يناقش المؤتمر الإقليمي الثامن والعشرون للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" الذي بدأ أعماله اليوم بصنعاء بإجتماع كبار المسئولين عدداً من الموضوعات الهامة التي تحدد الخطوط العريضة للدعم الفني المقدم من المكتب الإقليمي للبلدان الأعضاء في إقليم الشرق الأدنى والبالغ عددها 32 دولة. وسيستعرض المجتمعون حتى ال14 من مارس الجاري, عدد من الوثائق تمهيدا لعرضها على الاجتماع الوزاري الذي سيعقد خلال يومي 15 و 16 مارس الجاري,تتناول سبل تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، وفي مقدمتها أنفلونزا الطيور, وتبني استراتيجيات للتخفيف من وطأة الجفاف, وكذا ما تم تحقيقه من تقدم على صعيد تنفيذ الإستراتيجيات الإقليمية للأمن الغذائي في الشرق الأدنى, وسبل استغلال الإمكانات المتاحة في قطاعي صيد الأسماك والمزارع السمكية والترويج لها في إقليم الشرق الأدنى من خلال تسليط الضوء على المعوقات الرئيسية التي تواجه هذين القطاعين وتقييم الإمكانات المتطورة والاحتياجات المستقبلية. كما سيتم في الاجتماع مناقشة ما يتعرض له الإنتاج الحيواني في الشرق الأدنى من ضغوط شديدة, نتيجة للتزايد السكاني في الإقليم, وتقلّص مساحات المراعي التقليدية, وموجات الجفاف المتكررة, فضلا عن انتشار الأمراض الحيوانية العابرة للحدود, التي يصعب مكافحتها على الدول منفردة، وهو ما يتطلب جهدا جماعيا من الدول المجاورة، وتعاوناً كاملاً من الوكالات المتخصصة، مثل منظمة الأغذية والزراعة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان القادرة على لعب دور رئيسي في تدعيم هذه الإجراءات, الى جانب مناقشة الجفاف في إقليم الشرق الأدنى, الذي يتطلب إدماج خطط إدارته والاستعداد له في الخطط التنموية لكل دولة, خاصة بعد ان اصبح ظاهرة مألوفة تؤثر سلبا في الممارسات الزراعية الرعوية وممارسات حصاد المياه وتوفيرها لأجل المجتمعات المحلية. وقد حركت موجة الجفاف التي اعلنتها عدد من الدول الأعضاء بمنظمة الأغذية والزراعة خلال الفترة من 1998-2000 , الوعي بالحاجة إلى إعداد خطط تأهب قطرية للتخفيف من وطأة الجفاف وإدارته. وكانت الدورتان الأخيرتان للمؤتمرالإقليمي للشرق الأدنى والهيئة الإقليمية للزراعة واستخدام الأراضي والمياه، قد طالبتا منظمة الأغذية والزراعة بتقديم المعونة الفنية للبلدان الأعضاء بالإقليم لتعزيز قدراتها في مجال التخفيف من وطأة الجفاف على المستويين القطري والإقليمي. الى ذلك يستعرض المؤتمرون ست مذكرات تتناول الممارسات الزراعية الجيدة، والزراعة العضوية ومتطلبات الأسواق الدولية, وتدعيم المؤسسات الريفية للتخفيف من وطأة الفقر لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية, وإمكانيات التقانة الحيوية في دعم التنمية الريفية, من خلال استعراض الإمكانات التي تنطوي عليها التكنولوجي الحيوية لدعم التنمية الريفية، ووضع استراتيجيات وسياسات كفيلة بالحد من الفقر في معظم الاقتصاديات الزراعية بإقليم الشرق الأدنى, فضلا عن دور سياسات المكافحة المتكاملة للآفات في تشجيع تحسين جودة المحاصيل في إقليم الشرق الأدنى, ومشاركة المزارعين في إدارة مشروعات الري العامة في الشرق الأدنى. كما يستعرض المجتمعون بيان المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة,حول وضع الأمن الغذائي على المستويين العالمي والإقليمي، والتحديات التي تواجه الإقليم في الفترة الراهنة, بالإضافة إلى الموضوعات المنبثقة عن الدورة الثالثة والثلاثين لمؤتمر المنظمة, وخاصة ما يتعلق منها بإصلاح المنظمة وانعكاساتها على إقليم الشرق الأدنى. وسيقف الاجتماع امام عدد من القضايا الملحة ومنها انعكاسات التطورات الراهنة في بيئة التجارة العالمية والإقليمية على الأمن الغذائي والتنمية الزراعية في الشرق الأدنى, وتبادل الخبرات والآراء عن انعكاسات التطورات الأخيرة في التجارة العالمية على الأمن الغذائي والتنمية الزراعية في الإقليم, فضلا عن مناقشة تقرير حول أنشطة المنظمة في الإقليم، يتناول ما أحرز من تقدّم على صعيد تنفيذ الإستراتيجيات الإقليمية للأمن الغذائي في الشرق الأدنى. وقد عقد المشاركون جلسة عملهم الأولى, كرست للاستماع إلى ورقة عمل حول أهمية تبني استراتيجيات للتخفيف من وطأة الجفاف في إقليم الشرق الأدنى, تطرقت الى الخسائر التي الحقها الجفاف على النشاط الزراعي في دول الاقليم, خاصة خلال الفترة من 1998- 2000، والتي اعتبرتها الكثير من البلدان الأعضاء أسوأ حالات جفاف شهدتها خلال 30 عاما. واقترحت ورقة العمل المساعدات التي يمكن تقديمها للبلدان الأعضاء, من قبل منظمة الأغذية والزراعة, خاصة في مجالات المشورة والمعونة الفنية وصياغة ووضع برامج عمل طويلة الأجل للتخفيف من وطأة الجفاف، وإنشاء نظام إقليمي لرصد الجفاف والإنذار المبكر، لمساعدة البلدان في مواجهة الجفاف بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي والوكالات الأخرى المعنية، الى جانب إعداد مشروعات للتوسع في بناء القدرات القطرية في مجال التخفيف من وطأة الجفاف والاستعداد لمواجهته ، ودعم تشغيل واستدامة الشبكة الإقليمية التي أنشئت مؤخرا لإدارة الجفاف للشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وخلصت الورقة الى عدد من التوصيات, منها ضرورة تبني استراتيجيات للتخفيف من وطأة الجفاف في إقليم الشرق الأدنى, وتحديث السياسات والتشريعات القطرية الكفيلة بالتخطيط لاستراتيجيات التخفيف من وطأة الجفاف والاستعداد لمواجهته، وتوفير الموارد اللازمة لإقامة نظام لمراقبة الجفاف والإنذار المبكر بحدوثه، بالإضافة الى إجراء الاتصالات المناسبة مع المنظمات الإقليمية والدولية لمتابعة أنشطة التخفيف من وطأة الجفاف على المستويات القطرية، والإقليمية والعالمية، مع التركيز على منهج إدارة الطلب على المياه واعتبار كفاءة استخدام المياه الأساس في التخفيف من وطأة الجفاف . وأوصت الورقة كذلك بزيادة الاستثمارات في البحوث الزراعية لتحسين كفاءة استخدام المياه وإنتاج المحاصيل في الظروف التي تشح فيها المياه، واستنباط الأصناف التي تتحمل الجفاف والملوحة، ودعم الشبكة الإقليمية لإدارة الجفاف في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، وتشجيع التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات بين البلدان الأعضاء, وكذا استخدام الحبوب المستوردة والمركزات العلفية ضمن إجراءات التخفيف من وطأة الجفاف في حالات الطوارئ لحماية قطعان الثروة الحيوانية الوطنية، وتوفير الخدمات البيطرية المتنقلة والثابتة المناسبة ، فضلا عن نقل وتوزيع مياه الأمطار التي يمكن حصادها ومياه الفيضانات للاستخدام في المجتمعات الريفية والرعوية، وإعداد وتجهيز وحدات ري متنقلة للاستخدام في توفير ري تكميلي لإنقاذ المحاصيل في حالات الجفاف. سبانت