تعتبر اليمن بلد نموذج لبرنامج عمل التعاون التنموي الألماني2015، فقد بلغت المنح المالية لليمن حتى الآن870 مليون يورو ، منها 555391 مليون يورو تعاون مالي و 314613 مليون يورو تعاون فني. وساهم الألمان خلال السنوات الثلاث الأخيرة بجهود كبيرة من في صياغة وتنفيذ استراتيجية الحد من الفقر بالإضافة إلى توجيه إطار التعاون التنموي القائم بما يخدم مكافحة الفقر، كما ساهم في معالجة الصراعات بحيث يسعان الجانبان اليمني والألماني لتوسيع نطاق التعاون التنموي بحيث يشمل المناطق التي تكون فيها ظاهرة الصراعات سائدة بشكل كبير. يعود تاريخ هذا التعاون إلى ما قبل 35 عاماً. حيث كانت البداية عام 1969بمشاريع بنية تحتية : مطار صنعاء، طريق صنعاء- تعز. وتم التوقيع على الاتفاقية الإطارية عام 1978. وتاريخياً يسير التعاون بين الجانبين على قدر كبر من الثقة والفعالية. وقام وفد ألماني بقيادة الملحق الثقافي في سفارة جمهورية ألمانيا الإتحادية بصنعاء، هندريك زيلة أمس بزيارة عدد من المشاريع الممولة فنيا وماديا منقبل جمهورية ألمانيا ممثلة بالمؤسسات الألمانية المنفذة للمساعدات الألمانية في اليمن،مؤسسة التعاون الفني GTZ وبنك إعادة الاعمار KfW و مؤسسة الخدمات التنموية DED ومؤسسة التأهيل الدولية InWen والمؤسسة الاتحادية للعلوم الجغرافية والخامت BGR ومؤسسة فريدريش إيبرت FES. بدأت الزيارة بالإطلاع على محل أبو مختار لصناعة الجرار المستخدمة للري في منطقة مذبح ، حيث قام أشرف أحمد الارياني منسق مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية التابع لمؤسسة التعاون الفني بشرح مشاكل نوعية الجرار الموجودة حالياً والتي تعود لعدم جودة الفرن الذي سيتم استبداله بفرن حديث من قبل الخبراء الألمان لتحسين نوعية الجرار لتطبيق الري في المساحات الصغيرة. تستخدم الجرار المنتجة في الحقل التجريبي في منطقة حبابة، حيث تعمل تقنية الري بالجرار إلى خفض استهلاك المياة وفي نفس الوقت زيادة المحصول. والجرار مفيدة حتى للمحاصيل المعمرة. وصرح السيد هندريك زيلة، الملحق الثقافي في السفارة قائلا: مشكلة استخدام المياه في اليمن هي ليست في المنازل و إنما في الزراعة و نتائج النجاح للحفاظ على المياه وصلت لنسبة 70% . وأجرى الوفد زيارة للحقل التجريبي في منطقة حبابة. حيث أظهر الحقل التجريبي إمكانية تطبيق تقنية الري بالجرار تحت ظروف واقعية في البيئة اليمنية كما ساعد على معرفة المشاكل التي يواجهها المزارع اليمني الذي استخدم التقنية وأعطى التوصيات لتحسين النظام. قال الدكتور مايكل كلينجر الخبير الجيولوجيا المائية و رئيس الفريق الاستشاري الألماني في مؤسسة التعاون الفني: هذه الجرار تعمل على توفير مابين 60 و70 % من المياه و بذلك نكون قد حلينا جزء كبير من مشكلة شحة المياة في اليمن مستقبلا كما نخطط لاستخدام الجرار الحديثة في مياه الشرب في المنازل، حيث أن من ميزاتها تنقية المياه بسبب دهنها بمادة السيراميك من الداخل التي تعمل كفلتر للماء. وأوضح المهندس عبدالحكيم الدبعي من الهيئة العامة للزراعة أن الهيئة تخطط للمساهمة في تطوير الحقل. وتوجه الوفد الألماني إلى محافظة حجة وكان في استقباله عبد الله حسن نصار،أمين عام المجلس المحلي لمحافظة حجة و خالد حُميد، نائب مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي و على نعمان من المؤسسة الألمانية للتعاون الفني. و زار الوفد محطة المعالجة الرئيسية للصرف الصحي في المحافظة. وأوضح خالد حُميد أن العمل في المحطة بدأ في عام 1998 وكان مشروع سابق في السبعينات وبلغت تكلفة المحطة 2 مليار و 700 مليون ريال. 85 % من التمويل كان على نفقة البنك الألماني للإعمار و 15 % على نفقة الحكومة اليمنية. و يستفيد من تلك المحطة 56 ألف نسمة داخل المدينة ولولا المتابعة من قبل الجانب الألماني لما تطور المشروع . حيث أنه من عام 98 و حتى الآن يتم تدريب خبراء من 3 إلى 4 شهريا على نفقة الجانب الألماني. وفي ختام الجولة زار الوفد مدرسة النصر الأساسية لتدريب المعلمين في حجة و كان في الاستقبال مدير المدرسة علي حزام . يتم في المدرسة تدريب الأخصائيين الاجتماعيين عن طريق برنامج تحسين التعليم التابع للمؤسسة الألمانية للتعاون الفني و البنك الألماني للإعمار. وأوضح الأخ عبد الكريم الناشري خبير قطاع التعليم في المؤسسة الألمانية للتعاون الفني أن التعاون اليمني الألماني في مجال التربية والتعليم يهدف لزيادة معدلات الالتحاق و خفض معدلات التسرب وخاصة بين الفتيات على أمل تحقيق أربع مرتكزات أساسية هي بناء القدرات وتدريب المعلمين بالتعاون من وزارة التربية والتعليم وتفعيل مشاركة المجتمع وتعليم الفتاة و إعادة تأهيل البنى التحتية من ترميم و توسيع لمدارس التعليم الأساسي في إطار التعاون المالي المقدم من البنك الألماني لإعادة الإعمار.وقال: نحن الآن مازلنا في طور التخطيط و الاتفاق مع المقاولين و المبدأ قائم على الشراكة و الاهتمام بأن تكون التنمية مستدامة كما أنه قائم أيضا على مبدأ اللامركزية. هذا وقد عملت المؤسسة الألمانية للتعاون الفني على تأهيل 400 أخصائي اجتماعي و 1300 مدرس موزعين على 8 مديريات من حجة البالغ عدد مديرياتها 31مديرية. أوضح مدير المدرسة أحمد حزام أن الأمور تحسنت كثيرا بالدعم الألماني في مجال التدريب كان ينقص قطاع التعليم تدريب قدرات المعلمين و تعليمهم أساليب التعامل مع التلاميذ و تعليمهم. سبأنت