كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الوزراء المستقيل إسماعيل هنية بتشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية فور تقديم هنية استقالة حكومته اليوم، بعد قليل من اتفاق حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على تجاوز معظم العراقيل التي تردد أنها اعترضت هذه الإجراءات. وأعلن هنية في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس استقالة حكومته التي قبلها عباس قبل أن يعلن تكليف هنية بتشكيل الحكومة الجديدة. وطالب الرئيس الفلسطيني في كتاب التكليف الحكومة المستقيلة بتسيير الاعمال بشكل مؤقت لحين تشكيل الحكومة الجديدة، خلال ثلاثة أسابيع قبل عرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة. وتضمن كتاب التكليف الذي وافق هنية عليه مطالبة الحكومة الجديدة باحترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية. وأشاد كل من عباس وهنية باتفاق مكةالمكرمة، الذي مهد السبيل للتوصل إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، كما أشادا باحتفالات الشعب الفلسطيني ابتهاجا بالاتفاق. ولم يفصح الزعيمان الفلسطينيان عن تفاصيل أخرى تتعلق بتشكيل الحكومة وتوزيع المناصب، بعد ورود معلومات عن مواقف متعارضة بشأن ذلك. وكان نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني قد أشار إلى أن الرئاسة تعارض أي شروط جديدة قد تضاف على اتفاق مكةالمكرمة، وقال "نحن ملتزمون باتفاق مكة ولا نقبل أي تغيير له أو فرض شروط جديدة". وجاء هذا التصريح بعد تواتر أنباء عن شروط جديدة لحماس بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول لم تذكر هويته قوله إن حركة حماس والحكومة وضعتا ثلاثة شروط للبدء بالمشاورات والإجراءات الدستورية لتشكيل حكومة الوحدة. وأوضح أن الشروط تشمل موافقة عباس على القرارات والتعيينات التي قامت بها الحكومة إضافة إلى تشكيل القوة التنفيذية، واحتساب زياد أبو عمرو العضو المستقل في المجلس التشريعي على حصة المستقلين الذين ستسميهم فتح وليس حماس، وموافقة الرئيس الفلسطيني على مرشح حماس لمنصب وزير الداخلية. تجميد مساعدات من جهة أخرى جمدت الولاياتالمتحدة مساعدتها لقوات الأمن التابعة للرئيس عباس. وقالت رئيسة اللجنة الفرعية للموازنة المكلفة بالشؤون الخارجية بمجلس النواب نيتا لوي "لقد جمدت في مطلع الأسبوع منح ال86 مليون دولار", وأضافت أنه "من الضروري أن نفهم بصورة أفضل وجهة هذه المساعدة وما هو الوضع ميدانيا". كما قررت واشنطن مقاطعة الحكومة المرتقبة. وقال مصدر فلسطيني بارز -فضل عدم الإفصاح عن اسمه- "الأميركيون أبلغونا بأنهم سيقاطعون الحكومة الجديدة التي تقودها حماس, وسيعامل وزراء (حركة التحرير الوطني) فتح والوزراء المستقلون بنفس الأسلوب الذي يعامل به وزراء حماس". وأكد دبلوماسيون نية واشنطن مقاطعة الحكومة, إلا إذا حققت شروط اللجنة الرباعية المتمثلة في الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة. لقاء الأسد مشعل من جهة أخرى التقى الرئيس السوري بشار الأسد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل, وتركز اللقاء على سبل تشكيل حكومة الوحدة. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد حث جميع الأطراف الفلسطينية على التمسك بالوحدة الداخلية, فيما أعلنت حماس في بيان لها أن الأسد رحب باتفاق مكة وأن دمشق تدعم تشكيل الحكومة الجديدة, وأنها تقف إلى جانب الوفاق في مواجهة الاقتتال والاحتكام إلى السلاح