حذرت دراسة أجتماعية حديثة من الإنعكاسات السلبية الناتجة عن استخدام العنف ضد الاطفال كوسيلة للتقويم والعقاب مشيرة الى ان انتهاج هذا الأسلوب كنمط تربوي من شأنه اصابة الأطفال بعوارض الاحباط والاكتئاب والشعور بالاهانة وبخاصة عند الاناث . واشارت دراسة أجراها المجلس الاعلى للامومة والطفولة الى أن نسبة قليلة من الاباء والامهات وكذا المعلمين يفضلون استخدام الاساليب التربوية القائمة على التفاهم وشرح الخطأ والتحذير من تكراره ، كما أن العقاب غالباًما يكون ناتجاعن عدم طاعة وتنفيذ اوامر الوالدين وبخاصة في اوساط الاناث واهمال الواجبات المدرسية والتأخر في العودة الى المنزل وبخاصة في اوساط الذكور. وقالت الدراسة على الرغم من ان الاطفال يتقبلون العقاب مع الشعور بالقهر والغضب الا انهم غالباً ما يفكرون في المقاومة والرغبة في الانتقام او الهروب من المنزل والمدرسة . وأوضح معظم الاطفال في استمارات الاستبيان انهم يستحقون العقاب الا انهم في المناقشات البؤرية يؤكدون عدم استحقاقهم للعقاب وانهم فقط يستحقونه عندما يرتكبون الخطأ . وفي المقابل يرى غالبية الاباء والامهات ان العقاب يجعل الاطفال يصححون اخطائهم بخاصة في الحضر فيما يشير الباقون الى انه العقاب لايترك اي اثر ايجابي فيهم بل قد يزيدهم عنادا وتكرارا للاخطاء . واشارت الدراسة إلى ان غالبية الاباء والامهات يتعقدون بصواب استخدام العقاب وبخاصة في الحضر الا انهم يرون ان التربية السليمة ينبغي ان تقوم على اساس من العطف والتفاهم والتشجيع وتعريف الاطفال بالسلوكيات المقبولة . وهناك نوع من التقسيم الاجتماعي التقليدي الجندري لاساليب العقاب ووسائله وشدته على اساس النوع والخلفية الحضري ، فالاولاد اكثر تعرضا للعقاب مثلا بسبب اهمال الواجبات المدرسية بينما الفتيات اكثر تعرضا للعقاب بسبب عدم طاعة اوامر الوالدين وبخاصة في الريف . وتشير الدراسة الى ان وسائل العقاب الاكثر استعمالا هي الضرب والضرب بالعصا والتوبيخ والاستهزاء الا ان الاناث اكثر تعرضا للضرب من الذكور واطفال الريف اكثر تعرضا للضرب من اطفال الحضر كما ان الفتيات في الريف هن اكثر تعرضا للضرب على الاطلاق . واشارت الدراسة الى ان الاطفال اكثر تعرضا للعقاب من قبل الاباء وبخاصة في الريف بينما الاناث اكثر تعرضا للعقاب من قبل الامهات ، كما انه عادة ما يعهد الاباء بمهة رعاية ومعاقبة سلوك البنات وضبطهن للامهات وبخاصة في الريف .. موضحة ان الامهات اكثر تدخلا لحماية الأطفال من عقاب الاباء وبخاصة في الريف بالمقارنة مع امهات الحضر . وتقول الدراسة "يتراوح رد الاطفال تجاه العقاب العنيف بحسب قول الوالدين في الحضر والريف الشكوى لشخص ما او الانزواء على انفسهم في البيت" . وتضيف " ان الاطفال لايردون على عقاب الوالدين لان ذلك في نظرهم يمثل اساءة وعدم احترام للكبار وعادة ما يلجاء الاطفال عند التعرض للعقاب في البيت الى الاب والاخوه الكبار، وفي المدرسة الى مربي الفصل او الاختصاصي الاجتماعي ، وعند التعرض للمضايقة في الشارع فانهم يلجأون الى الاصدقاء او الاخوة والمارة ". وبالنسبة للاحداث والجانحين فان الدراسة تراء ان دخول بعضهم لدور التوجية يكون بسبب مشاكل عائلية وليس بسبب اخطاء ارتكبوها ومن ثم فانهم يكونوا بذلك قد وضعوا في المكان الخطأ . ويعاني الاطفال الجانحين من التعرض للعقاب اكثر من الاطفال العاديين وان اكثر هذه المضايقات هي الايذاء اللفضي والظرب وان اكثر الناس مضايقة لهم هم المدرسون والمشرفون والحراس والاختصاصيون. وتقول الدراسة ان معظم الاحداث الجانحين يشيرون الى ان اسلوب المعاملة داخل دور التوجية الاجتماعي يتراوح بين المعاملة القاسية والمعاملة المتوسطة للاطفال عند ارتكاب الخطأ وان اهم وسائل العقاب هي الضرب بالعصا وهي الوسيلة السائدة في العقاب وانها الوسيلة الاكثر قسوة ، مما يولد لديهم الاحباط والغضب والاكتئاب والشعور بالاهانة . ولا يعتقد اغلبيتهم انهم يستحقون العقاب بالعصا وانها لاتتناسب مع الاخطاء التى يرتكبونها ولانها وسيلة غير صحيحة وقاسية ومن الاثار الناتجة عن استخدام الوسائل العنيفة في العقاب محاولة الهروب من الدار او احداث مشاكل مع الزملاء او سب المدرسين والمشرفين والسخرية من الادارة اوتكرار السلوك الخاطئ وابداء العناد .