تتطلع جماهير شعبنا اليمني بمختلف شرائحهم الاجتماعية ومشاربهم الفكرية بكل اهتمام الى العشرين من سبتمبر ليقولوا كلمتهم بكل ما تعنيه من مسئولية في اختيار مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية وممثليهم في عضوية المجالس المحلية في المديريات والمحافظات عن طريق الاقتراع السري الحر والمباشر. ولعل ما يدعو الى التفاؤل بنجاح هذه الانتخابات هو المشاركة الفاعلة لمختلف إطراف العملية السياسية ، التي قلما توفرت لعمليات انتخابية سابقة ، ليس من خلال التنافس على منصب رئيس الجمهورية او عضوية المجالس المحلية فحسب ، وانما ايضا من خلال مساهمة تلك الاطراف في عملية الإعداد والتهيئة لهذه الانتخابات . حيث يتوجه ملايين الناخبين رجالا ونساء بعد غد الاربعاء الى صناديق الاقتراع من خلال 5620 دائرة محلية في333 مديرية بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية للإدلاء باصواتهم لاختيار مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية ومن يمثلهم في عضوية المجالس المحلية بالمحافظات والمديريات . ودعت اللجنة العليا للانتخابات كافة الناخبين المقيدة اسمائهم في جداول الناخبين البالغ عددهم تسعة ملايين و247 الف و370 ناخبا منهم ما يقارب اربعة ملايين ناخبة التوجه لمراكز الاقتراع اعتبار من الساعة الثامنة من صباح الأربعاء لممارسة حقهم الدستوري في انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء المجالس المحلية. ويشارك في إدارة هذه الانتخابات ما يقارب مائة الف شخص يتوزعون على 21 لجنة اشرافية في المحافظات و 333 لجنة اصلية في المديريات و5620 لجنة اصلية في الدوائر المحلية بالاضافة 27 الف لجنة فرعية، منها 11 الف و733 لجنة نسائية . ويتنافس على منصب رئيس الجمهورية خمسة مرشحين يمثلون المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك والمجلس الوطني للمعارضة والمستقلون ، فيما يتنافس 1612 مرشحا على الفوز ب 525 مقعدا هي قوام المجالس المحلية في المحافظات ، في حين يتنافس 18 ألف و901 مرشحا على الفوز بستة الآف و896 مقعدا هي قوام المجالس المحلية بالمديريات . وتعد الانتخابات الرئاسية والمحلية الثانية من نوعها في اليمن منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 1990م ، حيث جرت أول انتخابات رئاسية مباشرة في 1999م ، وتنافس فيها مرشحان . وبلغ عدد الذين ادلوا باصواتهم في تلك الانتخابات ثلاثة ملايين و772 الف و941 ناخبا من اجمالي الناخبين المقيدين في جداول الناخبين ائنذاك البالغ عددهم خمسة ملايين و600 الف و119 ناخبا وناخبة. وستمثل نتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية ، التي تحضى باهتمام ليس على المستوى الداخلي فحسب ، وانما على المستوى العربي والدولي ، قفزة نوعية جديدة لتعزيز النهج الديمقرطي القائم على التعددية السياسية كخيار ارتضاه اليمنيون لانفسهم دون املاء او فرض من احد.