تظهر الإحصائيات لوفيات الأطفال على المستوى المحلي والعالمي أن مرض الحصبة أخطر أمراض الطفولة وأشدها إيلاماً وفتكاً بحياة الأطفال ، حيث يتوفي 50 طفلاً في كل ساعة على مستوى العالم جراء هذا المرض الطفولي الفتاك . وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن الحصبة تخلف سنوياً مايزيد على نصف مليون حالة وفاة بين أطفال العالم بواقع ألف ومائتي طفل وطفلة يتوفون كل يوم ، يتركز مانسبته 99% في المائة من هذا الرقم في دول العالم النامي . أما على المستوى المحلي فإن نحو 1500 طفلاً وطفلة يفارقون الحياة من بين 8000- 12000 حالة إصابة مسجلة على مستوى محافظات الجمهورية ، في حين أن نسبة كبيرة من حالات الإصابة والوفاة لايتم التبليغ عنها أو تسجيلها ، وتنسب إلى هذا المرض 12 % في المائة من مجمل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر في اليمن سنوياً . ونظراً للآثار الخطيرة التي يلحقها مرض الحصبة بحياة الأطفال ومستقبلهم فإن الجهات المعنية على المستوى المحلي والعالمي بدءا من منظمة الصحة العالمية إلى وزارات الصحة في الدول تعمل على حشد جهودها وطاقاتها لمكافحة هذا المرض الوبائي وتوفير اللقاحات الخاصة بالتطعيم والتحصين للأطفال من سن 9 أشهر وحتى 15 عاماً ، في مختلف المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية ، إلى جانب تنفيذ حملات شاملة أوجزئية على المستوى الوطني . وتنطلق بعد غد السبت في أربعة عشر محافظة من محافظات الجمهورية المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة والتي سبقها المرحلة الأولى في أربع محافظات والمرحلة الثانية في أربع محافظات أخرى . وأهابت وزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج الوطني للتحصين الموسع بجميع الأباء والأمهات وولاة الأمور في المحافظات المستهدفة خلال المرحلة الحالية إلى إيصال ابنائهم إلى مراكز التحصين المنتشرة في المحافظات والمديريات والتعاون مع الفرق المتنقلة من منزل إلى منزل لتحصين فلذات أكبادهم ضد واحد من أخطر الأمراض الطفولية والذي في أحيان كثيرة يقطف زهرة عمر الطفولة قبل تفتحها وينهي مستقبلها أو يعكرها بالآلام والتشوهات والإعاقة. ودعت الجهات المعنية إلى التعاون لإنجاح أعمال التحصين عبر هذه الحملة وقيام وسائل الإعلام المختلفة وأئمة وخطباء المساجد بالتوعية اللازمة في أوساط المجتمع إلى جانب الدور الذي يجب أن تقوم به الشخصيات الاجتماعية و الفعاليات الرسمية والشعبية في هذا الخصوص . وحذر وزارة الصحة العامة والسكان من اللامبالاة وعدم الإهتمام بتحصين الأطفال سواء التحصين الروتيني أو من خلال الحملات الوطنية المنتظمة خاصة وأن مرض الحصبة مرض فيروسي معدي ذو سرعة فائقة على العدوى والإنتشار بين الأطفال. وطالبت وزارة الصحة جميع الأباء والأمهات بمسؤوليتهم تجاه أطفالهم واعتبار الاهتمام بصحتهم أمانة وواجب ديني وإنساني وأخلاقي لتأمين حياة أفضل ومستقبل أكثر أماناً وإشراقاً خالياً من المنغصات وحافلاً بالسعادة . تجدر الإشارة إلى أن مرض الحصبة يصنف حسب المنظمات الصحية والطبية العالمية في المرتبة الرابعة بين أمراض الطفولة الأكثر فتكاً وإماتة ، وهو مرض فيروسي معدي يتميز بسرعة عدوى فائقة وسهولة كبيرة على الانتشار والانتقال عبر الاستنشاق لما يحمله الهواء من رذاذ وفيروسات تنبعث من فم أو أنف المصاب أو في حال استعمال بعض المتعلقات الشخصية للمريض ، وكذا الأشياء التي يقع عليها شئ من إفرازات أنف المريض أو لعابه. وتعد الفئة العمرية من 9 أشهر وحتى 15 عاماً الفئة الأشد عرضة إصابة بهذا الوباء الخطير ، والذي من مخاطره إن لم تكن الوفاة ، فإنه في حالات كثيرة يحدث مضاعفات من شأنها التسبب في عاهات وتشوهات مأساوية أبرزها العمى والصمم والإعاقة الحركية ، نتيجة الإلتهابات البكتيرية الثانوية في الجهاز التنفسي والأذن الوسطى والتهاب أنسجة المخ وأنسجة الحبل الشوكي إلى جانب الإسهالات والجفاف ونفاذ مخزون فيتامين ( أ ) من الجسم والذي يجعل الطفل عرضة للإصابة بالعمى. ويعتبر مرض الحصبة من الأمراض التي لايوجد لها علاج لشفاء المصابين على مستوى العالم ، غير أن التحصين يساعد على تقوية دفاعات الجسم في السيطرة والقضاء على الفيروسات الشرسة المسببة لهذا المرض ، ولهذا ينصح الأطباء والمنظمات الصحية والمتخصصون بإعطاء الأطفال لقاح الحصبة في الشهر التاسع كجرعة أولى ، والالتزام بإعطاء الطفل الجرعة الثانية عند بلوغة عام ونصف ، ومنع اختلاط الأطفال غير المصابين بالأطفال المرضى . سبأنت