبه بمشروع صون وتنمية جزيرة سقطرى البيئي منذ حوالي ثلاث سنوات ،أما الايطالية الغريقة تدعى مانويلا ميلتي / المتخصصة في مجال الحدائق المنزلية والتي وصلت إلى الجزيرة منذ حوالي شهرين لإعداد دراسات في إطار تحضيرها لرسالة الماجستير . وأكد الدكتور/ سعد القدومي / مدير مكتب الصحة بسقطرى ان الفحص الطبي الذي أجراه طبيب أخصائي في مستشفى حديبو لجثتي الخبير الألماني والباحثة الإيطالية فور نقلهما من موقع الحادث إلى المستشفى يؤكد ان الوفاة ناتجة عن الغرق . إلى ذلك باشرت الأجهزة الأمنية في الجزيرة تحقيقاتها لمعرفة أسباب حادثة الغرق ,وبدأت بأستجواب الاشخاص الذين كانوا يسبحون مع المتوفيين وقت الحادث . وعلمت وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) ان التحقيقات الأولية أكدت ان حادثة الغرق كانت نتيجة تيارات بحرية جارفة أدت إلى إضطراب الموج وإرتفاعه في شواطئ الجزيرة ولا توجد أي شبهه جنائية في الحادث . جدير بالذكر الى الجزيرة تشهد هذه الأيام أمطار متقطعة مصحوبة بالرياح ما يسبب أضطراب لحالة البحر .. في حين تهب على الجزيرة رياح شديدة كل عام ابتداء من منتصف يونيو وتستمر حتى نهاية نوفمبر . *جزيرة سقطرى في سطور : جزيرة سقطرى تعد من أهم مواقع التنوع الحيوي والبيئي في اليمن ما دفع الجهات الحكومية إلى إعلانها محمية طبيعية لحماية مئات الكائنات النباتية والحيوانية التي نحفل بها بيئتها ومنها عشرات النباتات والأشجار والأحياء البرية التي لا توجد في أي مكان في العالم عدى في جزيرة سقطرى وفي مقدمتها شجرة دم الأخوين . و تعد سقطرى من اكبر الجزر اليمنية في المحيط الهندي حيث تقدر مساحتها بحوالى3682 كيلو متر مربع وتمتد بطول 135 كم ويزيد تعداد سكانها عن مائة الف نسمة معظمهم يشتغلون بالصيد والرعي والزراعة وعاصمتها حديبو . وتنعزل الجزيرة عن العالم خلال الفترة من منتصف أغسطس الى نهاية ديسمبر من كل عام بسبب الرياح الموسمية والاعاصير التي تهب عليها من المحيط مما يجعل الدخول اليها او الخروج منها صعبا للغاية عن طريق البحر. وتتمتع بطبيعة خلابة وتنوع نباتي وحيواني فريد إذ يقدر علماء وخبراء البيئة العالميين الذين أجروا دراسات بيئية في الجزيرة وجود أكثرمن900 نوع من الاشجار والنباتات النادرة منها حوالى300 نوع لايوجد سوى في سقطرى .. وأكدوا في تقرير أصدروه في ختام زيارتهم للجزيرة عام 1998 م ان الأهمية الحيوية والبيئية الاستثنائية لسقطرى تكمن في كونها الجزيرة المدارية الوحيدة في العالم التي مازالت تحتفظ حتى هذه اللحظة بخصائصها الطبيعية والبيئية النادرة منذ لحظة الخلق الأولى للأرض . وبدأت الحكومة اليمنية بالتعاون مع الأممالمتحدة والحكومة الايطالية بتنفيذ مشروع خاص لصون التنوع الحيوي وتنمية سقطرى منتصف العام الماضي ويستمر حتى العام 2008م بتكلفة خمسة ملايين دولار وذلك بهدف حماية تنوعها البيئي وتحقيق التنمية المستدامة في الجزيرة وتشجيع السياحة البيئية وتعزيز دور السلطة المحلية في الحفاظ على المحميات الطبيعية. ويعتبر مشروع صون التنوع الحيوي في جزيرة سقطرى امتداداً لسلسة من البرامج والمشاريع التي تقوم بها الحكومة للحفاظ على التنوع الحيوي الفريد في الجزيرة . جدير بالذكر أن جزيرة سقطرى واحدة من أهم أربع جزر في العالم من حيث التنوع الحيوي الفريد حيث تصل نسبة التنوع فيها إلى 34% .