لأول مرة في تاريخ الديمقراطية اليمنية الحديثة يتفق اليمنيون كاسبون وخاسرون على نجاح الانتخابات التى جرت الاربعاء الماضي للتنافس على منصب رئيس الجمهورية ومقاعد المجالس المحلية. ولأول مرة يعترف الفرقاء السياسيون بجدية المنافسة ويسلمون بنتائجها ويعتبرونها البداية الصحيحة للعملية الديمقراطية في اليمن وأول انتخابات رئاسية تنافسية حقيقية. الخاسرون في المعركة الانتخابية باركوا لمنافسيهم الفوز واعلنوها شفاهية وعبر لافتات قماشية مباركتهم ومساندتهم لهم في مهامهم الوطنية النبيلة. الكاسبون تمنوا لمنافسيهم حظا اوفر في المستقبل واعتبروا نتائج الانتخابات وسيلة لمعرفة كل طرف لثقله الجماهيري، ومدى اقتناع الشعب اليمني ببرنامجه الانتخابي واكدوا بان احرازهم مقاعد في المجالس المحلية يحتم عليهم تحمل الامانة بمسؤولية وبجدارة من اجل مصلحة الوطن قبل مصلحة الاحزاب التى ينتمي اليها الفائزون. على محمد صبر مرشح التجمع اليمني للاصلاح بالدائرة المحلية رقم /3/بمديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار , لم يحالفه الحظ في الفوز لكنه يؤكد بان انتخابات 2006 تتميز عن سابقتها بانها جرت في اجواء تنافسية قوية تجسدت في حرص جميع المتنافسين على كسب وعدم ضياع الصوت الواحد . وعن اقتناعه بالنتيجة قال لدي قناعة تامة بالنتيجة وباركت لمنافسي فوزه بالانتخابات ,مشيرا الى ان حسن اختيار المؤتمر الشعبي العام لمنافسه فضلا عن الدعاية الانتخابية له وراء ابتعاده عن الفوز. ويتفق معه أمين الجبر رئيس الدائرة الاصلية بمديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار ممثل التجمع اليمني للاصلاح في ان الانتخابات بشقيها الرئاسي والمحلي كانت منافسة حقيقية و الجميع مسلم بنتائجها رغم بعض الاخطاء التى رافقتها لاسيما ما يتعلق باختيار الاحزاب لمندوبات اميات في صناديق الاقتراع والفرز. من جانبه قال ملاطف الحجاجي مرشح التجمع اليمني للاصلاح على مستوى المديرية بالمركز (ز) في الدائرة الثانية بامانة العاصمة "النتائج التى اعلنت كانت مقبولة بالنسبة لي ولم يحدث أي تزوير ". واضاف "نريد ان نمارس الديمقراطية بغض النظر عمن كان الفائز وعندما رأيت ان المؤشرات تؤكد فوز مرشح المؤتمر الشعبي هنئته مسبقا قبل الفرز وباركت له بعد الفوز وساعمل لافتة تعبر عن تهنئتي وشباب التجمع بهذا الفوز واتمنى ان يكون عند حسن ظن ناخبيه" . فيما أبدى محمد حسين الزبيري مرشح المؤتمر الشعبي العام في المركز (د) في نفس الدئرة ارتياحه لتقبل منافسه من التجمع اليمني للاصلاح للنتيجة ,مشيرا الى ان تهنئة ومباركة منافسه له بالفوز عبر لافتة علقت وسط المركز الانتخابي يدل على السلوك والوعي الديمقراطي الذي يتحلى به وتقبل النتيجة بروح ديمقراطية . وقال" ان اكبر دليل على وعي المرشحين الاصلاحيين وتقبلهم للنتيجة هي اللافته المرفوعة امام الناس في المركز د بالدائرة الثانية والتى يعبر فيها مرشح الاصلاح عن احترامه لرأي الناخبين وتهنئته لمنافسه بطريقة ديمقراطية وحضارية تعكس مدى الوعي لدى قواعد الاصلاح بالديمقراطية التى قد يعمل الكثير على تشويهها ". من جانبه عبر عبدالله علي الجرموزي مراقب محلي عن اعجابه بالاجواء الاخوية التى عاشها المتنافسين ومندوبيهم اثناء عملية الاقتراع والفرز وبعد اعلان النتيجة وحرص الجميع على الالتزام بقواعد الممارسة الديمقراطية. وقال "ان اكثر ما شد انتباهي خلال عملية الفرز هو حرص الجميع على الغاء أي ورقة قد تثير الجدل سواء كانت لهذا المرشح او اذاك مما جعل عملية الفرز تسير بطريقة سهلة وسلسة ". وأضاف " كان التنافس شريف و قوي واخذ ابعاد عكست مستوى الوعي لدى المرشحين ومندوبيهم ". سبأنت