اليوم هو السابع عشر من يوليو، الذي يصفه اليمنيون بيوم الوفاء، لكونه الذي شكل محطة هامة في تاريخهم المعاصر، حيث شهدت اليمن في مثل هذا اليوم من عام 1978م، حدثاً وطنياً تجسد في تولي فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مقاليد المسؤولية، كأول رئيس منتخب منذ قيام الثورة المباركة عام 1962م. * ومن المسلمات التي لاغبار عليها أن ذلك الحدث بأبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية كان إيذاناً ببدء مرحلة جديدة حفلت بأعظم وأزهى الإنجازات التاريخية التي انتقلت باليمن من عصر الاضطرابات والصراعات والانقلابات إلى عصر الحرية والتنمية والانفتاح والشراكة البناءة مع العالم، وكما هو معروف لدى السياسيين وغيرهم فإن المراحل المتميزة في حياة الشعوب انما هي التي تقاس بحجم التحولات والمكاسب التي تتحقق فيها.. * واتساقاً مع هذا المضمون نجد تماماً بأنه وفي ذلك اليوم من عام 1978م قيض الله لليمن ابناً باراً جمع ما بين الحنكة القيادية والسياسية والرؤية الواعية والناضجة كرجل دولة من الطراز النادر عبر بسفينة اليمن إلى شواطئ الأمان وفضاءات التنمية والبناء والتطور والوحدة والديمقراطية إذ أنه وفي زمن قياسي استطاع تشخيص معوقات الواقع وعمل على إيجاد المخارج والحلول لها لتتوالى النجاحات دون صخب مسبق أو ضجيج مفتعل. * ولم يكن ذلك تعبيراً خيالياً، ولكنه توصيف للواقع الذي تشكلت ملامحه الرائعة من وحي الأداء القيادي المتميز لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، وهو استنتاج، أيضاً، لمقدمات وبراهين ماثلة على أرض الواقع، حيث يمكن القول بكل وضوح: إن صرح الدولة اليمنية الحديثة، لم يشيّد إلا في هذا العهد المجيد لفخامة الأخ الرئيس والذي يفخر كل أبناء اليمن به ويكنون له الحب والوفاء. * يوم الوفاء يعاودنا هذا العام في ظل تطور سياسي كبير بالغ الأهمية، فبعد نحو شهرين تشهد بلادنا دورة انتخابات رئاسية جديدة تترافق مع دورة انتخابات محلية هي الثانية، خلال ستة عشر عاماً، وتأتي هذه الدورة الانتخابية في ظل فرحة عارمة تعم اليمنيين بعد أن عدل فخامة الأخ الرئيس عن قراره بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة. * إن خروج ملايين المواطنين إلى ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء وإلى الساحات العامة في المدن اليمنية الأخرى، لمطالبة فخامته بالعدول عن قراره، لم يكن فقط وسيلة نبيلة من وسائل التعبير عن الوفاء والعرفان من قبل هذا الشعب لقائده، ولكنه الذي مثل حدثاً مهماً في حياتنا السياسية، حيث تجلت الإرادة الشعبية في أعظم صورها لتبرهن أن شعبنا أكثر وعياً بمصالحه، وهو وحده الأقدر على صياغة مستقبله وعلى اختيار من يثق به ليأمنه على حاضره وغده. * لقد مثلت تلك الهبة الشعبية الكبيرة، نتيجة طبيعية لحالة الالتحام التي ترسخت بين الشعب وقائده، لتقدم أعظم معاني العطاء والتلاحم في ميادين بناء الدولة اليمنية الحديثة. * في عهد هذا القائد المخلص تحققت أهداف الثورة المباركة، سواء تلك التي تتعلق ببناء الإنسان وبتوفير سبل العيش الكريم له، أو تلك المتعلقة بآماله وتطلعاته في الوحدة والحرية والديمقراطية، حيث تبرز الوحدة اليمنية كأغلى المنجزات وأسمى أماني الشعب اليمني التي تحققت في هذا العهد المجيد. * وفي يوم الوفاء نجدها مناسبة لكي نذكر بالإنجاز السياسي الكبير الذي تحقق في ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، والمتمثل في اعتماد نظام سياسي ديمقراطي يقوم على مبدأ التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان، والمشاركة الشعبية في صنع القرار والشراكة الوطنية من أجل التنمية وكفالة حق المرأة في الاسهام الفاعل في الحياة العامة، حيث غدت هذه المبادئ من أبرز سمات الفعل الجمعي والتقاء الارادات الخيرة في يمن العز والتاريخ والنهوض الشامل. * وبلا شك فإن هذا التحول قد حمل في طياته مشروعاً متقدماً للإصلاح السياسي تبناه اليمن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الرئيس، بالتزامن والتلازم مع اعادة وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، بوحي من ارادته الحرة وانطلاقاً مما يحقق مصالحه ويعبر عن تطلعاته بمستقبل زاهر. * ولقد مضى اليمن في تجسيد مضامين مشروعه للإصلاح السياسي، من خلال الانتخابات الحرة والمباشرة «البرلمانية والرئاسية والمحلية» والتي شكل نجاحها مرتكزاً جوهرياً لارساء قواعد الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة. * إن يوم السابع عشر من يوليو، سيظل يمثل بحق مناسبة غالية يتجسد فيها حصاد أكثر من عقدين ونصف من العطاء المتجدد للقائد الرمز فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، إلى جانب أن هذا اليوم سيبقى مصدراً لقيم الاعتزاز والوفاء التي يحملها اليمنيون لقائدهم الذي حقق معهم وبهم أغلى المنجزات الوطنية في أزهى مراحل تاريخ اليمن المعاصر. * رئيس مجلس الشورى صحيفة الثورة