يومان يفصلاننا عن اشراقة عيد الأضحى المبارك الذي عاد بأي حال كان فيه مستقبلي هذا العيد الذي تنحر فيه الأضاحي وتعم الابتسامة بكافة الوانهاوجوه أصحابها بعد أن أعياها تعب البحث عن كبش زاهد وجعالة عيد مقبولة الثمن ليقتصر حضور العيد على الظفر بمطالبه . حالة طوارئ خالد الحاشدي يتفقد كبش العيد الذي اقتناه منذ ثلاثة أسابيع وكلف جميع أفراد العائلة بالاعتناء به وإطعامه وحراسته ولم يطمئن خالد على الكبش بوضعه في الحوش فقط بل وضع سياج واحكم إغلاقه حرصا على امن الكبش وسلامته . ولم يتوقع خالد ان يصبح الكبش مصدر قلق وإزعاج لنومه لأنه ذاق الأمرين حتى استطاع توفير قيمته والعثور علية من مصدر عز نظيره في الأسواق.. انه يستحق القلق والعناية كما يؤكد خالد . نعي مبكر اما جار خالد الذي تتكون اسرته من ثلاث زوجات وخمسة عشر طفلا فقد كلفته الأضاحي التي اشتراها ستون الف ريال لترغم صاحبها على وضع ألواح خشبية تمنع وصول كتيبة الأطفال إليها اتعاظا بأضحية صديقه عبدالله الذي تتسلل اطفاله مع عددا من اطفال الجيران الى مكان كباش العيد وارغموها على اعتلا ف كمية كبيرة من الخبز والماء الى إن انتخفت ولم تمر أربعة وعشرون ساعة حتى حملت الزوجة الى زوجها نعي خرافه الاربعه جميعا . الماعز العزيز عبد الحميد الوصابي جازف بشراء ماعز ليتميز عيد الأضحى عن عيد الفطر وردا على تساؤلات أولادة عن موعد شراء كبش العيد أسوة بجيرانهم . واعتقد الوصابي ان شراء ه للماعز الذي رغم عدم تصنيف مقتنية في خانت الذوات سيعفيه من أي متطلبات عيديه أخرى الا ان تفاجئ زوجته بالماعز قلب موازينه رأسا على عقب وخلق إصرارا عجيبا لديها على جعالة فاخرة وكسوة كاملة لها وللأولاد انهي ذلك الإصرار رحيلها الى بيت ابيها وترك الزوج وحديا مع ماعزه العزيز المشاركه ابرك في الوقت الذي اشار فيه ابو حاتم بائع الخراف بوجود اقبال كبير على شراء أضحية العيد إلا ان أسعارها بالنسبة لذوي الدخل المحدود صعبة وقد تصبح مستحيلة لدى البعض وخاصة أولئك الذين يصرون على الكبش البلدي ذي المواصفات الخاصة الذي يصبح شحيحا في السوق عند اقتراب الموسم ويقول ابو حاتم ان الأسعار ترتفعا تدريجيا وتتراوح بين الاثنى عشر ألف ريال والأربعين الف وقد تصل الى الخمسين للكبش الماربي الكبير او بعض الكباش القادمة من اودية بعض المناطق اليمنية ..وينصح ابوحاتم الجماهير بالتشارك في الأضحية الواحدة حسب السنه النبوية بدلا من تحمل أعباء أضحية واحدة لكل أسره جعالة العيد اما بالنسبة لجعالة العيد التي أصبحت تقليدا عيديا في اغلب البيوت اليمنية فقد لاحظنا خلال تدوين سطور هذا التقرير تجمع اقرب الى التجمهر لعدد من الناس يتزاحمون على ناصية احد الشوارع امام سيارة تمتلئ بكل ما يخطر على البال من جعالة العيد التي غطت على ملامح صاحبها الملقب بالشبامي الذي يأتي موسميا بسيارته الزرقاء ليبيع كل اصناف جعالة العيد وبكل سعر من الالف وحتى المائة الف ريال وخاصة اذا مازادت كمية اللوز البلدي الممتاز والزبيب العال القادم لا يبرح الشبامي مكانه حتى فجر العيد ولا يمر يوما دون ان تصل مبيعاته الشبامي الى مائتي الف ريال تزيد او تنقص احيانا كما يقول . جيل بعد جيل ام هارون رغم تهاونها وتغاضيها عن امور كثيره إلا انها تصبح صارمة جدا وغير متهاونة في شراء جعالة العيد ابتداء بالزبيب واللوز البلدي و انتهاء بأنواع مختلفة من المليمات والمكسرات وعلبة مجوهرات من الشيكولاته حلة محل علبة "الكواليتي ستريت" الإنجليزية القديمة وتقول ام هارون ان أسعار هذه الجعالة تزداد كلفتها سنة عن سنة إلا ان شرائها تقليد لا بد منه . القلي اكثر تميزا في حين يجبر لطف الحمادي زوجته على تقديم حبوب( القلا )التي كانت تقلى على النار وتقدم خلال ايام العيد قبل ان تفرض الجعالة وجودها بعد نزوله الى السوق وتعرفه على اسعار جعالة العيد واستنكرت زوجة لطف لفكرة زوجها واصراره عليها إلا انها اقتنعت برأي زوجها مراعاة لظروفه الاقتصادية معلنة ان العيد عيد العافية وقد يكون مميزا بالقلا اكثر من الجعالة .. .