حظيت إيطاليا للمرة الثانية بشرف تنظيم المونديال الرابع عشر بعد عام 1934م لروعة ملاعبها وحداثتها وأبرزها ستاديو أولمبيكو في روما الذي احتضن المباراة النهائية، وملعب سان سيرو في ميلانو حيث جرت المباراة الافتتاحية، وقد أشارت بعض الإحصائيات غير الرسمية إلى أن التحضير للبطولة كلف الخزانة الإيطالية ما يقارب التسعة مليار دولار، وتابع الحفل الافتتاحي أكثر من 75 ألف متفرج, ونقلت وقائع الحفل مباشرة إلى أكثر من 125 بلداً وتابعها ما يقارب نصف مليار مشاهد، وكدليل على تزايد أهمية البطولة فإن الاستطلاعات الرسمية أكدت أن 6ر2 مليار شخص شاهدوا مباريات البطولة وهو ضعفا العدد الذي شاهد البطولة السابقة ، وكان على كل شركة تريد الظهور خلال إعلانات البطولة دفع أكثر من 15 مليون دولار للحصول على هذا الشرف. وأقيمت النهائيات من 9 يونيو إلى 8 يوليو بمشاركة 24 منتخبا 14 منها أوروبية و3 من أمريكا الجنوبية وفريقان من أميركا الشمالية وواحد من أمريكا الوسطى وفريقان من آسيا وفريقان من إفريقيا، وسُجل في البطولة وللمرة الاولى مشاركة جميع المنتخبات الفائزة سابقاً باللقب وهي البرازيل وألمانياوإنجلترا والأرجنتين والأرغواي والدولة المضيفة طبعاً. ونجحت الإمارات في بلوغ النهائيات للمرة الأولى علما بأن اتحادها تأسسس قبل 19 عاما فقط وكانت تشارك في التصفيات للمرة الثالثة, وأشرف على تدريبها البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا، إلا أنها لم تصمد أمام منتخبات لها باع طويل في النهائيات فسقطت أمام ألمانيا 5- 1 وأمام يوغوسلافيا 4- 1 وأمام كولومبيا 2- صفر، وبالرغم من ذلك تمكنوا من تسجيل هدفين في البطولة ولا غرابة فالهدافين قد إحتفلا بذلك وكأنهم رفعا كأس العالم، وحصل كل لاعب مقابل هذا الإنجاز العالمي على سيارة رويس رويس عن كل هدف. أما مصر العائدة إلى النهائيات بعد غياب دام 56 عاماً فقد سجلت نتائج ممتازة بقيادة المدرب القدير محمود الجوهرى، وقدم المنتخب عروضاً بارزة حيث استطاع التعادل مع هولندا بهدف مجدى عبد الغني، كما تعادل مع ايرلندا بدون أهداف، وخسرت بصعوبة من منتخب إنجلترا بهدف يتيم. سُجلت في مباراة الافتتاح مفاجأة من العيار الثقيل كان بطلها المنتخب الكاميروني الذي هزم نظيره الأرجنتيني ونجمه دييغو مارادونا بهدف يتيم، ولم تنته مغامرة الكاميرون عند هذا الحد بل تمكن من بلوغ الدور الثاني ثم ربع النهائي وخسرت بصعوبة إمام إنجلترا 3- 2 بعد التمديد علماً بأنها كانت الطرف الأفضل في المباراة. وقدم المنتخب الألماني عروضاً قوية منذ البداية وحتى النهاية وتمكن من بلوغ النهائي بسهولة وعن جدارة، وجمعته المباراة النهائية مع الأرجنتين وذلك في إعادة لنهائي مونديال المكسيك قبل أربعة أعوام مما شكل سابقة في تاريخ كؤوس العالم. وانتزعت ألمانيا لقبها الثالث بفوزها على الأرجنتين بهدف من ركلة جزاء سجله اندرياس بريمه، وهي المرة الأولى التي تنتهي فيها إحدى المباريات النهائية من دون أن يسجل أحد أطرافها هدفا. وتميزت تصفيات هذه البطولة بغياب المكسيك حيث صدر قرارا بإيقافها لمدة عامين عن المشاركات الدولية بسبب تلاعبها في أعمار لاعبي فريق الناشئين، كما خرجت فرنسا مبكراً ومن الدور الأول. ومن سلبيات هذه البطولة أن تصفياتها دارت في أوقات شهدت مواجهات سياسية وأزمات اقتصادية كثيرة فهبط عدد الدول المشاركة فيها من 121 إلى 112 دولة. واتسمت البطولة إجمالا بالأداء الدفاعي البحت مما تسبب في خفض نسبة تسجيل الأهداف إلى 2.21 هدف في المباراة الواحدة وهي الأقل في تاريخ نهائيات كأس العالم، وحسمت نتائج أربع مباريات في الوقت الإضافي وأربع مباريات أخرى بركلات الترجيح من نقطة الجزاء من بينها مباراتان في الدور نصف النهائي، والفريقان اللذان نجحا في التكيف مع هذه الأجواء تمكنا من الوصول إلى المباراة النهائية. وفازت ألمانيا بمباريات الدور الأول بطريقة مثيرة للإعجاب بقدر كاف ثم تغلبت علي هولندا في دور ال16 وفازت على إنجلترا بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي. وسُجل في البطولة 115 هدفاً منها 13 بركلات جزاء من أصل 18، وطرد 16 لاعباً وهو رقم قياسي، وتوج الإيطالي سلفاتوري سكلاتشي هدافاً برصيد 6 أهداف. وفي هذه البطولة حطم حارس مرمى إيطاليا والتر زنغا الرقم القياسي التاريخي لكأس العالم في الحفاظ على عذارة شباكه فبعد 517 دقيقة "حوالي 6 مباريات" لم يقبل أي هدف، إلى أن جاء الأرجنتيني كلاوديو كانيجيا الذي أنهى مسيرة زنغا خلال مباراة النصف النهائي التي خسرتها إيطاليا بعد الاحتكام إلى ضربات الجزاء، أما أسرع الأهداف فقد جاء متأخرا بعض الشيء حيث سجل في الدقيقة 4 عن طريق اللاعب اليوغسلافي سوفريك. المباراة النهائية : أقيمت في 8 يوليو وفازت فيها ألمانيا على الأرجنتين 1- صفر في روما أمام 73603 متفرجين، ولم تختلف هذه المباراة عن بقية مباريات البطولة التي جاءت متواضعة المستوى ولم تتمكن ألمانيا من حسم اللقب إلا بركلة جزاء تمكن اندرياس بريمة من إسكانها في الشباك الأرجنتينية عند الدقيقة 85، وطرد في المباراة النهائية الارجنتيني مونزون ليصبح أول لاعب يطرد في مباراه نهائيه وذلك بعد طرده في الدقيقه 68، وبهذه النتيجة تمكن فرانز بيكنباور من أن يفوز بكأس العالم لاعبا في عام 1974 ومدربا في عام 1990م. حكم المبارة النهائية: قاد المبارة النهائية الحكم المكسيكي أدغاردو كوديسال. البطولة في أرقام : فترة إقامة البطولة: من 9 / 6 / 1990 إلى 8 / 7 / 1990م. عدد الفرق المشاركة: 24 فريق. عدد المجموعات: 6 مجموعات يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة لدور ال16 مع أفضل 4 ثوالث. بطل كأس العالم: ألمانيا وكا يدربها فرانز بيكينباور. الوصيف: الأرجنتين وكان يدربها كارلوس بيلاردو. عدد المباريات: 52 مباراة. عدد الأهداف المسجلة بالبطولة: 115 هدف. أعلى نتيجة: فوز تشيكوسلوفاكيا على الولاياتالمتحدة 5- 1 في إطار كأس المجموعة الأولى. معدل الأهداف لكل مباراة: 2.21 وتعتبر أقل نسبة أهداف في تاريخ البطولات. هداف البطولة: الإيطالي سالفاتوري سكيلاتشي 6 أهداف. أعلى حضور: 74.765 متفرج وكانت بين ألمانيا ويوغوسلافيا في إطار المجموعة الرابعة. إجمالي الحضور لجميع المباريات: 2.516.354 متفرج. معدل حضور المباراة: 48.391 متفرج، وكان رقم قياسي. دول تشارك للمرة الأولى: كوستاريكا، جمهورية إيرلندا، الإمارات العربية المتحدة. أكبر لاعب بالبطولة: الإنجليزي بيتر شيلتون 40 سنة و292 يوم. أصغر لاعب بالبطولة: الكوستاريكي غونزالس 19 سنة و 307 يوم. مثل ألمانيا في النهائي: الغنر، بيرثولد، روتر، كولر، أوغنثالر، بوشوالد، بريمه، ليتبارسكي، هاسلر، ماتيوس، فوللر، كلينزمان. مثل الأرجنتين في النهائي: جويكوتشيا، لورنزو، سيريزولا، سنسيني، روجيري، مونزون، سيمون، باسوالدو، بوروشاغا، كالديرون، مارادونا، تروغليو، ديزوتي. سبأنت