تجددت الاشتباكات في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس بعد ساعات قليلة من اتفاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع لإنجاح محادثات مكةالمكرمة التي ستبدأ بعد غد الاثنين. وتوزعن الاشتباكات على أحياء عدة من مدينة غزة خاصة قرب المقر العام للأجهزة الأمنية كما لوحظ وجود مسلحين بأعداد محدودة. وقالت مصادر طبية وشهود إن هذه الاشتباكات أسفرت عن سقوط جرحى وسط استنفار لمقاتلي الطرفين فيما خلت الشوارع من الحركة وأغلقت المحال التجارية بعد اشتباكات عنيفة أوقعت اليومين الماضيين 25 قتيلا على الأقل و240 جريحا. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اتفقا في مكالمة هاتفية على الوقف الفوري لإطلاق النار بين مقاتلي فتح وحماس بغزة بعد اشتباكات عنيفة أوقعت 25 قتيلا على الأقل و240 خلال يومين. وذكر القيادي في حماس نزار ريان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع القيادي بفتح سمير مشهراوي، أن الطرفين اتفقا على "وقف فوري للنار وإنهاء التوتر"، . وأضاف ريان أنه تم الاتفاق أيضا على عقد لقاء آخر اليوم السبت لإتمام الآليات الخاصة بتنفيذ الاتفاق لضمان تهدئة حقيقية ووقف فوري جدي لإطلاق النار وإنهاء مسبباته، وهو ما كرره مشهراوي. وجاء تصريح ريان إثر جلسة ثانية عقدت مساء الجمعة بين ممثلين عن فتح وحماس بحضور الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء برهان حماد ووزير الداخلية سعيد صيام والمدير العام للأمن الداخلي رشيد أبو شباك. وقتل تسعة مسلحين من فتح وأربعة من حماس وأربعة مدنيين بينهم طفلان الجمعه الماضيه في اليوم الثاني من اشتباكات عنيفة في قطاع غزة أنهت الهدنة التي أعلنت يوم الثلاثاء الماضي بين فتح وحماس. كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في رام الله أن عباس ومشعل اتفقا أيضا خلال الاتصال نفسه على الالتقاء في مكةالمكرمة الثلاثاء لبحث إنهاء الاقتتال بين الحركتين تلبية لدعوة من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز. من جانبه أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن النداء الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين لعقد لقاء بين الفصائل الفلسطينية في رحاب بيت الله الحرام حظي بقبول واجماع واسع النطاق في الأوساط الفلسطينية مشيراً إلى حرصه الشديد على المشاركة في لقاء مكةالمكرمة المرتقب بهدف الوصول إلى حالة وفاق واتفاق بين جميع الفصائل والقوى الفلسطينية في الداخل والخارج . وقال هنية في تصريح نشرته صحيفة عكاظ السعودية اليوم "إن الحكومة الفلسطينية تعكف حاليا للإعداد لأجندة اللقاء والوصول إلى قواسم مشتركة بين الفصائل قبيل التوجه إلى المملكة مطالبا الجميع بعدم تفويت هذه الفرصة المهمة، واشار رئيس الوزراء الفلسطيني الى أن التأخير يعود الى رغبة الفصائل فى الاتفاق على موقف موحد يتم خلاله تتويج لقاء مكة بالاتفاق. من جهة اخرى اكد السفير الفلسطيني لدى السعودية جمال الشوبكي انه تم الاتفاق من حيث المبدأ ان يتم لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مكةالمكرمة يوم الثلاثاء القادم. وأشار السفير الشوبكي انه ابلغ السلطات السعودية بالموعد المقترح موضحا أن تغيير الموعد سيتم في حالة عدم استكمال الإجراءات اللازمة لسفر القيادات إلى المملكة . واضاف ان الاجتماع سيعقد بحضور رئيس الحكومة اسماعيل هنية، موضحا ان هناك حرصا من القيادات الفلسطينية على عدم تفويت الفرصة والاستجابة لنداء الملك عبدالله مشيرا إلى أن وفد حماس سيتكون من عدد من القيادات في الحكومة الفلسطينية والحركة فيما سيتكون وفد الرئاسة من قيادات حركة فتح إلى جانب عدد من المسئولين في مؤسسة الرئاسة.ورجح الشوبكي أن يركز لقاء مكة بين ابو مازن وخالد مشعل على الالتزامات الخارجية للحكومة الفلسطينية القادمة تجاه المجتمع الدولي وتشكيل الحكومة نفسها وطريقة توزيع المناصب فيها ،معرباً عن أمله في إنهاء الخلاف الداخلي في حال الاتفاق على تشكيل الحكومة الوطنية الفلسطينية القادمة. وقال الشوبكي إن الحكومة السعودية تركت الخيار للفلسطينيين لتشكيل وفودهم المشاركة في هذا الاجتماع من داخل فلسطين وخارجه دون تدخل من السعودية في هذا التشكيل. وقد دعت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين مجددا اليوم حركتا حماس وفتح الى وقف الاقتتال بينهما مشددتا على ضرورة الالتزام بالاتفاق والعمل على تطبيقه على الارض. وطالبت الحركة في بيان حماس وفتح إلى الالتزام بالاتفاق والعمل على تطبيقه تجنبا لمزيد من التدهور مطالبةً "أبناء الشعب الفلسطيني بمزيد من الصبر وضبط النفس والاحتكام للغة العقل لا الرصاص وعدم الانجرار وراء الاشاعات المغرضة التي تزيد من الفرقة بين أبناء البيت الواحد". كما حثت حركة الجهاد الاسلامي الجانبين على التحلي ب"روح المسئولية الدينية والوطنية والاخلاقية ووقف التحريض الاعلامي المتبادل بهدف توفير الاجواء المناسبة لانجاح لقاء مكة المرتقب"بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وحملت الحركة المجتمع الدولي وإسرائيل "مسئولية التدهور الخطير الذي تشهده الساحة الفلسطينية" معتبرة أنه يشكل "نتاجا طبيعيا لسياسة الحصار الظالمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني". وطالبت "جميع المثقفين والعلماء وخطباء المساجد وأصحاب الرأي بالعمل على نشر ثقافة التسامح والوحدة الوطنية والتعالي على الجراح". وجاءت هذه التطورات بعد انهيار سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الطرفين وامتداد المعارك إلى جامعتي القدس المفتوحة والأزهر الإسلامية في غزة، مما أدى إلى إحراق أجزاء منهما وسط مزاعم أمن الرئاسة الفلسطينية بأنه صادر آلاف البنادق والقذائف من مبنى الجامعة الإسلامية. من جانب اخرأدانت الحكومة الفلسطينية اليوم قرار المجموعة الرباعية الدولية بمواصلة مقاطتعها لها واتهمها بيان للخارجية بمعاقبة الشعب الفلسطيني بأمر من الولاياتالمتحدة الأميركية. وقال البيان إن هذا الموقف "لن يحقق الأمن والاستقرار والهدوء في المنطقة بل سيزيد معاناة الشعب الفلسطيني". وكانت المجموعة الرباعية أعلنت في وقت سابق "قلقها العميق إزاء العنف" الدائر في الأراضي الفلسطينية، وأبقت على مقاطعتها للحكومة التي تقودها حماس مشترطة لإيقافها نبذ الحركة للعنف، والاعتراف بإسرائيل، وقبول الاتفاقات السابقة معها. وتلا الأمين العام للأمم المتحدة الجديد بان كي مون بيانا بهذا المعنى نيابية عن المجموعة التي اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية. وقد أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التزام الرباعية والأسرة الدولية بتحقيق تقدم في أقرب وقت ممكن على المسار الفلسطيني. وقالت إن ما وصفتها بأعمال العنف بين الفلسطينيين ينبغي ألا تكون سبباً في مزيد من التأخير. وبينما كشف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن اجتماع ثلاثي مرتقب بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورايس يليه آخر في برلين الشهر المقبل, أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دور يمكن أن تضطلع به سوريا في الشرق الأوسط. كما قال لافروف إن أطراف الرباعية لا يسعون إلى حل للمسار الفلسطيني وحده، بل لكل مشكلات المنطقة. من ناحية ثانية رفضت حركة حماس النتائج التي تمخض عنها اجتماع المجموعة الرباعية الدولية في واشنطن. وقال المتحدث باسم الحركة إسماعيل رضوان "نرفض هذه القرارات الجائرة التي ترفض التعامل مع الشرعية الفلسطينية وندين هذه القرارات التي لا تتعامل مع الواقع وتنحاز للعدو الصهيوني". وكانت الخارجية الفلسطينية أدانت قرارات اللجنة واتهمت في بيان الرباعية بمعاقبة الشعب الفلسطيني بأمر من الولاياتالمتحدة الأميركية، مشيرة إلى أن موقف اللجنة باستمرار مقاطعة الحكومة "لن يحقق الأمن والاستقرار والهدوء في المنطقة بل سيزيد معاناة الشعب الفلسطيني". واعتبر البيان أن هذه النتائج كانت مخيبة لآمال الشعب الفلسطيني. ولكن الحكومة الفلسطينية أشادت بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي قال إن من الضروري العمل مع حماس. وقال البيان إن الحكومة الفلسطينية تشيد بالموقف الروسي الذي ترى أنه يسير في الاتجاه الصحيح. أما الرئاسة الفلسطينية فقد قال ناطق باسمها من رام الله إنها كانت تتوقع قرارا من الرباعية برفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني، وطالب بفك الحصار وبسرعة تنفيذ خريطة الطريق والإعلان عن موقف واضح ضد الإجراءات الإسرائيلية المخالفة لها. وكانت المجموعة الرباعية التي اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية أعلنت في وقت سابق أمس أنها أبقت مقاطعتها للحكومة التي تقودها حماس مشترطة لإيقافها نبذ الحركة للعنف والاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقات السابقة معها. وتلا الأمين العام للأمم المتحدة الجديد بان كي مون بيانا بهذا المعنى نيابة عن المجموعة التي تضم الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة. سبأنت