أمسى الفلسطينيون اليوم على بزوغ فجر أول حكومة وحدة وطنية في تاريخ الشعب الفلسطيني ، حيث قطع القادة الفلسطينيون الشك باليقين ، منجزين حلم الشعب الفلسطيني في الوحدة والاتحاد ، وبعد مد وجذر ولقاءات مكوكية في العواصم العربية ، توج الفلسطينيون المحاصرون حلم شعبهم بالبدء بتشكيل أول حكومة وحدة وطنية ، ومساء اليوم سلَّم مساء رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ، للرئيس محمود عباس، كتاب استقالة حكومته الحالية فقبلها عباس ، واستلم هنية من عباس في نفس الوقت كتاب التكليف لتشكيل اتول حكومة وحدة وطنية في تاريخ فلسطين ، التي لا زالت ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني . وبعد اجتماع دام ساعة واحدة بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء هنية في مقر الرئاسة بمدينة غزة، ووسط جو من التفاؤل وعلى الهواء مباشرة وعبر شاشة تلفزيون فلسطين, جرى مساء اليوم الخميس في غزة تسليم واستلام كتابي استقالة الحكومة والتكليف بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء هنية. وتلا رئيس الوزراء اسماعل هنية كتاب استقالة حكومته العاشرة أمام الرئيس محمود عباس في غزة وبحضور عدد من المسئولين من حركتي فتح وحماس على رأسهم القيادي البارز في حركة فتح محمد دحلان , ورئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الاحمد , والدكتور زياد ابو عمرو المرشح لوزارة الخارجية وعن حركة حماس د . خليل ابو ليلة ، رئيس كتلة حماس البرلمانية ، ود . غازي حمد ، المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ، ود . نزار ريان القيادي البارز في حركة حماس. وقدم هنية استقالة حكومته , وقال : " استنادا إلى اتفاق مكة أتقدم باستقالتي حتى يتسنى الشروع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية العتيدة. من جهته, قبل الرئيس الفلسطيني استقالة الحكومة وكلفه بتشكيل حكومة الوحدة المقبلة خلال الفترة التي نص عليها القانون الأساسي وهي ثلاثة أسابيع يضاف إليها أسبوعان لتعرض على الرئيس ومن ثم على المجلس التشريعي للمصادقة عليها. ودعا الرئيس خلال كتاب التكليف الحكومة المقبلة إلى الالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني وقرارات المجالس الوطنية واحترام الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية.. وقد عمت حالة من الارتياح والفرح والابتهاج في الشارع الفلسطيني، كما هو الحال في أوساط مختلف الفصائل الفلسطينية . ويأتي إنجاز اليدء بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في الوقت الذي أكدت مصادر فلسطينية أن اتفاقاً تم التوصل إليه بين حركتي حماس وفتح خلال الاجتماع الذي انتهى مساء اليوم الخميس"15/2" للبدء في الاجراءات الدستورية لتشكيل حكومة الوحدة المرتقبة. وكان اجتماع عقد عصر اليوم بين وفدي الحركتين في مكتب النائب زياد أبو عمرو المرشح لوزارة الخارجية لمناقشة نقاط الخلاف التي كانت تعترض بدء الإجراءات الدستورية لتشكيل الحكومة. وشارك في الاجتماع سمير المشهراوي وماجد ابو شمالة عن حركة فتح وخليل الحية ود.محمود الزهار عن حركة حماس، وقد أكدت مصادر في حركتي حماس وفتح، أنه تم بالفعل حسم مجمل القضايا بخصوص الاتفاق وتشكيل الحكومة وتحديد أسماء الوزراء . ونص اتفاق مكة الذي ابرم في الثامن من شباط/فبراير على تشكيل حكومة وحدة وطنية بين فتح وحماس على أن تتولى حماس تسع حقائب وزارية وتختار ثلاثة وزراء مستقلين بينهم وزير الداخلية على أن تتولى فتح ستة وزارات وتسمي وزيرين مستقلين بينهم وزير الخارجية وثلاث حقائب للكتل البرلمانية الممثلة في المجلس التشريعي الفلسطيني وخمس حقائب للمستقلين.
