قدم رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية استقالة حكومته مساء امس الخميس في غزة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اعاد تكليفه بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال هنية :"بالاستناد الى اتفاق مكةالمكرمة الذي نص على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فإنني اتقدم باستقالتي". جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع جمعهما في غزة مساء امس الخميس، في خطوة اولى نحو تنفيذ اتفاق مكة الهادف الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ووضع نهاية للاقتتال الداخلي . من ناحيته قًبٍل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاستقالة.. معلنا اعادة تكليف هنية بتشكيل الحكومة خلال الفترة المحددة في القانون الاساسي وهي ثلاثة اسابيع يضاف اليها اسبوعان. وقال عباس متوجها الى هنية "ادعوكم خلال الفترة القادمة كما نص عليها القانون الأساسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأضاف الرئيس عباس في المؤتمر الصحفي المشترك قائلا : كما ادعوكم الى احترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية والالتزام بمصالح الشعب الفلسطيني العليا والحفاظ على مكتسباته كما أقرتها المجالس الوطنية المتعاقبة وقرارات القمم العربية . واشار الرئيس عباس، انه تم التوافق على مراسم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وإنه ستتم قراءة كافة تلك المراسيم لكي تعم الفرحة على الشعب الفلسطيني. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في مكتب هنية قوله :ان استقالة هنية جاءت خلال اجتماع في غزة في أول تحرك نحو تشكيل حكومة جديدة بهدف إنهاء الاقتتال الداخلي ورفع الحظر الذي فرضه الغرب على تقديم المساعدات لحكومة حماس. وقال مسؤولون فلسطينيون إن هنية مهد بتقديم استقالته الطريق لعباس لتعيينه من جديد لتشكيل الحكومة الجديدة. ويرى دبلوماسيون مطلعون على المناقشات بشأن هذه القضية نوايا واشنطن بمقاطعة أعضاء حكومة الوحدة الا اذا لبت المطالب الدولية من حماس وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة. حيث اشار مسؤولون فلسطينيون ودبلوماسيون الى إن الولاياتالمتحدة أبلغت عباس أنها تعتزم مقاطعة جميع وزراء حكومة الوحدة الفلسطينية بمن فيهم الوزراء الذين لا ينتمون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما لم تتم الاستجابة للمطالب الدولية فيما يتعلق باسرائيل. وقال مسؤول فلسطيني بارز لوكالة رويترز: الأمريكيون أبلغونا أنهم سيقاطعون الحكومة الجديدة التي تقودها حماس، وانه سيتم معاملة وزراء فتح والوزراء المستقلون بنفس الأسلوب الذي يعامل به الوزراء من حماس." واشنطن وفي اول رد فعل لها قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون مكورماك إنه سيكون من السابق لآوانه القول إن كانت الحكومة الأمريكية ستقاطع كل أعضاء حكومة الوحدة. ونسبت وكالة رويترز لغازي حمد المتحدث باسم الحكومة الحالية قوله للإذاعة الاسرائيلية إن هناك الكثير من المشكلات.. مشيرا الى اختيار وزير الداخلية الذي يشرف على أجهزة الأمن كاحدى هذه المشكلات. ورغم هذه المشكلات والاختلافات بشأن عدد من الحقائب الوزارية المهمة، فقد اجتمع عباس وهنية في مدينة غزة لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق ، حيث من بين القضايا الأخرى التي لم تحسم بعد، مصير قوة الشرطة التنفيذية التابعة لحماس وقوامها 5600 فرد وتضغط حركة فتح من أجل حل هذه القوة لكن حماس تريد الإبقاء عليها . هذا وقد أسفر الاقتتال الداخلي بين العناصر المسلحة من حركتي فتح وحماس في الفترة بين أواخر ديسمبر وأوائل فبراير الجاري عن مقتل اكثر من 90 فلسطينيا وعدد اخر من الجرحى، كما دفع قطع المساعدات المالية الغربية المباشرة منذ تولي حماس الحكم في مارس الماضي، دفع السلطة الفلسطينية الى حافة الانهيار المالي. جدير بالذكر ان لقاء قد جمع قادتي حركتي فتح وحماس الأسبوع الماضي في مكةالمكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اتفقوا خلاله على تكليف رئيس الوزراء اسماعيل هنية تشكيل حكومة الوحدة على ان يعين الرئيس الفلسطيني محمود عباس نائبا لرئيس الوزراء من فتح، اضافة الى عدد من الاتفاقات حول عدد من القضايا التي كانت محل خلاف بين الحركتين . وكالات الانباء