حينما يلتقي منتخبا ألمانياوإنجلترا الأحد في دور الستة عشر لبطولة كأس العالم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا، فإنهما سيلعبان بذكريات طويلة بينهما في المونديال، بدأت قبل 44 عاماً، ليكون لقاء الأحد هو المواجهة الخامسة بين المنتخبين في العرس الكروي العالمي. المواجهة الأولى بين ألمانياوإنجلترا كانت في نهائي "إنجلترا 1966"، ويومها حقق المنتخب الإنجليزي فوزاً بأربعة أهداف مقابل هدفين بعد وقت إضافي، حيث انتهى الوقت الأصلي بتعادلهما بهدفين لمثلهما، ولجأ المنتخبان لوقت إضافي، ليفوز الإنجليز بالمباراة في حضور ملكة بريطانيا، ويحققوا اللقب الوحيد لهم بكأس العالم.
وشهدت تلك المباراة اعتراضاً من جانب المنتخب الألماني على الهدف الثالث، الذي أحرزه الهداف الإنجليزي جيوف هورست في الدقيقة 101، بداعي أن الكرة التي احتسبها حكم اللقاء هدفاً لم تتجاوز خط مرمى المنتخب الألماني، وهو ما اعترف به هورست فيما بعد.
وظلت أزمة نهائي 66 مثارة حتى التقى منتخب "الماكينات" الألمانية مع "الأسود الثلاثة" في ربع نهائي "المكسيك 1970"، ونجح الألمان حينها في تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الوقت الإضافي، بعدما انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل بهدفين.
ويومها تمكن الألمان من العودة للقاء بعد تأخرهم بهدفين، حيث تقدم الإنجليز في الدقيقة 31، عن طريق ألان موليري، وأضاف مارتن بيتيرس الهدف الثاني في الدقيقة 49، ولكن فرانز بيكنباور سجل هدفاً لألمانيا في الدقيقة 68، ثم تعادل أوي سيلير في الدقيقة 76، قبل أن يحرز جيرد موللر هدف الفوز في الدقيقة 108.
وبعد 12 عاماً، عادت المواجهة بين المنتخبين في الدور الثاني لنهائيات "إسبانيا 1982"، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، وصعد الألمان لنصف النهائي عن المجموعة الثانية، التي كانت تضم معه منتخبي إنجلترا وأسبانيا، ليفوزوا على فرنسا بركلات الترجيح، قبل أن يخسروا النهائي أمام إيطاليا بثلاثة أهداف لهدف.
رابع مواجهات المنتخبين جاءت بنصف نهائي "إيطاليا 1990"، ويومها تعادلا بهدف لمثله، حيث تقدم أندرياس بريمه لألمانيا، وتعادل جاري لينكر لإنجلترا ، ليلجأ المنتخبان لركلات الترجيح، ليتأهل منتخب ألمانيا للنهائي ويحرز اللقب على حساب الأرجنتين بهدف أندرياس بريمه.
لقاء الأحد بين ألمانياوإنجلترا في دور ال16 لمونديال جنوب أفريقيا، لم يغب عنه ذكريات اللقاء الأول عام 1966، وهو ما عبر عنه "القيصر" بيكنباور، في حديثه لمجلة "بيلد" الألمانية، والذي وصف فيه اللقاء ب"المذبحة الكروية"، مشيراً إلى الصراع التاريخي بين المنتخبين الأوروبيين.
ويبدو أن الأحد سيكون يوم الصراعات التاريخية، فإذا كان الصراع الإنجليزي الألماني من أشهر المعارك الكروية في العالم، فإن هناك صراع آخر، وإن كان يبدو أقل سخونة وحدة، وهو الصراع الموجود بين الأرجنتين والمكسيك اللذين سيخوضان صراعاً لانتزاع بطاقة التأهل للدور ربع النهائي.
صراع الأرجنتين والمكسيك محصور في أمريكا الجنوبية، ولكنه ساخن في هذه المنطقة، ولقاء الأحد هو الثالث بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم.
وبدأ الصراع منذ النسخة الأولى، في 19 يوليو/ تموز عام 1930، ويومها فاز منتخب الأرجنتين بستة أهداف مقابل ثلاثة، ضمن مباريات المجموعة الأولى، وانتظر المنتخبان 76 عاماً ليجمعهما لقاء مونديالي ثان، وكان ذلك عام 2006 في ألمانيا، ضمن دور ال16، ويومها فاز منتخب الأرجنتين مجدداً بهدفين لهدف.
المواجهات الرسمية بين الأرجنتين والمكسيك لم تتوقف عند كأس العالم، ولكنهما التقيا أربع مرات في كأس "كوبا أمريكا"، بدأت عام 1993 وتعادلا بهدف لهدف ضمن مباريات المجموعة الثانية للبطولة، ثم التقيا من جديد في نفس البطولة في لقاء النهائي، الذي حسمه المنتخب الأرجنتيني لصالحه بهدفين لهدف.
وفي عام 2004 لعب المنتخبان الأرجنتيني والمكسيكي ضمن المجموعة الثانية لبطولة "كوبا أمريكا"، وفاز يومها منتخب المكسيك بهدف دون مقابل، وفي نسخة 2007 من نفس البطولة، فاز المنتخب الأرجنتيني بثلاثة أهداف دون رد، في الدور نصف النهائي.
وفي بطولة كأس العالم للقارات 2005 بألمانيا، تعادل المنتخبان الأرجنتيني والمكسيكي بهدف لهدف، في نصف نهائي البطولة، وبعد اللجوء لركلات الترجيح، فاز منتخب التانغو وتأهل للنهائي.
