تعتزم المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت بحلول العام المقبل 2006م طرح مناقصة دولية تدعو فيها المستثمرين الوطنيين والأشقاء العرب والاجانب لإنشاء أول مصنع لصناعة أكياس تعبئة الاسمنت في بلادنا ، الذي تزايدت نسبةطلباته في الأسواق المحلية. وقال الأخ محمد يحيى شنيف نائب رئيس مجلس الإدارة في المؤسسة لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن المؤسسة تدرس حالياً بجدية تامة إقامة مثل هذا المصنع لإنتاج أكياس الاسمنت داخل اليمن حيث يغيب عنها مشروعا كهذا حتى الآن. وأشار إلى أن المصنع سيسعى أساسا لسد أحتياجات السوق من مصانع إنتاج الاسمنت التابعة للمؤسسة. وتدير المؤسسة حاليا ثلاثة مصانع وحيدة مملوكة للدولة لإنتاج الاسمنت في بلادنا وهي " عمران ، باجل ، البرح " . وتشير إحصائيات اقتصادية حديثة ان الطاقة الإنتاجية للمصانع الثلاثة بلغت مطلع العام الحالي 2005، مليونا و 400 ألف طن من الأسمنت، تغطي ما نسبته45 بالمائة من الطلب المحلي، أما النسبة المتبقية وهي 55 بالمائة فيتم استيرادها من الخارج بواسطة تجار معينين وشركات عامة محدودة تعمل في مجال الاستيراد. وتتوقع الدراسات أن تصل الطاقة الإنتاجية لمصنع عمران مع منتصف العام المقبل2006 إلى مليون و 500 ألف طن، بعد الانتهاء من مشروع التوسعة الجديدة والذي تنفذه حاليا 3من قبل شركات أجنبية متخصصة . واوضح شنيف ان المناقصة التي ستطرح خلال العام القادم التي تأتي في إطار استراتيجية تطوير إنتاج وصناعة الاسمنت وتلبية لاحتياجات السوقالمحلية من مادة الاسمنت التي تضاعف الطلب عليه بسبب الحركة العمرانية الكبيرةالتي تشهدها البلاد منذ أكثر من خمس سنوات. وبين بأنه من ضمن شروط المناقصة تصميم المصنع وفق أحدث المواصفات والمعاييرالفنية العالمية على ان يكون إنتاج أكياس الاسمنت ذات جودة عالية وتباع بأقل الأسعار وعدم اللجؤ للمستورد مرة أخرى. وأشار نائب رئيس مجلس الإدارة في المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الاسمنت إلى ان انشاء هذا المصنع الذي سيكون الأول من نوعه في بلادنا ، وسيعمل على توفير أكثر من 6 ملايين دولار تنفقها المؤسسة سنويا من اجل استيراد الأكياس المستخدمة في عبوات مادة الاسمنت. وذكر أن إنتاج المصنع سيتراوح مابين 30 مليون إلى 70 مليون كيس في السنة. مضيفا :"أن المؤسسة تستكمل حاليا برامج التوسعة التأهيلية والتطويرية لتحسين زيادة إنتاج المصانع الثلاثة" . وسيتم خلال العام القادم تشغيل خط إنتاجي إضافي جديد في مصنع إسمنت عمران، بطاقة تصل إلى 2 ر1 مليون طن سنوياً من الطاقة الحالية البالغة مابين 550-700الف طن سنوياً ليصل الإجمالي لها إلى 7 ر 1 مليون طن سنوياً. وبلغت تكلفة مشروع التوسعة في مصنع اسمنت عمران نحو 140 مليون دولار بتمويل ذاتي .. فيما تبلغ تكلفة المشروع الثاني الذي ينفذ في باجل نحو 90 مليون دولار بتمويل مشترك حكومي وقروض مصرفية. وقال شنيف:" بأن المشروع الثاني بمصنع باجل في محافظة الحديدة يتمبإضافة خط إنتاجي جديد بطاقة 800 الف طن سنوياً لترتفع إلى 1.2مليون طن سنوياًنهايةعام 2007. وقال نائب رئيس المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الاسمنت أن المؤسسة انتهتمن دراسة عروض وطلبات بعض الشركات المتقدمة لمناقصة إنشاء محطة كهرباء مصنعالبرح بطاقة توليدية 20 ميجاوات. وجاء المشروع استكمالا لخطة المؤسسة التطويرية نحو زيادة إنتاج مصنع البرح في محافظة تعز عبر إضافة خط إنتاجي جديد يرفع الإنتاج إلى مقدار25 و 30 في المئة من الإنتاج الحالي البالغ 550 طن سنويا. كما يأتي تنفيذ مشاريع التوسعة هذه للمصانع الثلاثة بهدف رفع إجمالي الطاقة الإنتاجية إلى حوالي خمسة ملايين طن سنويا مع حلول عام 2007. ويبلغ إنتاج اليمن من الاسمنت الآن حوالي8 ر 1 مليون طن سنويا. والتطورات وحركة التوسعة المتسارعة في صناعة الأسمنت في بلادنا التي تتصدر قائمة الصناعات التحويلية بعد الصناعة الغذائية ، والتي تقوم حالياًعلى 3 مصانع حكومية هي عمرانوباجل ومصنع أسمنت البرج، تأتي بهدف تطوير وزيادة الطاقة الإنتاجية ، بما يلبي حاجة السوق المتزايدة من الأسمنت من جهة ومنجهة أخرى الحد من النشاط الاستيرادي لهذه المادة الحيوية . وكان إنتاج المصانع الثلاثة الحكومية في بلادنا قد تعرض منتصف العام الجاري لانتكاسة بالغة أدت إلى ارتفاع سعر كيس الأسمنت " 50 كيلوغراماً" إلى الضعف والمضاربة به في السوق السوداء، مما اضطرت وزارة الصناعة والتجارة إلى كسر احتكار هذه المادة وفتح باب الاستيراد على مصراعيه أمام التجار والشركات للتخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن شحة المعروض في السوق المحلية. على صعيد متصل تستكمل حالياً الترتيبات للبدء بإنشاء ثلاثة مشاريع لإقامةمصانع إسمنت جديدة رخص لها لاول مرة في بلادنا كاستثمارات سعودية تقيمه بمشاركةرؤوس أموال محلية في اليمن. وسيتم تنفيذ هذه المشروعات الثلاثة في محافظات أبين ، لحج ، حضرموت الجنوبية، مطلع العام الجديد ، وبتكلفة تصل إلى 700 مليون دولار ، وستصل قدرتهاالإنتاجية الإجمالية إلى أكثر من ثلاثة ملايين طن سنويا وهو ما سيؤدي إلىتحقيق فائض في إنتاج الإسمنت في بلادنا . وتوقع محللون اقتصاديون ان يرتفع حجم إنتاج الأسمنت عام 2007م إلى 6.7 ملايينطن، وان توفر المشروعات الاستثمارية الجديدة قرابة 12.5 ألف فرصة عمل منها10 آلاف فرصة غير مباشرة. ويشير المحللون إلى أهمية رفع الكفاءة الإنتاجية للمصانع الحكومية الثلاثة من خلال تحديث الآلات والمعدات والصيانة الدورية والمستمرة لها، وخفض تكاليف الوحدة الإنتاجية، والحد من الاختلالات الفنية والإدارية والمالية القائمة في هذه المصانع التي تقوم عليها حاليا صناعة الأسمنت في اليمن. يذكر أن مصنع عمران أكبر مصانع الاسمنت في بلادنا ، قد بدأ تشغيله تجارياً عام 1982م بطاقة إنتاجية 500 ألف طن سنويا، ومصنع باجل بمحافظة الحديد الحديدة بطاقة 250 ألفا، أما مصنع أسمنت البرج بمحافظة تعز فقد بدأ تشغيله عام 1993م مبسعة نصف مليون طن في السنة، وتم إقامة هذه المصانع الثلاثة بقروض يابانيةوروسية بلغت قيمتها أكثر من 350 مليون دولار.