تنظم وزارة الثقافة صباح الغد على رواق (بيت الثقافة) بصنعاء مهرجانا تكريميا للفنان والشاعر والملحن البارز يحي صالح العرومة عرفانا بادواره واسهاماته في خدمة الاغنية اليمنية على مدى ثلاثة عقود برز خلالها العرومة صوتا غنائيا تفرد بباقة من السمات منحته حضورا ابداعيا اسهم من خلاله في رفد الاغنية اليمنية (الوطنية و العاطفية) باضافات نوعية . ويقلد خالد الرويشان وزير الثقافة المحتفى به درع وزارة الثقافة في برنامج احتفائي تتخلله عدد من الفقرات الغنائية تؤديها الفرقة الوطنية للغناء والموسيقي من اعمال المحتفى به كما تلقى عدد من الكلمات تتناول سمات تجربته وخصوصية شخصيته وبعض ملامح علاقته بالغناء والتلحين والابداع عموما .. كما يوزع على هامش الاحتفال الكتاب الذي اصدرته الوزارة في اطار برنامج التكريم و يضم الاعمال الغنائية للمحتفى به. و قال وزير الثقافة لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان البرنامج الثقافي للوزراة والذي ستدشنه غدا بحفل تكريم الفنان الكبير يحي العرومة سيحمل في تفاصيله الكثير من الجديد حيث سيمتد ليشمل فعاليات متنوعة ومجالات ابداعية مختلفة " بمعنى ان الجديد في البرنامج سيكون جديدا كما ونوعا وسيكون متميزا في اشتماله على مجالات تطرقها الوزارة لاول مرة احتفاءا بالابداع على اختلاف تنوعاته وفضاءاته" . واعتبر الوزير تدشين الوزارة لبرنامجها الثقافي بتكريم فنان كبير بحجم الفنان يحي العرومة يمثل بداية قوية واعلان متميز لما سيكون عليه البرنامج .. مشيرا الى الفنان العرومة رفد الاغنية اليمنية بتجربة متميزة استطاع من خلالها ان يكون ذاته و ان يكون متفردا بصوت واداء مكنه من صنع حضور اكسبه شهره امتدت على ربوع الوطن .. " فالفنان العرومة اغنية رائعة اطربت الفلاح وغنت للجمال واشجت الوطن وتغنت بالقيم ومنحت الحياة عطرها الانساني ". و ياتي هذا التكريم لما للفنان العرومة من بصمات واضحة في رفد الساحة الثقافة بالعديد من الاغنيات المتميزة التي لاقت رواجا واسعا واستحسانا منقطع النظير والتي لبت الرغبات الكامنة في في الجمهور على مختلف مشاربهم واذواقهم .. فقد غنى للارض وتغنى بها غنى للفلاح والمراة وتغنى بالثورة والجمهورية والوحدة تغنى بالحب وللحب .. وكذا لما تتميز به كلماته من سلاسة التركيب وبساطة الاسلوب وجزالة الالفاط وغزارة المعنى .. بالاضافة الى عذوبة الالحان وتنوعها فتارة تغذي الروح وتلهب المشاعر وتطرب الوجدان وتارة تثير الحماس وتنمي المشاعر الوطنية والقومية . الفنان يحي صالح العرومة تحدث الى وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن مشاعره ازاء هذا التكريم معتبرا اياه مكرمة لن ينساها لوزارة الثقافة التي كرمت من خلاله جيل كامل من الفنانين والمثقفين في كل ربوع اليمن . وقال الفنان يحي العرومة: اعتبر هذا التكريم محطة هامة تضع الاديب والفنان والمبدع عموما امام مسؤولية مضاعفة .. "فتكريمي سيضاعف من شعوري بمسؤوليتي تجاه رسالة الفن وتجاه الجمهور بما معناه ان التكريم يضاعف من عبء مسؤولية المكرم امام الجمهور ومن هنا تاتي اهمية التكريم وقمية الفعل التي تنجزه الوزارة من خلال برنامج تكريم رموز العمل الابداعي " . واضاف العرومة : " الفن عطاء والعطاء تحفيز والتحفير يحتاج الى اهتمام والاهتمام يتجلى في مقدمته التكريم باعتباره يبرز كفعل يضع الرموز محط اهتمام ".. معبرا عن شكره لوزارة الثقافة ووزيرها على برنامج التكريم الذي استطاعت من خلاله ان تنتشل رموز الابداع وتضعهم في الصدارة. العرومة واسمه يحي صالح يحي العرومة ولد بتاريخ 17 مايو 1950 في امانة العاصمة صنعاء القديمة - متزوج وله ثمانية ابناء ينتمي الى اسرة بيت العرومة - بني مطر - التحق بالتعليم الاساسي في سن مبكر جدا وتلقى التعليم الاساسي في مدرسة نصير القديمة ميدان قصر السلاح بصنعاء القديمة ثم في مدرسة الارشاد حي الزمر امانة العاصمة - نجح وبتفوق وانتقل الى المدرسة الاعدادية حي شرارة ثم انتقل الى المدرسة المتوسطة ثم الى الثانوية ايضا في نفس المكان. التحق بقوات الحرس الوطني في يناير 1963 بعد ثلاثة شهور من قيام ثورة 26 سبتمر 1962 حيث تم تجنيده برتبة مساعد اداري . انتقل في منصف عام 1963 الى مدرسة المشاة ثم انتقل الى مكتب وزير الحربية و رقي الى رتبة ملازم ثاني بداية عام 1966 ثم انتقل للعمل في الحرس الجمهوري حتى بداية الربع الاخير من عام 1966 ثم انتقل الى معسكر الاستقبال والتحق للانضمام الى الكلية الحربية الدفعة التاسعة . انتقل من العمل في ادارة التموين والامداد الى دائرة التوجية المعنوي والسياسي في منتصف عام 1977حتى 1988و تم ايفاده مع مجموعة من الضباط وبتوجيه من القائد الاعلى للقوات المسلحة الرئيس علي عبدالله صالح في منحة دراسية تخصصية متقدمة للضباط في مجال التوجيه السياسي والمعنوي الى مدينة لفوف بجمهورية اوكرانيا حيث التحق بكلية العلوم السياسية العسكرية العليا وتخرج منها مع زملائه في يوليو 1988 واجتاز الدورة الاولى بنجاح بتخصص توجيه سياسي ومن ثم التحق بمعهد الميثاق ضمن دورات التاهيلية الخامسة بقيادة العمل السياسي في الفترة 8 اكتوبر- 28 ديسمبر 1988 وقد اجتاز الدورة بنجاح وترقى الى رتبة رائد واستانف نشاطه الفني بعمل مؤسيقي فني رائع من تاليفه كلمة ولحنا واداء بعنوان "الامل الواعد" . ثم بدا التحضير لاعداد اعمال فنية موسيقية للحدث الاكبر في حياة الشعب اليمني وهو قيام الوحدة المباركة 1990حيث كان ضمن القافلة الفنية والفعاليات السياسية المرافقة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح الى مدينة عدن. رقم الى رتبة مقدمة ومن ثم الى رتبة عقيد في عقد التسعينيات وتواصلت اسهاماته الفنية . وفي اواخر شهر اغسطس عام 1994 لبى دعوة من مؤسسة اذاعة وتلفزيون دولة قطر وكان معه الفنان ايوب طارش والفنان عبد الرحمن الحداد لاحياء حفلات فنية تراثية يمنية وتنفيذ تسجيلات هذه الاعمال الى جانب اعمال جديدة للاذاعة والتلفزيون القطري تصل الى ستة عشر عمل فني غنائي. عين عند عودته نائبا لرئيس شعبة الفنون والمسرح في دائرة التوجية المعنوي للقنوات المسلحة واستمر في اداء واجبة العسكري والفني حتى شهر نوفمبر عام 2001 حيث صدر القرار بتقاعده برتبة عميد مع مجموعة من الضباط عملا بقانون الخدمة العسكرية . تاثر باصوات و اداء العديد من الفنانين الكبار وفي مقدمتهم المرحوم احمد عبيد قعطبي واحمد السنيداد وعلي احمد الخضر وعلي عبدالله السمة وعلي علي الانسي ومحمد الخميسي ومحمد حمود الحارثي ومحمد مرشد ناجي ورجب علي عوضة ومحمد سعد عبدالله واحمد احمد قاسم وغيرهم من الفنانين اليمنيين . كما تاثر ايضا باصوات وقدرات فنانين عرب منهم : الفنان رياض السنباطي والفنانة فيروز والفنان فريد الاطرش والفنان محمد الموجي . من اولى اغانيه ( ياراحم الارجمين فرج على المسلمين ) و( اقبس متى شئت) و( يامن هواه أعزه واذلني) و( يانسيم السحر) وغير ذلك من الاغاني التراثية وبدا يذاع صيته في الاوساط الثقافية والادبية والفنية وفي اوساط المثقفين والمهتمين بالفن اليمني عموما والغناء الصنعاني على وجه الخصوص قبل ظهوره علنا على الجمهور . شارك مع الفنان المرحوم علي عبدالله السمة لاول مره في حفل جماهيري في ميدان التحرير في ذكرى عيد ثورة 26 سبتمبر 1973 ولاقى ظهوره قبولا وتشجيعا من الجمهور. له مساهمات عديدة في مجال كتابة وتلحين الاغاني بشكل عام واغاني الاطفال واغاني مسابقات الاطفال التلفزيونية الرمضانية وكذا الاغاني المسرحية و التوجيهية والموشحات الدينية والاناشيد الحماسية والوطنية والزراعية والاغاني الاجتماعية والعاطفية وغير ذلك . غنى للعديد من كبار الشعراء امثال : الدكتور عبدالعزيز المقالح ، عبدالله البردوني ،عبدالله هاشم الكبسي ، عباس المطاع ، مطهر الارياني ، محمد حسين الشرفي ، احمد على تلها ، اسماعيل الكبسي والدكتوة امنة يوسف وحمد على مانع الجنيد احمد محمد هاجي ومحسن الجبري ومحمد الحيدري واخرين . تطورت لديه ملكات الابداع الموسيقية في التلحين والاداء منذ نهاية الثلث الاول لعقد السبعينيات مرورا ببدءه توزيع بعض الاعمال الفنية الوطنية وغيرها موسيقيا مع فرقة وزارة الاعلام والثقافة بقيادة الاستاذ الفنان الموسيقار علي محمد غازي المطري الشيئ الذي اثر في نفسه تاثيرا غير عادي فبدا بالتتلمذ على يديه و درس اصول الموسيقي في المقامات العالمية والشرقية والضروب والايقاعات والنوتة الموسيقية كثقافة موسيقية ذاتيه شكلت له في ضوء قناعاته واهتمامه بعلم الموسيقى نقطة انطلاقة في التعامل مع المقامات بحرفية ودراية ومعرفة سواء في فن التلحين او فن الاداء وذلك في خضم بداية حياته الفنية وقد غنى له نشيد _ عودة الامجاد - من الحانه وكلمات الاستاذ محسن الجبري. لحن وغنى العديد من القصائد لشعراء يمنيين وعرب وكذا غنى اغان تراثية محلية وعربية .وتغنى بكلماته والحانه كثير من الفنانين اليمنيين . كرس حياته وما يزال للفن والعطاء والابداع كلمة ولحنا واداء. شارك في العديد من الفعاليات الفنية المحلية والعربية والدولية وتقلد العديد من المواقع في نقابة الفنانين اليمنيين ومجلس السلم والتضامن والجمعية الوطنية للمرسح اليمني ومنظمة مناضلي الثورة والدفاع عن الوحدة . التحق بالعديد من الدورات العسكرية والفنية وجاز وسامي الخدمة والواجب بقرار من رئيس الجمهورية بالاضافة. سبأنت
