سلطان العرادة يزف بشرى سارة لأهالي عدن (فيديو)    غوتيريش يدعو إلى إعادة فتح معبر رفح "فورا"    زلزال كروي: مبابي يعتزم الانتقال للدوري السعودي!    عاجل: انفجارات عنيفة تهز محافظة يمنية وإعلان حوثي بشأنها    الارياني: استنساخ مليشيا الحوثي "الصرخة الخمينية" يؤكد تبعيتها الكاملة لإيران    صحيفة تفجر مفاجأة: تشكيل حكومة جديدة بين الشرعية والحوثيين ودفع رواتب وأموال ضخمة وخارطة طريق معدلة    الرئيس الزُبيدي يثمن الموقف البريطاني الأمريكي من القرصنة الحوثية    غندوزي يصدم لاتسيو الايطالي    مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    الروح الرياضية تهزم الخلافات: الملاكمة المصرية ندى فهيم تعتذر للسعودية هتان السيف    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    الحوثيون يواصلون لعبتهم الخطيرة وامريكا تحذر    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    المنامة تحتضن قمة عربية    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    اليابان تطالب بتعزيز الآليات القائمة لمنع عمليات النقل غير المشروع للأسلحة للحوثيين مميز    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع ''صنعاء القديمة''    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سبأنت تنشر نص المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء عبد القادر باجمال
نشر في سبأنت يوم 18 - 09 - 2006

عقد رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال مساء الأحد مؤتمرا صحفيا ،بحضور ممثلو وسائل الإعلام المحلية العربية والدولية فيما يلي نص المؤتمر الصحفي :
نرحب بكم اخوة اعزاء جميعكم, عندما أحدق في وجوهكم اشعر بحميمية شديدة معكم, لاني شخصيا اعرفكم وفي مناسبات عدة, واعلم ان اسئلتكم التي تحملونها لن تكون كالعادة اسئلة تقليدية ومن صحفي الى مسئول, ولكنها ستكون بطبيعة الحال اسئلة ربما محرجة وهذا امر يعود لكم, الا انه بالنسبة لي مريح, فقد تعودت على الصراحة معكم, واشكركم على الحضور والحيوية مع الشعب اليمني الذي تتسابق فيه الحركة حتى تصل الى ذروتها في يوم العشرين من سبتمبر الجاري من أجل مجتمع ديمقراطي وحياة ديمقراطية كريمة, وغد أفضل, ومستقبل أروع, وحال أحسن.
لا شك انكم تتابعون جميعا كل مجريات الحياة اليمنية بتفاصيلها الكثيرة والدقيقة والمتنوعة, ولا شك ايضا انكم تجدون في اليمن خلال زياراتكم من حين لآخر, الكثير من التنوع والتجديد في هذا البلد, الذي يسعى الى ان يكون مواكبا على الدوام لحركة الحياة جملة وتفصيلا , داخليا وخارجيا, محيطيا واقليميا وعالميا.
نحن في اليمن بطبيعة الحال لسنا الا جزء من هذا العالم المحيط بنا, لكننا نعتز كثيرا بتجربتنا التي نستطيع ان نفاخر بها, لان لها بعض الريادة, ولها بعض الطليعية, هذه الريادة والطليعية في حد ذاتها, تعلمناها من انفسنا ولم تفرض علينا من الخارج, وهذا يعني اننا عندما نخوض تجربتنا فاننا نخوضها باصالة جمة, وبحميمة كبيرة, وبشفافية أكبر, وبصدق أوثق, وبروح أصدق مع النفس والاخرين, لا نزيف الوقائع, بل لا نستطيع الا ان نقولها صراحة حتى نستطيع ان نستعين باصدقاء لنا, وحتى باخرين غير اصدقاء, حتى نرى ما ينعكس على ذواتهم وعلى انفسهم وعلى عقلهم وعلى وجدانهم وما يشعرون به تجاهنا.
نخوض العملية الديمقراطية في مسارها الجديد الوحدوي منذ أعادة تحقيق الوحدة اليمنية في ال 22 من مايو 1990م, وقبلها كنا نحن اليمنيين على اية حال نخوض هذه التجربة التاريخية ليس فرادة في التاريخ بل تجديدا للتاريخ في حقيقة الأمر.. فقد كان اليمنيون في عهد مملكة سبأ يعتزون بانفسهم وقوتهم, واستطاعوا الموازنة بين الديمقراطية وبين القوة, بين الديمقراطية وبين الإرادة, بين الديمقراطية والعزيمة .
وفي جيلنا هذا ونحن نجدد العملية الديمقراطية, تزامنت الوحدة اليمنية بعملية ديمقراطية واسعة, تعددية سياسية حزبية, عكس ما كنا في ظل الوضع الشمولي, نظام الحزب الواحد , نظام التخوين لكل ماهو حزبي, ومع ذلك لم يكن امام اليمنيين ولا قيادتهم ممثلة بالاخ علي عبدالله صالح في عام 1990م إلا ان يختاروا الطريق الوحيد نحو بناء سياسي ديمقراطي, وعدى ذلك سيكون البناء طائفي عشائري قبلي فئوي, ربما شرائح اجتماعية مختلفة..
صحيح لا ننكر التنوع, لكننا نقول اننا ينبغي ان نبدأ ونحن موحدون في التنوع, ومتنوعون في الوحدة هذا هو الذي ينبغي ان يكون.. موحدون في التنوع ومتنوعون في الوحدة قبلنا الديمقراطية تحت هذا المضمون وقبلها الشعب وأول يوم مارسها هو عندما نزل دستور الجمهورية اليمنية للاستفتاء , هؤلاء الذين يشاركون العملية
الديمقراطية, قالوا لا للدستور حينها دستور الوحدة, واليوم في ظل الديمقراطية وفي ظل الوحدة هم يمارسون الديمقراطية , ونحن نعلم وعلى يقين ان الشعب ليس له إلا يقيناً واحد هو ان السبيل نحو الديمقراطية مهما كان الامر تقبل من قال لا, وتقبل من قال نعم .
على هذا الحال مضت الديمقراطية في انتخابات 1993م, وانجزت مهمة, وقال البعض حينها وهم طرف من اطراف العلاقة السياسية انهم لايقبلونها لأنها ديمقراطية ميكانيكية عدمية , كيف تكون الديمقراطية على هذا النحو إن كانت عدمية, لأني لا استطيع ان اعطي انسان صوتين وانسان آخر ربع صوت او نصف صوت ونشكل الناس على اساس نوعين , حقوق الانسان هي حقوق فردية, حقوق شخصيه للناس كلهم , ونتج عن هذا الموقف العدمي الذي اريد به اجهاض الديمقراطية في عام 1994م بالحرب التي فشلت , وبقت الوحدة والديمقراطية, وظل الرهان عليهما من جميع افراد الشعب, وسارت العملية سيراً طبيعياً, وخضنا انتخابات 1997م التي قاطعها البعض وقبل المشاركة فيها البعض الآخر, وسارت العملية سيراً طبيعياً , وجرت انتخابات رئاسية عام 1999م بعد تعديلات دستورية, وجرت انتخابات 2001م للمجالس المحلية ولأول مرة, كما جرت انتخابات برلمانية ثالثة عام 2003م.. ونحن اليوم على مشارف انتخابات رئاسية ومحلية في يوم تاريخي عظيم هو يوم 20 سبتمبر, هذا المشهد يفتخر به ويحسب لليمنيين جميعاً دون امتياز.. يحسب لنا جميعاً لكنه ايضاً يحسب اكثر فأكثر للذين قادوا العملية بوضوح تام, بعزيمة تامة, بإرادة واضحة, بطريق حر دون مواربة .
وانتم اليوم تحضرون هذه الحراك التاريخي, المشهد الراقي الحضاري, ولكم الحق ان تقيمون ما ترونه بمصداقية ورؤى كاملة عبر الشاشات الواضحة والسماوات الواسعة والفضاءات المريحة دون قيد او شرط..
نؤكد لكم ان الحكومة اتخذت اجراءات كاملة بشأن تدابير أمنية صارمة لإجراء انتخابات آمنة ومستقرة , واتخذت بصدد ذلك ايضاً اجراءات آخرى قامت بها الاحزاب قبل بضعة اشهر وتبنت وثيقة تاريخية معروفة هي وثيقة اعلان المبادئ بيننا وبين الاحزاب , ونشرت وثيقة اعلان المبادئ وأكدنا في تلك الوثيقة باننا جميعاً
ملتزمون بالنظام والقانون والدستور, وان اللجنة العليا للانتخابات ستتكفل بإدارة العملية الانتخابية كاملة دون أي تدخل , وإننا نساعدها باجهزتنا الحكومية المختلفة من اجل الوصول الى يوم 20 سبتمبر بصورة آمنة, ولن ينقص من عملنا هذا ما شاهدنا يوم الجمعة الماضي من محاولة لتدمير منشآتنا الاقتصادية في كل من مأرب وحضرموت , هذه تؤكد أننا جاهزون للتصدي لهذا الارهاب, لهذه القوى الظلامية, لهذه العدمية, لهذا التفكير المدمر.. جاهزون لكي نكون على ثقة كاملة بشعبنا وبجماهيرنا وبإدارتنا , عليكم ان تطمئنوا بانكم ستتحركون في جو آمن دون اية مخاوف .
الرقابة الدولية جربناها, بل رحبنا بها للمساهمة معنا والمشاركة في الرقابة لمن يريد ان يقوم بهذه الرقابة, سواء الرقابة المحلية, او الرقابة المشتركة من الاحزاب, ولها كامل الحرية في التجوال والسؤال والبحث والرصد, لاننا من دعينا هذه المجاميع الكبيرة من المراقبين ورحبنا بهم .. كل ما اريد ان اقوله انكم وانتم معنا لايمكن على الاطلاق ان نعزلكم عنا, انتم ضيوفنا وأحبائنا واصدقائنا, ولهذا حرصنا ان نلتقي بكم, وان نستمع اليكم ونرد على اسئلتكم.. فتفضلوا بدون اي تحفظات.
- الفرق بين التجربتين الرئاسيتين الاولى والثانية :
إذاعة صوت العرب : ما الفرق بين التجربتين الانتخابيتين الرئاسية الأولى والثانية ؟
باجمال : الفرق بين التجربتين, التجربة السابقة هي اول تجربة انتخابية لرئيس الجمهورية في عام 1999م, ستلاحظون في تلك التجربة انه قد تسابقت الاحزاب على تسمية الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قبل المؤتمر الشعبي العام.. شخصياً لم اكن مسروراً لأن الوقائع الملموسة بعد ذلك تمت بانها مجرد اعلان لفظي للتمويه وخصوصاً ان الساحة في تلك الأيام كان منسحباً منها الحزب الاشتراكي, و جاء الاعلان من حزب الاصلاح , صحيح انه فاز مرشح المؤتمر الشعبي العام آنذاك لأنه مرشح الشعب , اليوم الوضع مختلف.. اليوم خطوط الرؤى السياسية واضحة ومعالم المواقف السياسية واضحة والاجتماعية والثقافية, وبالتالي المواجهات لم تعد قائمة على مجاملات بل قائمة على مواقف سياسية صحيحة, بالتالي فإن المنافسة في هذه الانتخابات على درجة عالية من السخونة والوضوح في المواقف, وهذا هو الفرق .
- الحديث عن الفساد هو حديث عن الادارة:
محمد زين السياسة الكويتية : ذكرتم انكم اتخذتم تدابير امنية حازمة لانتخابات بلا سلاح, فهل يمكن ان نتعرف على الطريقة او على الخطة التي اتخذتموها للقضاء على الفساد وبناء دولة المؤسسات وبناء ادارة رسمية شفافة؟
باجمال : اولاً الحديث عن قضية الفساد هو حديث عن قضية الإدارة, والإدارة في اليمن عمرها حديث وليس قديم بداءً بالادارة السياسية التي استطيع ان اقول ان اكبر فساد في هذا البلاد كان في ظل التشطير, عرفته اليمن في كل تاريخها وفي كل اجيالها.. التشطير في اليمن كان فساداً كبيراً ووجدت قناعات فكرية وسياسية واقتصادية بسبب الفساد السياسي الذي عرفته اليمن , ولايمكن على الاطلاق ان نحمل الاستعمار البغيض والإمامة سبب التشطير فقط خاصة وان الجنوب نال استقلاله في 1967م , لكن الفساد يحصل عندما يكون هناك حزب واحد, فهو فساد الأحادية, فساد البيروقراطية, فساد الشمولية , هذه كلها تركة ورثناها, كيف نستطيع ان نتعامل معها في خلال عشر سنوات , تراث تاريخي عمره عشرات السنين نريد ان نقضي عليه خلال عشر سنوات.. اما اكبر فساد جرى بعد الوحدة واخطره هو حرب عام 1994م , ميزانية دولة كاملة وترسانة من السلاح ذهبت .
هذا هو جوهر الفساد, سلاح دولة بكامله تم بيعه, تم التعامل معه بطريقة اخرى , هنا بدأت هذه العملية منذ ذلك الوقت , واليوم الذين يتذرعون بهذا الفساد هم الذين صنعوه اصلاً .
نحن اليوم نعاني من المشكلة التي ورثناها ونعمل على معالجتها, القوانين التي ورثناها شطرية, ولازلنا حتى الآن نصنع قوانين جديدة لبناء دولة حديثة , قوانين تتعلق بالمناقصات التي ورثناها كماهي, القانون المالي اخذنا بالقانون الذي كان قبل الوحدة لأحد الشطرين , قانون المناقصات نفس الشيء.. اي ان قوانين الوحدة الآن يجري تعديلها من اجل القضاء على هذه الظاهرة الموجودة , التقاسم في الإدارة فساد, فقد حصل تقاسم حزبي سياسي مناطقي اجتماعي ووصل التقاسم الى الموظفين الصغار.. وهذا فساد , اعطاء وظائف لناس لايستحقونها ارضاء لبعضهم فساد, الآن تجري عمليات واسعة من اجل اجتثاث هذا الفساد, ولأول مرة حكومة تعلن رسمياً أنها سوف تجتث الفساد , لكنها ليس لديها يد سحرية , فالفساد هو نتاج ثقافة وسيكولوجيات موجودة, لايمكن على الاطلاق انتزاعها من قلوب الناس فجأة فهم بشر, ولا نستطيع ان تتعامل معهم كما نتعامل مع السيارة المعطلة اوالتلفزيون المعطل , فهذه آلة يمكن ان توفر لها قطعة غيار وتصلحها لكن الفساد متعلق بثقافة ووازع ديني واخلاقي وقيمي , وهذه هي المسألة الأولى.
المسألة الثانية بالنسبة للتدابير الأمنية , نحن منذ حادث /يو اس اس كول/ ونحن في معركة شديدة لمواجهة الإرهاب, قلناها من أول ما جرى اختطاف الملحق الثقافي بالسفارة الامريكية /ماهوني/ قلنا ان هذه عملية ارهابية.. وقيل لنا حينها قبل ان يصنف الارهاب وقبل ان يتلون تلوينات مختلفة , قالوا لنا لا هذه نتائج عمليات إدارية ركيكة عندكم, ونتائج ضعف الديمقراطية ونتائج ضعف الإدارة والمسألة ليست بهذا الشكل.. في عام 1998م وفي عام 2000 جرت عمليات كثيرة في ابين ثم تلاها بعد ذلك في عدن ثم تلتها في حضرموت حادثت لمبرج ثم جاءت بينهما احداث سبتمبر, بحيث اصبح الجميع يتحدث عن الإرهاب واصبحت هذه الظاهرة دولية وغير مقتصرة على دين اوعرق او لون, أليست ظاهرة صنعت بمكان معين وكانت داخل القمقم, ثم من الذي نزع غطاء القمقم حتى يخرج الشيطان والعفريت منه , ومن يدخله بعد ذلك, هذا ما حصل لكننا وجدنا انفسنا امام وضع لدينا خبره فيه فتعاملنا معه ولازلنا نتعامل معه فاتخذنا جملة من الاجراءات واعدينا خططنا الأمنية , واعدنا تركيبة التفكير الداخلي عندنا, واعدنا ايضاً علاقتنا مع الخارج بالنسبة لموضوع الصدام والصراع مع الإرهاب من خلال شبكة العلاقات اللوجسيتة المختلفة التي اقمناها مع جيراننا كلهم, لأن الارهاب هو عملية خطره علينا كلنا , ضد الحياة, ضد الانسان, لهذا كان على جدول اعمال الحكومة وجدول اعمال مجلس الدفاع الوطني الاعلى قضية مكافحة الارهاب, ولهذا جاءت حاجه لخطة الانتشار الأمني في جميع مناطق الجمهورية .
- لماذا الرقابة الدولية:
قناة الجديد اللبنانية : بعض الاطراف في المعارضة أتهمت الدولة أو الحزب الحاكم بالتحديد بتزوير اللوائح الانتخابية وبث الرعب في الاعلام الدولي ، فما تعليقكم على هذه التصريحات التي وردت اليوم.. ولماذا استدعيتم بالتحديد الرقابة الدولية في ظل الأمن الموجود في اليمن قبل نهار الجمعة بالطبع ؟
باجمال : شكراً ، هذه الاسطوانات ستسمعونها ليس في اليمن وانما في جميع أنحاء الدنيا.. مش المعارضة والسلطة .. في لبنان نفس الشيء وكذا في افريقيا ، وفي كل مكان أو اي مكان تجري فيه العملية الديمقراطية .. العملية الديمقراطية اشكاليتها تكمن في ان هناك اناس لا يريدونها اصلاً.. لانهم يريدونها أن تكون فقط لهم .. ان تكون الكعكة كاملة لهم .. هناك فرق, لا يريدون ديمقراطية, يريدون فوضى .. وبالتالي يلجأون الى اتهامات من نوع التزوير في اللوائح الانتخابية ، نحن كان يمكن لنا أن نرفض كل طلبات المعارضة ومع ذلك انا قدت شخصياً حوارات على مدى أشهر طويلة وبصبر شديد من أجل ان نصل إلى طلبات معقولة ، نضيف في اللجنة العليا للانتخابات شخصين من المعارضة .. وأصبحنا نحن أصحاب الأغلبية الذين لهم اكثر من 235 عضوا في مجلس النواب, نحصل على خمسة اعضاء من بين تسعة.. في أي بلد آخر لن يأخذ أحد أعلى من نسبته في البرلمان أو على حسب الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات .. ومع ذلك تسامحنا حتى لا يقول قائل إننا انانيون .. نحن نريد ان نسعى لتحقيق توافقات حقيقية وليست مناكفات عدمية .. هذه المسألة الأولى .. المسألة الثانية تزوير اللوائح الانتخابية, كلام لايستطيع ان يثبته احد، وهو موجود امام القضاء ، ولم يستطع احد ان يثبت شيء.. إلا أنهم اطلعوا على القوائم فوجدوا ان هناك قوائم فيها اسماء مكررة واسماء لصغار السن, ومثل هذا يحصل .. 240 الف اسم تم شطبهم من السجل الانتخابي بغض النظر من اين جاءوا, وترك الأمر للقضاء وأحيل الموضوع إلى النيابة العامة ولم تعترض الحكومة على ذلك, لم يقل احد لانريد هذا العمل, بل قلنا القضاء حكمً بيننا .. وكان افضل شيء انهم بدلاً من التلفظ بالتهمة كان عليهم ان يذهبوا مباشرة إلى القضاء ويضعون التهمة هناك ليقول القضاء قراره بشأنها, بدلا من صياغة التهمة أو الفكرة باعتبارها مجرد دعاية انتخابية أو انها تهمة تشكيكية .
هناك قضاء, حدد القانون والنظام كامل الاجراءات اللازمة حول التشكيك بأي شيء، وانتهينا من هذه المسألة.. انا اقول بصراحة ان شطب ربع مليون اسم باعتبارهم اما صغار سن أو انهم مكررين هذا يعني ان القضاء مارس صلاحيات كاملة, فلماذا القول بغير هذا الكلام, طالما ان القضاء قد أصدر قراره وقبلناه .. ولو اننا لم نقبله لكان الأمر مختلف, ولكنا قبلناه برضى تام, مع علمنا ان اغلبيتهم من الطرف الآخر .
تلفزيون الكويت : شكراً سيادة رئيس الوزراء، أولاً كما قلت ان هذا اللقاء ليس فقط لطرح الاسئلة ولكن هو لقاء ودي ، ولقاء من القلب الى القلب, ولزاما علينا نحن الاعلاميين أن نوجه الشكر الجزيل للحكومة اليمنية بكافة مسئوليها وبكافة مؤسساتها على الدعوة التي وجهت الينا لزيارة اليمن الشقيق لتغطية الانتخابات اليمنية يوم العشرين من سبتمبر الجاري.. نحن من باب الامانة يجب أن ننقل مشاهداتنا لما رأيناه في اليمن ليس فقط ما تمارسه قوى السلطه وما يمارسه المسؤلون في الحزب الحاكم من ممارسات واساليب ترقى بالعملية الانتخابية .. نهنئكم والشعب اليمني الشقيق على الروح الديمقراطية التي لمسناها في اليمن .. حضرنا مهرجانات وخطابات اعلامية سواء كان للمؤتمر الشعبي الحاكم أو لاحزاب اللقاء المشترك ولم نشاهد الجماهير قد زجت الى هذه الامكنة سوقاً ولكنها خرجت بارادتها حتى تساند المرشح بكل عفوية .. ولم نجد الحقيقة رجال الامن يتدخلون في شئون المواطنين اليمنيين وصولاً الى يوم الاقتراع .. كنت في زيارة ظهيرة هذا اليوم الى جبال شاهقة في اليمن ورأيت شعارين الحصان والشمس وقد رسما بأعلى القلاع وأعالي الجبال ولم يتدخل أحد من المواطنين أو من المسئولين أو من المشاركين في الاحزاب لحذف أو لشطب ايا من الشعارين وهذا دليل على وعي كبير جداً عند الاخوة المواطنين اليمنيين.
نقطة أخرى سيادة رئيس الوزراء, نحن الاعلاميون عندما نتحدث وننقل الصورة نتكلم من واقع حبنا لاشقائنا في اليمن .. هل رأيتم ارتباطا مابين تصريح الظواهري قبل ايام بضرب المصالح الاجنبية في المنطقة العربية وما بين ما حدث من عمليات ارهابية في اليمن يوم الجمعة الماضي .. قيل ضرب المصالح الاجنبية ولكن رأينا هناك من يهدد المصالح اليمنية ، وهذه نقطة خطيرة جداً .. كيف ستتتصدون سواء في الحكومة القادمة أو هذه الحكومة لكل من يحاول تخريب هذا البلد المستقر .. نحن نفكر بصوت عالي، ونحن هنا ليس فقط لنقل صورة الانتخابات ولكن لنقل صورة حية عما يجري في هذا البلد الآمن المستقر .. ويسعدنا ان يكون آمناً ومستقراً.. نقطة أخرى، الأولويات التي ستكون على رأس وأجندة الحكومة في حال فوز الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة .. هذه نقطة نريد أن نسلط الضوء عليها بمزيد من الشفافية وبمزيد من نقل الصورة الامينة لشعوبنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. واتمنى في الحقيقة ان ننقل صورة مغايرة لما نسمع عنها في الخارج من تدخل ، من فرض في استخدام اساليب للضغط على الناخبين والذي لم نشاهده منذ حضورنا.. كل التحية والتقدير للجهود التي تبذلها الحكومة والمسؤلون في سبيل ابراز الوجه المشرق لليمن السعيد وشكراً.
- هموم اليمن وجيرانه
باجمال: جميلة هذه المداخلة ، وسأتجنب الرد على السؤال الثاني لانني في مجلس الوزراء - ويمكن ان نلتقي مع بعض في مبنى الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام حتى لا نتدخل تدخلاً يقال علينا باننا سنعمل دعاية لبرنامجنا القادم وهو على العموم برنامج موزع.. لانريد ان نستخدم مؤسسات الحكومة أو يقال انها تستخدم للدعاية الانتخابية ، لكني ساستطرد معك في هموم مشتركة بين اليمن وجيرانه وهي الهموم الامنية.. وهذه الهموم المشتركة في حقيقة الأمر هي هموم استراتيجية ، هموم تاريخية تنطلق ليس من حاضرنا ، بل تتواصل مع مستقبل اجالينا .. ما هو مصير هذه الأمة في هذه المنطقة الحرجة من العالم, ولانها حرجة كانت دائماً مستهدفة من قوى الارهاب .. كما سمعت من الظواهري نحن نعتبر انفسنا عندما قال الظواهري هذا الكلام بأنه يريد توجيه ضربته إلى دول الخليج يعني دول العالم كله سواء دول مسلمة أو غيرها, اليوم العالميتعامل مع بعضه البعض ، لاتوجد فقط شركة امريكية في الخليج فقط وانما موجودة في العالم كله .. القضية الأساسية هي حياة الناس, ويظهر بوضوح ان الذي قتل يمني وان المنشآت يمنية, بل يمنية مملوكة 100 بالمائة ليست مشتركة مع شركة اجنبية كما هو الحال في مأرب, لإن الشركة الاجنبية قد غادرت .. الظاهرة الاجرامية الارهابية ظاهرة ضد الحياة .. هكذا ينبغي ان نتعامل معها .. وبالتالي نحن محبي الحياة ينبغي ان نتعامل معها بيقظة كبيرة ، ونرتب انفسنا على شيئين رئيسيين: ان مواجهة هذه الظاهرة ينبغي أن لا تكون مجرد مواجهة
في الاحتياطات الامنية واحترازات وثكنات عسكرية ومظاهر بوليسية ، ليست هكذا .. القضية تبدأ في مسألة أكثر عمقاً وهي قضية التعليم والثقافة والتوجيه والارشاد الديني ، هذه هي القضية الكبيرة لانهم اذا لم يجدوا شباب مفرغون من هذه القيم الانسانية والدينية والاجتماعية والقيمية يملأوها بقيم عدمية وتدميرية .. كيف نستطيع ان نوجد جيل كامل متماسك يمتلك ثقافة وطنية وقومية وانسانية واجتماعية ؟! .. هذه مهمتنا .. انا كل ما أرجوه من التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي أن نبذل جهداً كبيراً في ميدان التعليم والثقافة في أوساط الاجيال والنشء .. لا يكفي ان نلعب الكرة مع بعضنا البعض، هذه ليست فقط بناء الشباب ، ينبغي أن نبني انفسنا ثقافياً وعقائدياً بناءً حقيقياً..
- المختطفون في حالة جيدة وفرنسا لاتريد تدخلا عسكريا
وكالة أنباء الشرق الاوسط: أتيحت لنا الفرصة اليوم للمشاركة في حضور مهرجانين انتخابيين للرئيس علي عبدالله صالح في البيضاء .. كانت هناك حشود من المواطنين من مختلف الاعمار .. وانني أريد ان أسأل هل اللجنة العليا المنظمة للانتخابات قامت بدور حيادي تجاه سائر المرشحين في توفير الاجواء الانتخابية الملائمة لهم في التواصل مع الناخبين .. لاننا لم نشاهد بقية المرشحين لاننا وصلنا يوم امس ، فأريد أن اتعرف على قدر التواصل بينهم وبين الناخبين وهل كان هناك حيادية أم كان هناك تمييز لمرشح المؤتمر الشعبي العام .. النقطة الاخرى، استفسار حول اوضاع الحوار مع خاطفي السياح الفرنسيين واين وصلت مباحثات الحكومة معهم؟
- باجمال: أولاً بالنسبة للسؤال الأول بالأساس المفروض ان يكون موجه للجنة العليا للانتخابات ، لكن من باب التعامل مع هذا السؤال باعتباره موجهاً للحكومة بعيداً عن اللجنة العليا للانتخابات هل الحكومة مارست عملاً يجعل ثمة فرص غير متساوية ومتاحة للناخبين .. مضايقات اعلامية ، مساحات اعلامية في التلفزيون والاذاعة والصحف .. لو تعودي الى عدد الصحف التي تصدر لصالح المعارضة ستجدينها اكثر من الصحف التي تصدر لصالح السلطة .. ولو احصيتي لغوياً عدد الكلمات التي تهاجم الحكومة وادخلتيها في الكمبيوتر ستحصلين على شيء مخيف من قاموس لم نعهده على الاطلاق في حياتنا السياسية .
فيما يتعلق بالمختطفين من السياح الفرنسيين .. الموضوع ليس معقداً كما ينظر اليه البعض .. السياح في حال جيد ومتواصلين مع الحكومة الفرنسية .. والفرنسيون لا يريدوننا ان نتدخل تدخلاً عسكرياً قويا حتى لايكون هناك رد فعل .. سوف يخرجون سالمين كما هو معتاد .. الامور ليست على ذلك النحو من التعقيد ولا نستطيع ان نقارن حادثة ارهابية حصلت في حضرموت بحادثة خطط لها.. حالة خاصة ووضع خاص ويمكن وضع اجتماعي أكثر منه وضع سياسي..
- وكالة الانباء العربية: الاخ رئيس الوزراء ، اليوم اليمن يطور تجربته
الديمقراطية في وسط غير متجانس من الناحية السياسية ، هل تعتقدون ان تطور هذه التجربة يضيف الى رصيد اليمن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي أم ينتقص منه.. السؤال الثاني متعلق بدوافع العمليتين الاخيرتين ، هل هي دوافع محلية لهز أركان النظام ، أم هي اقليمية أم ترتبط مباشرة بتنظيم القاعدة وتهديداته؟
باجمال : سأبدأ بالرد على السؤال الاخير ، فيما يتعلق بدوافع العمليتين الاخيرتين .. بطبيعة الحال الدوافع واضحة ولا تحتاج الى كثير من التفسير .. تدمير الامن والاستقرار والاقتصاد وايقاف التنمية .. واضحة بما معناه تدمير الحياة .. واستطيع ان اقول, ان ما جرى انه بعد بضع ساعات انتقلت من حضرموت الداخل الى حضرموت الساحل .. ووجدت شيء فضيع لن أستطيع على الاطلاق ان اتصور ان هناك اناس عندهم هذه الانفجارات الجهنمية الداخلية النفسية والعقلية .. ولهذا قلت قضية الثقافة قضية مهمة جداً إلى ابعد الحدود علينا ان ننظر لها ..
ولهذا ركزت على ان علاقاتنا مع مجلس التعاون الخليجي ليست مجرد علاقات اقتصادية .. أي ان نأتي بمستثمرين لليمن فقط .. نعم نريد استثمارات ونراهن على سد فجوات في التنمية تصل الى حوالي 48 ملياراً للخطة الخمسية القادمة .. نعم نريد هذا التعاون ، نريد ان ننهض بأوضاع شعبنا وان ننمي اليمن .. نريد اندماجاً وليس مجرد اعادة تأهيل, وقلتها مؤخراً في ندوة اشترك معنا فيها مفكرين وسياسيين قبل ثلاثة اسابيع تقريبا.. قلتها بصريح العبارة نريد اندماجا حقيقيا فكريا سياسيا اقتصاديا منهجيا في كافة العلاقات بما في ذلك التجارة .. ولهذا نحن الان نقوم بعملية اعادة بناء الادارة الاقتصادية في اليمن, الادارة القانونية, الجمارك والضرائب، الاستثمار ، المناطق الحرة, المناقصات والاسس المالية ، الاحصائية، المقاييس والمعايير، كل هذه
البيئة لاننا وبارادتنا نريد ان نكون جزءًا من عملية تاريخية جماعية للجزيرة العربية .
- الايام البحرينية : سؤالي هو حول تأهل اليمن لدول مجلس التعاون الخليجي,
التجرية الديمقراطية او الاجواء الديمقراطية التي تشهدها اليمن هذه الايام برأيك هل تقرب المسافة الى دول المجلس ام تبعدها؟ بمعنى آخر هل هي عامل ترهيب أم ترغيب ؟! انتم فتحتم الابواب كلها وكشفتم كل المعلومات في هذه الاجواء واصبحت هناك ربما نستطيع القول اصبحت فجوة بينكم من الناحية السياسية والديمقراطية مع دول المجلس خاصة وان هناك فجوة اقتصادية تبعد اليمن أظن بشكل أكبر عن دول المجلس، ربما هم يتفوقون عليكم بالثروة ولكنكم تفوقتم عليهم بالديمقراطية بشهادة الجميع .
سؤالي الثاني بخصوص التفجيرات الاخيرة التي احبطت مؤخراً، وزير الداخلية اليمني اعلن في مؤتمر صحفي امس انها كانت منظمة من قبل خلية ارهابية تتبع تنظيم القاعدة ، ولكن هذه الاشارة لم تخل من اتهام مبطن للمعارضة عبر الخطاب التحريضي الذي كان يقصد به بالتأكيد مرشح الرئاسة لحزب اللقاء المشترك ..
لم يخل من اتهام مبطن لم يوضح بعد .. الامر كله بمجمله لونظرنا اليه من جميع الزوايا يشير الى ان المعارضة متهمة خاصة وان القاعدة معروفة بضرب مصالح اجنبية واليوم تضرب مصالح يمنية .
باجمال: أولاً تعليقي على ذلك ليس اكثر من تعليق وزير الداخلية لانه هو الذي يمارس العمل الحرفي القانوني وهو الذي يشرف على التحقيقات بتفاصيلها ، لكني اقول سياسياً نحن لم نتهم أحداً حتى هذه اللحظة .. ونحن سائرون في عملية التحقيقات والحقيقة سوف تكشف في حينها عندما تصبح ناضجة وصريحه وبدون أي ملابسات .. فيما يتعلق بعلاقاتنا مع مجلس التعاون الخليجي والحديث عن الفجوة وسبب الفجوة السياسية أو الديمقراطية والفجوة المالية الاقتصادية ، من السهل وانا قلتها في يوم من الايام .. من السهل أو الممكن أن يجري التعامل مع الفجوات المالية والاقتصادية بأكثر من بديل وربما ايضاً ضمن البديل الاساسي والجوهري
هو القوة المالية لمجلس التعاون الخليجي ، لكن ايضاً هناك قوى دولية أخرى اذا ما تعاملنا معها ايضاً لديها مال كثير .. والمال العربي ليس بالقدر الكافي ايضاً بالنسبة لامكانيات العالم .. لو نظرنا للأمور بنظرة أوسع .. لكن الاقربون أولى بالمعروف ، هكذا يقول المثل.. وبالتالي فانني اتصور انه لا توجد فوارق اذا ما عملنا في بداية الامر على ما يسمى بالتوافقات التي نستطيع ان نتواصل من خلالها لكي نضع قواعد العمل المشترك اقتصادياً واستثمارياً وتنموياً في المنطقة, وكذلك ايضاً هناك قضية اخرى لا تهم اليمن وحدها هي قضية البيئة, بالاضافة الى قضية التعليم كما ذكرت وبالتالي ايضاً نحن نكرس جهداً آخر في التنمية البشرية لاننا ايضاً لدينا انفجار سكاني يصل معدل النمو فيه الى 3 بالمائة .. واليمن لا تستطيع ان تدعي وحدها بأنها مارست الديمقراطية دون غيرها ، شهدت الكويت من يوم الاستقلال ايضاً عملية ديمقراطية .. صحيح وانتي فتاة لم يكن لزميلتك في الكويت حظ في المشاركة الا في الانتخابات التي جرت مؤخراً في الكويت .. حيث اخذت عملية المشاركة فترة طويلة.. لكن اقول ان ما حصل ايضاً هو تقدم في اطار ما يمكن ان نسميه الثورة الديمقراطية الجديدة في عالمنا .. اذا كانت ثمة ثورة صناعية أو ما يمكن أن نسميه انضواء الديمقراطية
ضمن مفهوم معين .. ضمن مفهوم الرأسمالية اليوم .. فالاشتراكية انتهت وانتهى شعارها المركزية الديمقراطية ، ولكن ايضاً الرأسمالية محتاجة الى مزيد من الديمقراطية في داخلها حتى لايكون المال قادراً على تحويل العملية الديمقراطية عن مجراها الحقيقي كما هو الحال في كثير من البلدان .. حتى في البلدان ذات
الديمقراطية العريقة , وفي هذه البلدان كما تعلمين ان مجلس اللوردات اليوم لا يورث على سبيل المثال .. كان له قواعده الاخرى.. فرضت الديمقراطية الجديدة ان يكون له قواعد مختلفة .. ولهذا اقول ان التفوق بالثروة يمكن ان يكون في عملية المصالحة او المزاوجة بين الثروة والديمقراطية وليس بينهما أي تناقض على الاطلاق.. نحن اليمنيون نقدم على هذا لا لكي نحرج أحداً .. لاننا بحاجة الى هذا الشيء, ولاننا اخترناه من انفسنا والآخرين سيكتشفون تدريجياً ومن ذات انفسهم ايضاً.. ولا نقول سيفرض عليهم انهم ايضاً محتاجين الى جيل آخر يعبئ فراغه السياسي بالديمقراطية حتى لايعبأ باي فراغ آخر مدمر ومحطم للحياة.
جريدة الاسبوع المصرية : فيما بعد الاستحقاق الانتخابي ماهي اهم ملامح هذا التغيير ، طرح فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إشارة الى امكانية تعديل الدستور اليمني بعد عملية الاستحقاق الانتخابي القادم ، ماهي اهم ملامح هذا التعديل من وجهة نظر الحكومة ؟
باجمال : مرة أخرى ليست دعاية انتخابية .. لكن مقاصد التعديل الدستوري مقاصد موجودة سابقاً لان العملية الديمقراطية في نهاية المطاف هي محكومة بعملية دستورية قانونية .. لا نستطيع ان تعمل عملية عفوية
فطرية فيها شيء من الهوايه.. لا هي عملية ديمقراطية ينبغي ان تتوافق تماماً مع متطلبات الظرف الملموس.. انا اقول انه سبع سنوات في رئاسة الجمهورية يمكن تقليصها الى خمس سنوات كما قال الاخ الرئيس واوردها في برنامجه ، ان تكون لدينا في مصفوفة الاصلاحات - وهذا قبل الانتخابات (انتبهوا) ليس دعاية انتخابية - في المصفوفة التي اقرتها الحكومة في هذا المبنى قبل حوالي عام .. سميناها مصفوفة الاصلاحات الشاملة .. سياسية ، اقتصادية ، ثقافية ، تنموية كاملة .. أقرينا في هذه المصفوفة اولاً غرفتين أي ان يكون مجلس النواب مجلساً منتخباً مباشرة ومتساوياً في العضوية لجميع المحافظات مهما كان عدد المحافظة .. لها تمثيل متساوي ومباشر .. كان هناك مشروع كما تعلمون عرض على مجلس النواب وسحبته الحكومة يقوم على ان الانتخاب غير مباشر عن طريق المجالس المحلية فصار هناك تناقض دستوري .. انه كيف سلطة محلية منتخبة وهي جزء من السلطة التنفيذية تنتخب سلطة لها حقوق تشريعية ، وبالتالي الحكومة
سحبت المشروع .. اليوم نحن امام مفتاح آخر تجاه هذه القضية ، هذا سيتبعه بالضرورة تعديل اساسي في القانون الخاص بالسلطة المحلية وبالمقابل ايضاً في الممارسة الخاصة بالسلطة المحلية .. لان السلطة المحلية تعيش دورتها الاولى .. ومع ذلك كان عملها بالنسبة للصادقين الواقعيين الذين ينظرون للأمور بشكل موضوعي عمل غير عادي على الاقل انها قامت بدور ديمقراطي في حياتها الداخلية، بالاضافة الى انها تولت نيابة عن السلطة المركزية امور التنمية المحلية .
- قناة العالم : انت قلت انك لم تتهم احد بالتفجيرات لكن المعارضة فعلاً اتهمتكم اليوم كحكومة أو كدولة، كسلطة بالضلوع في التفجيرات الاخيرة ، ماردكم على هذه الاتهامات ؟!.. وثانياً بصراحه انت الان تعترف بالفساد ، الرئيس علي عبدالله صالح لم ينف وجود هذا الفساد ، هل تعتبرون انفسكم اليوم مؤتمنون بالبقاء في هذه السلطة وانتم تعترفون بهذا الفساد وتقرون انكم ستحاربونه وقد لا تستطيعون ذلك ؟!
باجمال: اولاً وقبل كل شيء لو استمعتي جيداً الى صيغة مكونات ومركبات الفساد لما جرى السؤال الاخير من جانبك .. قلت ان هذا البلد لأول مرة في تاريخ البلدان كلها تجتمع على يمن واحد ، على ارض واحدة ، نظامين
سياسيين .. ينتسبان الى الحرب الباردة .. ورث هذا النظام الوحدوي نظام شمولي من هنا ومن هناك .. وقلنا ان اكبر عملية فساد ورثناها هي التشطير.. وهو عبارة عن نظام هنا وهناك .. هل تعلمين انه من أكبر انواع الفساد انه ممنوع الزواج من اخرى داخل عدن قبل الوحدة .. وانت المسلمة المحجبة العالمة بهذا الشأن .. اليس هذا فساد ديني ضد الحرية وضد ما جاء في القرآن الكريم والديانة الاسلامية .. اما ان نبقى اولا نبقى .. الشعب باق وهو الذي سيختار حكامه.
- مجلة الاهرام العربي: اليوم زرت محافظة البيضاء ، وشاهدت الجماهير الحاشدة وهي حول المرشح ، وانا هنا يعنيني طرق الشعب اليمني للانتخابات وبناء الدولة الحديثة وتكلمت انت عن التعليم والثقافة والتجديد ، وقد لاحظت ان الدولة اليمنية وانت شرحت ذلك حول التشطير والوحدة والحروب والارهاب وما الى ذلك من معوقات لبناء دولة يمنية حديثة .. الان انتم تدخلون في انتخابات رئاسية ومحلية ، ولاحظت ان المعركة شرسة للغاية على عكس المعركة الاولى .. هل فاجئتكم شدة المعركة من المعارضة؟!
ثانياً: هناك قضايا حول المنطقة كأحتلال العراق والوضع في فلسطين وموضوع ايضاً انضمامكم لمجلس التعاون الخليجي لانني لاحظت ان المستثمرين العرب يحجمون عن المجيء الى اليمن وانا رأيت ان اليمن يستحق ان يكون في وضع أفضل من ذلك من خلال حشود الجماهير التي تريد ان تبني دولة حديثة بالفعل ومن هذا المنطق اتمنى وارجو أن اجد بصراحة هل اذا ما شكلتم حكومة جديدة في حال فوز مرشحكم ستختارون حكومة على أسس مهنية أم قبلية أم فئوية؟
- باجمال : أولاً بالنسبة لتشكيلات الحكومة رئاسة الجمهورية وانتخابها لاتؤسس على الغاء حكومة أو تشكيل حكومة أو تجديد حكومة - هذا شأن الرئيس القادم وشأن الحزب القادم الذي سيحظي بالتأييد .. الحكومة ملزمة ان تقدم استقالتها عند الانتخابات النيابية .. هذا هو الجانب الدستوري اما بقية الجوانب فهي قضية سياسية .. وما من شك ان هذه الحكومة تعدلت ثلاث مرات في 2003 بعد تشكيلها في عام 2001م بسبب جانب دستوري ومرة بسبب جانب سياسي ، نريد أن نجدد دماء وآلية الحركة وايقاع الحياة السياسية في البلاد . النقطة الثانية : وهي رد على سؤال الاخت من قناة العالم حول اتهامات لا اعرف هي استقتها ممن.
الاعلامية -مقاطعة: (من مرشح المعارضة ).
باجمال: اذاً هذه بضاعته وكل اناء بما فيه ينضح.
راديو مونت كارلو: لا حظت في المؤتمر انهم عايزين الانتخابات المحلية والرئاسية تجري في اجواء ديمقراطية وتنافسية وتعددية .. هناك غائب أكبر في هذه الانتخابات هي المرأة .. المرأة اليمنية غائبة أو مغيبة ، كيف تفسرون هذا.. ولماذا لم تحدد الحكومة او تفرض على القوى 15 في المائة مثلاً في القوائم
للمرشحة على الاقل في المجالس المحلية ؟!
- باجمال : ساعتبر هذا آخر سؤال لأنه يستحق ان يكون آخر سؤال حول المرأة .. لسبب بسيط سأقوله لكي.. أولاً عندما عقد المؤتمر الشعبي العام مؤتمره السادس قرر بأن يدخل غمار العملية السياسية بشقيها الرجالي والنسائي وان لا يترك المرأة بعيدة عن المشاركة .. وقدمت ورقة معروفة منشورة يضع المؤتمر على نفسه من خلالها ان يشرك في هيئاته مجتمعه 15 في المائة من النساء وفي المناصب القيادية وفي جميع التشكيلات الاخرى .. وكان لدينا نظام قد اقريناه اسمه نظام اعادة الهيكله, من ضمن نظام اعادة الهيكلة داخل المؤتمر الشعبي العام هو المرأة بدرجة اساسية, فأشركنا المرأة في كل مستويات التنظيم محلياً على مستوى المركز والمديرية والمحافظة ثم على مستوى اللجنة الدائمة وايضاً على مستوى اللجنة العامة ، وايضاً على مستوى لجان الرقابة التنظيمية 15 في المائة .. ولانها تجربة أولى عملنا صندوق خاص بالمرأة وجعلنا هذا الصندوق لا تنتخب فيه الا امرأة .. عملنا حصة 15 في المائة ، وحاولنا في وثيقة اعلان المبادىء ان نتوصل عن طريق الحوار بيننا وبين اخواننا في احزاب المعارضة لتحديد حصة نشترك فيها جميعا ، نفرغ دوائر بكاملها في المحليات للمرأة ، لم يتفقوا معنا .. بل ربما بعضهم تنصلوا من تأييدهم لبعض النساء عندما تقدمن للانتخابات.
على كل حال لا زالت قضية المرأة واحدة من القضايا الحضارية التاريخية المعاصرة في مجتمعنا العربي ككل .. وهذا ما ينبغي ان نتنبه له .. لكن في بدايتنا كما هي بداية العالم كله فرضت المرأة بقوة القانون أو بقوة القرار السياسي حتى اتاحت العملية التاريخية تدريجياً لنفسها أن تسير في مجرياتها بشكل طبيعي ، لكن العملية تظل عملية تاريخية اقتصادية ، اجتماعية ، ثقافية، مهنية .. لان دور المرأة في العمل ومشاركتها مهم ايضاً.. ولهذا عند التشكيل الاخير للحكومة اضفنا امرأتين في وزارتي حقوق الانسان والشئون الاجتماعية والعمل . ليس محاكاة لاحد ولكن نريد ان نعلم الناس وان نتعلم جميعاً بهذا القبول للمرأة.. وشكراً لكم جميعاً.
سبانت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.