أولت الحكومات المتعاقبة في عهد الوحدة المباركة خلال ال16 عاما الماضية القطاع الزراعي إهتماما بالغا إنطلاقا من كونه يعد من ابرز القطاعات الانتاجية في اليمن, حيث يشغل حوالي 9ر2 مليون نسمة يمثلون نحو 50 بالمائة من إجمالي قوة العمل, ويساهم مابين 18-21 بالمائة من إجمالي الدخل القومي للبلاد . ولاهمية القطاع تركزت الجهود خلال الفترة الماضية على زيادة وتوسيع حجم المساحات المزروعة وزيادة انتاجيتها, من خلال توفير ودعم مستلزمات الإنتاج واستخدام الأصناف عالية الإنتاجية من البذور المحسنة, والتوسع في الأبحاث والإرشاد والخدمات البيطرية, ودعم وتشجيع العمل التعاوني الزراعي ومجالات أنشطته المختلفة, والتوسع في إدخال وسائل وتقنيات الري الحديثة وإنشاء السدود والحواجز المائية, فضلا عن تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال. ونتيجة لذلك ارتفعت مساحة الأراضي المزروعة من 1ر1 مليون هكتار في عام 1990م الى 3ر1 مليون هكتار في عام 2005م.. وارتفعت مساحة الاراضي المزروعة بالخضروات خلال نفس الفترة من 17 الف و210 هكتار الى 55 الف هكتار عام, بمعدل نمو يقدر بنحو 180 بالمائة, كما ارتفعت انتاجيتها من 696 ألف طن إلى 850 الف طن.. فيما ارتفعت المساحة المزروعة بالفواكة من 60 ألف هكتار إلى أكثر من 99 ألف هكتار بزيادة تقدر بنحو 64 بالمائة, وارتفعت إنتاجيتها من 1ر316 ألف طن إلى800 ألف طن . وارتفعت المساحة المزروعة بالمحاصيل النقدية (البن,السمسم,القطن,التبغ) من 57 ألف هكتار عام 90م إلى 979ر99 هكتار عام 2005م, بنمو يقدر بنحو 90 بالمائة, كما أرتفعت إنتاجيتها من 370ر32 طن إلى 289ر71 طن بزيادة تقدر بنحو 110 بالمائة. وقد جاء ت اكبر زيادة في الإنتاج في محصول السمسم, الذي ارتفع من 133ر8 طن إلى 729ر18 طن, يليه البن الذي ارتفع من 807ر6 طن إلى 608ر11طن, ثم التبغ من 394ر4 طن إلى 861ر11 طن. اما القطن وبالرغم من انخفاض انتاجيته خلال الموسم الحالي 2005/2006م بنسبة 20 بالمائة, الا ان انتاجيته خلال الفترة 90-2004م شهدت نموا ملحوظا, حيث ارتفعت من 13 الف طن الى 091ر29 بمعدل نمو يقدر بنحو 120 بالمائة. وترافق مع هذا التطور الإنتاجي, مضاعفة الإهتمام بتطوير النشاط التسويقي والتصديري, من خلال إنشاء ست وحدات لجمع ونشر المعلومات التسويقية الزراعية, وإنشاء عدد من مراكز إعداد الصادرات في عدد من المحافظات, وكذا إنشاء ثلاثة أسواق لبيع الخضروات والفواكة بالجملة في محافظات مأرب وحضرموت وصعدة, وإنشاء سوق تجميعي للخضروات والفواكه في منطقة الحسينية, وانشاء مجمع باجل التسويقي التعاوني, وهو ما اثمر ارتفاع قيمة الصادرات الزراعية من نحو 50 مليون ريال إلى ما يربو عن 35 مليار ريال. وفي قطاع الثروة الحيوانية تركزت الجهود خلال الاعوام الماضية على تطوير الخدمات البيطرية, من خلال إنشاء إدارة صحة الحيوان المركزية التي يتبعها 12 مكتبا بيطريا و43 مركزا و5 مختبرات, بهدف تقديم جميع الخدمات البيطرية اللازمة وتوفير اللقاحات ومكافحة الأمراض المعدية التي تصيب المواشي والطيور, وكذا إنشاء 22 مركزا بيطريا وتزويدها بكافة المعدات البيطرية اللازمة, وإجراء مسح شامل لأمراض الثروة الحيوانية, فضلا عن إنشاء المحاجر البيطرية في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية, وإحداث نقلة نوعية كبيرة في أعمالها عن طريق تنفيذ الأنظمة والقوانين الخاصة بحماية البلد من خطر تسرب الأمراض والأوبئة الحيوانية. وقد أثمرت تلك الجهود عن ارتفاع إعداد الثروة الحيوانية (ضأن, ماعز, أبقار,جمال) من 8 ملايين و178 الف رأس في عام 1990م الى 17 مليون و169 الف رأس بنهاية عام 2005م, بزيادة تقدر بنحو 110 بالمائة. وتسعى وزارة الزراعة والري خلال الفترة المقبلة الى الارتقاء بانتاجية القطاع الزراعي , ومستوى جودته من خلال ادخال الزراعة العضوية الخالية من المبيدات والاسمدة الكيماوية, وتنفيذ مختبر الزراعة بالانسجة لانتاج فسائل النخيل والبن والمانجو, وانشاء مركز لمراقبة جودة المنتجات الزراعية, وانشاء مراكز تلقيح صناعية للثروة الحيوانية وعيادات بيطرية متنقلة, إلى جانب تشجيع الاستثمار الزراعي بالشراكة مع الاتحاد التعاوني الزراعي وجمعياته المختلفة. سبأنت