بدأ حرفيو مركز الحرف اليدوية بصنعاء الإضراب عن العمل نتيجة رفع الإيجارات وفرض مبالغ نقدية تراكمية من قبل الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ، وأغلق الحرفيون محلاتهم في مبنى سمسرة النحاس أمس بعد تلقيهم تهديدات بالطرد منها . ورفع الحرفيون اليوم الشارات الحمراء معبرين عن رفضهم للإجراءات التي اتخذتها الهيئة تجاههم .. معتبرين ذلك تعسفا جائر على الحرفيين الذين يعكسون وجها حضارياً مشرقا عند قدوم السائحين والوفود الرسمية الى مدينة صنعاء القديمة واسواقها وبالأخص سمسرة النحاس التي تعتبر معلما تاريخي تزخر بالحرف اليدوية المتعددة ذات الموروث الشعبي القديم. وتضم سمسرة النحاس محلات تجارية تباع فيها الحرف اليدوية القديمة ، وستة معامل تنتج منها حِرف يدوية هي معمل للفضيات والنسيج والعقيق اليماني والجلد والنحت على الخشب والجبسيات.. إلا ان هذه المعامل الستة لم يتبقى منها سوى معمل واحد خاص بالمشغولات الفضية حسب ما افاده الحرفيون لسبأ نت. وأرجع الحرفيون اختفاء المعامل الخمسة الى سوء إدارة المركز والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وهي الهيئة المشرفة على مركز الحرف اليدوية، والتساهل المفرط في الاستغناء على المعامل واحدا تلو الأخر رغم أنها قادرة على الإنتاج وتغطية نفقات المركز وان هذه المعامل كانت تأهل من 40 الى 50 حرفي كل ستة اشهر في الحرف الست التي تتفرع منها عدة اعمال يدوية منذ ثمانينيات القرن الماض وحتى الآن. ويقول كبير حرفيي العقيق اليماني اسماعيل ابو طالب أن الإهمال من قبل الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية والضغوط على الحرفيين جعلت كثير من الحِرف اليدوية مهددة بالانقراض , مشيرا الى ان حرفة المصاون (الستائر المنمنمة اليمنية الأصيلة يستخدمهاالنساء في الارياف) وهي من المنسوجات وحرفة المعاوز، والمغامق، وحرفة المشغولات الخزفية منها الزنابيل ، والشمعدان، و المنتوجات الجلدية والصقالة ، كل هذه الحِرف لم تعد تنتج في المركز.