مع اقتراب العاشر من ذي الحجة من كل عام، تتصدر أضحية العيد اهتمامات الأسرة المغربية، كغيرها من الاسر في كافة بلاد المسلمين، ومن أجل هذا الغرض توظف كل أسرة ماتيسر من مدخرات لاستقبال عيد الأضحى المبارك، بمستلزماته من الثياب والمأكولات التي يتسيدها خروف. وبذات المناسبة، يحمل مربو الأغنام نتاجهم السنوي من رؤوس الأغنام، وينزلون بها الى الأسوق، التي تشهد حركة استثنائية قبيل قدوم العيد بايام، حيث يصبح ل"رحبة" الغنم مكانة متميزة فيها، يقصدها جل الراغبين بشراء أضاحي العيد. حركية تجارية ينخرط فيها مربو الماشية وأصحاب الشاحنات التي يتخصص الكثير منها خلال هذه الفترة من السنة بنقل الأغنام، خاصة وأن كثيرا منها يتم نقله من أماكن بعيدة كتلك التي تنتقل بين المنطقة الشرقية وغرب المملكة المغربية، أو من ضواحي المدن والضيعات القريبة منها إلى هذه الأسواق. كبش العيد في الانترنت: في خطوة جديدة على السوق المغربية، قام بها السنة الفائتة صاحب إحدى الضيعات بنواحي مدينة "الجديدة" (22 كم عن الرباط) أصبحت أضاحي العيد تعرض على موقع على شبكة الإنترنت، حيث يختار الزبون مايريد من الأضحية المعروضة، وينتظر وصولها إلى العنوان الذي يحدده، متخلصا بذلك من مساومات البائعين المحتالين. بالمقابل، تنشط قبل العيد بأيام انواع من التجارة الموسمية، إذ تنتشر في شوارع وأزقة المغرب خصوصا في المدن، نقاط بيع العلف من تبن وشعير وغيرهما من الغذاء اللازم لأضحية العيد، فضلا عن عرضها للفحم الذي يكثر الطلب عليه بهذه المناسبة بقصد الشواء. تنافس جزارين وشباب: ولأن تجارة الجزارين تكسد في أيام العيد، فتراهم يعوضون عن عدم بيعهم اللحوم القيام بمهمة ذبح وسلخ أضاحي العيد للسكان سواء في المراكز الرسمية لهذا الغرض أو بالإنتقال بين البيوت، منافسين بذلك الجزارين الموسميين. وإلى جانب ذلك، يتسابق أعداد من شباب الأحياء على خدمة من يريد من الاسر في شي رؤوس الأضحية وتخليصها من وبرها. وللقيام بهذه المهمة يعمد هؤلاء إلى عمل حفرة عميقة في الارض يملؤنها بالخشب ويضرمون النار التي تقوم بحرق وبر رؤوس الأضاحي وشيها تمهيدا لأكلها. هذه العملية، كانت تنجزها فيما مضى ربات البيوت، فيما ينجزها منذ سنوات في المغرب شباب الأحياء هؤلاء مقابل 15 إلى 20 درهما (تعادل 400 إلى 500 ريال يمني). جلد الخروف هو الآخر لا يسلم من تجارة، إذ تنتشر بهذه المناسبة محلات متخصصة بجمع جلود الأضاحي، وهي تجارة رابحة للقائمين عليها. إذ تقوم هذه المحلات بتنظيف الجلود وتحضيرها للزبون لتصبح "هيضورة" أنيقة وجميلة تصلح لتأثيث صالون منزله، وهي مهمة تكلف 50 درهما. كما تقوم هذه المحلات كذلك بشراء جلود الأضاحي (يقدمها البعض مجانا) وبالتالي تنظيفها وتهيئتها للبيع لمصانع ومعامل الصناعات الجلدية المغربية. سبانت