يشهد مهرجان صيف صنعاء تفاعلا وتواصلا مستمرا من قبل الجمهور المتابع لمختلف فعالياته المتنوعة وخاصة مايتصل بفعاليات الاسرة والطفل التي تنظم في اطار المهرجان بما تحمله من فعاليات تتوزع بين مشاهدة الأفلام الشيقة والمغامرات وعروض مسرح الدمى والألعاب الشعبية في ظل فتح المجال أمام مشاركة جميع الأطفال من مختلف المحافظات . وتأتي فعاليات الاسرة والطفل متعددة المضمون لتؤكد على نجاح المهرجان في جذب أهتمام الاطفال اليها ،حيث بلغ اجمالي عدد الاطفال الذين رسموا في المرسم الحر الذي تنظمه وزارة السياحة في اطار فعاليات مهرجان صيف صنعاء السياحي 2006م اكثر 7 الاف طفل وطفلة من مختلف انحاء الجمهورية , جسدوا بالالوان المناطق والقرى اليمنية بخصوصيتها المحددة بنمط البناء المعماري اليمني ومحددات الطبيعة اليمنية التي يستلهما الطفل بادراكه الاول . وكان المرسم وسيلة من لا وسيلة له غير فرشاه الالوان في التعبيرعن النمط الجمالي للمعمار اليمني والبيئة اليمنية بشكل عام ، فيما تبقى اللوحة التي رسمها الطفل ذات يوم في مكان ما عن وطن اسس حضوره في الذاكرة منذ سن التكوين خالدة في الذاكرة، تكبر في مخيلته كل يوم ويكبر معها جمال وحب الوطن . وتعتمد الوزارة في هذه الفعالية مبدأ تحفيز وتشجيع مواهب الاطفال وذلك من خلال الجوائز العينية التي تقسم على الفائزين حيث ذكرت نجيبة حداد وكيل وزارة السياحة لقطاع الفنون الشعبية والمسرح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن الوزارة تنظم نهاية كل اسبوع حفلا لتكريم 15 فائز وفائزة من الاطفال اسبوعيا وان الجائزة الاولى عبارة عن تذكرة سفر سياحية الى احدى المحافظات للطفل الفائز وابوية شاملة تكاليف الاقامة ,والجائزة الثانية والثالثة تذكرة سفر سياحية الى احدى المحافظات الداخلية للطفل وولي امره فقط مع تكاليف الاقامة بينما يتم تكريم بقية الفائزين بعدد من الجوائز العيينة الاخرى كما يستهدف المهرجان تلقين الاطفال مفردات التوحد مع البيئة والطبيعة والموروث الحضاري اليمني والاسس الدينية والقيمية التي تضمن تماسك المجتمع وتراحمه وتحث على التعليم من آجل رفعة الوطن وخدمته وهو ما عبرت عنه افلام الاسرة والطفل التي تعرضها الوزارة اسبوعيا في حديقة السبعين كل اثنين وخميس وجمعة والبالغ عددها طيلة ايام المهرجان 24 فيلما . وفي هذا الخصوص تذكر وكيل وزارة السياحة انه يتم عرض ستة افلام كل اسبوع تتضمن افلاما روائية وتوجيهية ودينية وترفيهية ..مشيرة الى ما تم عرضه من فلام في مقدمتها الفيلم الكرتوني اليمني "سلمى تذهب الى المدرسة" من تنفيذ اتحاد نساء اليمن وبكادر تمثيلي وفني يمني متخصص ومن من جسد شخصياته من الممثلين فؤاد الكهالي وفتحية إبراهيم وغيرههما . كما تم عرض فيلم "يوم جديد في صنعاء القديمة" للمخرج اليمني بدر الحرسي وانتاج يمني بريطاني مشترك، والذي حاز على الجائزة الأولى في مهرجان القاهرة الدولية وجوائز دولية اخرى . ويسعى الفيلم من خلال أحداثه التي تعالج واحدة من اهم القضايا الاجتماعية المتمثلة في الفوارق الطبقية ،وخصوصية المورث والتراث اليمني والعادات والتقاليد التيتتميزمن خلالها الاسرة اليمنية بالتماسك والترابط , كما يجسد الفيلم فكرة حوار الحضارات،كما شهد المهرجان عرض افلام اخرى منها خيري واخوة ,بكار بالاضافة الى مجموعة اغاني واناشيد عن الحياة والطبيعة والطيور وغيرها من المواضيع في عالم سينما الطفل . المهرجان الذي يهدف للترويج للتراث اليمني والمقومات الحضارية لليمن كعوامل جذب سياحي ابرز التراث الينمي في بعده الخفي والمتمثل في الالعاب الشعبية عند الطفل والتي شهدت حضورا كبيرا في المهرجان حيث اتيح للاطفال ولاول مرة ان يلتقوا من مختلف مدن اليمن دون سابق موعد لاحياء هذه الالعاب التي كان يعلبها جد الطفل وأمه وابوه حينما كان في مثل سنه بروح المتعة والتسلية والتي يقول لسان حال الطفل من خلالها صدفة خير من الف ميعاد . وتقول الاستاذة نجيبه حداد ان عدد الالعاب التي يمارسها الاطفال في اطار فعاليات الاسرة والطفل في المهرجان وصلت الى (79) لعبة , وهي مستمدة من الالعاب الشعبية اليمنية التي عادة ما كان يمارسها الاباء والامهات في بيئات يمنية متعددة مشيرة الى ان الالعاب تم تحديدها من قبل مختصين ومطلعين من الاباء والامهات على هذه الالعاب من مختلف المدن اليمنية . من جانبه يذكر محمد مهيوب احد مشرفي المهرجان في الخيمة التي نصبتها الوزارة في قلب حديقة السبعين وتدار في داخلها مختلف فعاليات الاسرة والطفل "الاطفال في حديقة السبعين يقومون بلعب عددا من الالعاب الشعبية اليمنية مثل لعبة الوقل والغميضة والوقل والقفز على الحبل والكراسي . كما يتضمن المهرجان في إطار فعاليات المرأة والطفل، تقديم عروض "مسرح الدمى" الذي مازال يمثل فنا غير معروف الى حد ما عند كثير من الجمهور اليمني وقد يسهم المهرجان في التعريف به وتقام هذه العروض يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، طيلة ايام المهرجان وهي دمى شبيهة ب"الأراجوز" تتناول في اسلوب حواري عدد من القضايا فيما يخص السياحة المحلية في اليمن بما من شأنها خلق وعي سياحي لدى الأسرة والطفل في هذا الخصوص . وقد شملت عروض الدمى خلال ايام المهرجان القيام بزيارتين سياحيتين شملت محافظتي تعز وعدن تم من خلال الاسلوب الحواري الذي تجسده الدمى اطلاع الاطفال على اهم المعالم التاريخية والسياحية والعادات والتقاليد الخاصة بكل محافظة والتعرف على الاسواق وما يخص تنمية الوعي السياحي للاطفال عن المحافظتين . واشارت وكيل الوزارة ان فعاليات المسرح ليومي الخميس والجمعة القادمين سيتم من خلالها القيام برحلة سياحية الى محافظة مأرب لاطلاع الاطفال لاعلى اهم معالهما وتاريخها الحضاري ومعالمها السياحية في مقدمتها سد ماري القديم والجديد ومعبد اوام وغيرها . كما ستتواصل فيعاليات وانشطة الاسرة والطفل في حديقة السبعين حتى السادس عشر من الشهر الجاري . سبانت