أودى فيروس نقص المناعة البشرية (الايدز) بحياة 25 مليون نسمه وتسبب في يتم 15 مليون طفل ومثل السبب الرئيسي لوفاة الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم مابين 15-59 سنة خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية. وأصبحت النساء يمثلن حاليا نسبة 50 بالمائة من المصابين الذين يتجاوزون 42 مليون مع نهاية 2003م معظمهم يقطنون جنوب الصحراء الافريقية وجنوب شرق اسيا شرق اوروبا ووسط اسيا وقد تجاوز عدد المصابين في الوطن العربي 750 الف مصاب منهم 1989 مصاب في اليمن حتى نهاية يونيو الماضي. ويؤكد الدكتور عبد الكريم يحيي راصع وزير الصحة العامة والسكان ان اليمن بحاجة ملحة إلى تجنب أي تداع كارثي بسبب عدم تقدير حجم مشكلة تفشي الايدز بدقة على الرغم من انها ماتزال تصنف من ضمن الدول ذات معدل الانتشار الاقل. وتشير الدكتورة فوزية غرامة رئيس برنامج مكافحة الايدز بوزارة الصحة العامة والسكان ان حالات الاصابة التي تم اكتشافها في اليمن تأتي على سبيل الصدفة ولم تكن نتيجة للفحوصات ميدانية او دراسات لمعرفة مدى انتشار هذا المرض في المجتمع . وتقدر منظمة الصحة العالمية ان وراء كل حالة مكتشفة عشر حالات مخفية. ويطالب الدكتور محمد تقي امين عام جمعية الوقاية من الايدز بتفعيل برامج التوعية الصحية بمخاطر انتشار مرض الايدز خاصة في المدن التي هي محل جذب سياحي والتي تقع بالقرب من المناطق المخصصة للاجئين. وتعود أول حالة مكتشفة مصابة بفيروس الايدز في اليمن الى عام 1987م الا أن معدلات الاصابة تفاقمت من سنة الى اخرى ووصلت عام 1997 الى 204 حالات (57) حالة ليمنيين و(144) لاجانب مقيمين في اليمن. ووصل عدد الحالات المكتشفة العام الماضي 228 حالة منها 177 حالة اصابة لليمنيين والبقية لمقيمن وأكتشفت المرافق الصحية خلال النصف الاول من هذا العام 168 حالة منها 120 حالة لليمنيين والبقية لاجانب مقيمين. وتهدف الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الى محاصرة انتشار الامراض المنقولة جنسيا وخفض معدل اصابتها الى 30 بالمائة بحلول عام 2010م. وبين الدكتور راصع انه قد تم انشاء مركزين للفحص الطبي المجاني في صنعاء وعدن اضافة الى انه سيتم انشاء خمسة مراكز خرى خلال السنوات القادمة. وقالت الدكتورة غرامة ان البرنامج استورد بالتعاون مع المنظمات الصديقة ادوية خاصة بالمضادات الفيروسات القهرية وسيتم توزيعها على المصابين قريبا. ويشير وزير الصحة العامة والسكان في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان ابرز التحديات التي تعيق التقدم في مجابهة امراض الايدز, السل, والملاريا في اليمن هي الكثافة السكانية والعامل الجغرافي اضافة الى ان الخدمات الصحية لاتغطي سوى 52بالمائة من سكان اليمن. الا انه يشيد بالنجاحات التي تم تحقيقها فيما يتصل بمجابهة وباء الملاريا الذي كان يهدد 60 بالمائة من سكان اليمن ويصيب ما بين 800 الف الى مليون و200 الف يمني كل عام. وتسببت الملاريا في وفاة 20 الف حالة سنويا بحسب ما افاد الدكتور عبد السلام العاقل مدير برنامج مكافحة الملاريا بوزارة الصحة. ويقول الوزير راصع أن قرب استئصال الملاريا في جزيرة سقطرة هو مؤشر على نجاح جهود الوزارة في مكافحة هذا الوباء .. مشيدا بالدعم المقدم من الصندوق الدولي والمواكب للمبادرة الاقليمية نحو شبه جزيرة عربية خالية من الملاريا واعتماد دول مجلس التعاون الخليجي 17 مليون دولار لمجابهة الملاريا في الجزيرة الأمر الذي سيساعد للوصول الى يمن خال من الملاريا. الدكتور العاقل أكد بدوره أن خفض مكافحة الملاريا يتطلب توفير 440 مليون ريال تكلفة ثمانية ملايين ناموسية لتوزيعها على المستهدفين في مختلف محافظات الجمهورية.. اضافة الى مليارين ريال و400 مليون ريال لتغطية نفقات الرش ذو الأثر الباقي . وتعهدت وزارة الصحة ضمن خطة الخمسية الثالثة التي أعتبرها الدكتور رأصع من افضل الخطط الخمسية بخفض حالات اصابة الملاريا سنويا بنسبة 75بالمائة وحماية 60 بالمائة من النساء في سن الانجاب والاطفال دون الخامسة من العمر وذلك في اماكن استطيان الملاريا. وفيما يتصل بمكافحة امراض السل قال الدكتور امين نعمان رئيس برنامج مكافحة السل بوزارة الصحة العامة والسكان أن متوسط عدد الحالات السنوية المسجلة تصل الى تسعة الاف حالة وان الوصمة تمثل تحديدا حقيقة لمجابهة هذا المرض.داعيا المصابين الى سرعة الخضوع للعلاجات الطبية حتى يتمكنوا من الشفاء. وأكد نعمان ان مرض السل ليس من الامراض المزمنه التي لايمكن علاجها بل ان حالات الاصابة تقل من عام الى اخر خاصة بعد ان تم اعتماد استراتيجية المعالجة القصيرة الامد منذ عام 1995م . ويقول الدكتور عبد الكريم يحيي راصع ان اليمن حققت تقدما ملحوظا في مكافحة السل حيث وصلت نسبة التغطية الى 90 بالمائة في اغلب مرافق الرعاية الصحية المنتشرة بمختلف محافظات الجمهورية ..مؤكدا ان اليمن استفادة من تجارب الدول الصديقة في هذا المجال. ويبين الدكتور نعمان ان الهدف الدولي لمعالجة السل يصل الى 85 بالمائة وان اليمن قريبة من هذا الرقم حيث وان الحالات الايجابية التي تم اكتشافها تصل الى 70 بالمائة . واشار إلى ان البرنامج يخطط حاليا لتنفيذ مسح وطني شامل في يناير القادم بين اطفال المدارس من سن 7-12 سنة يغطي30 الف طالب يتم اختيارهم من 132 مدرسة في 30 مديرية مختارة من 19 محافظة لمعرفة مدى انتشار امراض السل بين فئة الاطفال. وتعهدت الخمسية الثالثة برفع معدل الشفاء لحالات السل الرئوي المعدي الى 85% وبلوغ التغطية السكانية 100% باستراتيجية المعالجة تحت الاشراف اليومي المباشر في المرافق الصحية بالاضافة الى رفع حالات اكتشاف السل الرئوي الى 75% سنويا. وتمثل نقص الموارد المادية والبشرية ابرز التحديات التي توجه وزارة الصحة العامة والسكان لمكافحة امراض الايدز , والملاريا, والسل . ويؤكد وزير الصحة ان اليمن ستتقدم بخطة جديدة الى الصندوق العالمي حتى تتمكن بموجبها من الحصول على زيادة في الدعم بالاضافة الى استمرار عمل البرامج في مجابهة تلك الامراض. وقال ان الصندق الذي ينفق أكثر من 6ر6مليارات دولار لمكافحة الثلاثة الامراض في 136 دولة قدم دعما لبرامج وزارة الصحة خلال السنوات الماضية لمكافحة الايدز ب 14مليون دولار, والملاريا 12 مليون دولار, السل ستة ملايين دولار ويأمل أن يستمر الصندوق في دعم اليمن في هذا المجال خلال السنوات القادمة. سبأ نت